تعيش غزة اليوم في تقاطع حاسم بين قمتين سياسيّتين هامتين: قمة الرياض العربية الإسلامية المشتركة والانتقال المرتقب في البيت الأبيض مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب. في وقت يشهد فيه قطاع غزة أكثر من 400 يوم من الحرب والدمار، تتطلع الأنظار إلى الرياض باعتبارها نقطة محورية في البحث عن حل للقضية الفلسطينية وإنهاء الصراعات في المنطقة، بينما تعد إدارة ترامب الجديدة لتغيير محتمل في السياسة الأمريكية.
مقالات ذات صلة:
قمة عربية إسلامية في الرياض لمناقشة تصاعد التوترات في غزة ولبنان
مظاهرات عالمية حاشدة تندد بالعدوان على غزة وتطالب بوقف إطلاق النار
وفاة جندي أمريكي بعد إصابته خلال مهمة إنسانية قبالة ساحل غزة
قمة الرياض: بوابة الأمل للفلسطينيين
القمة المزمع عقدها في العاصمة السعودية الرياض تمثل أملًا كبيرًا بالنسبة للفلسطينيين، حيث ستتناول قضايا حروب غزة ولبنان ودفع الحل السياسي العادل للقضية الفلسطينية بناءً على حل الدولتين. ويركز الفلسطينيون آمالهم على الدور الحاسم الذي يمكن أن تلعبه المملكة العربية السعودية في الفترة المقبلة، بالنظر إلى مكانتها السياسية والاقتصادية وأهمية تحركاتها ضمن التحالف الدولي. كما يأمل الفلسطينيون أن تنجح الرياض في تحفيز إدارة ترامب على تبني مسار جديد يساهم في حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
الموقف السعودي: خطوة استباقية لحل القضية الفلسطينية
القيادي الفلسطيني جبريل الرجوب أشار إلى أن الموقف السعودي سيكون حاسمًا في إعادة ترتيب المنطقة وإيجاد حل للقضية الفلسطينية. وقد وضعت المملكة العربية السعودية خطًا أحمر بالنسبة للموقف الأمريكي، متمثلًا في ضرورة إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، حتى قبل أن يعود ترامب إلى البيت الأبيض. هذا التحرك يعكس حرص السعودية على إنهاء الحروب في المنطقة بأسرع وقت ممكن، بما في ذلك حرب غزة.
الحرب مستمرة وآمال فلسطين معلقة
رغم الآمال التي تعلقها غزة على قمة الرياض، إلا أن الواقع السياسي المعقد قد يؤخر أي تقدم نحو وقف الحرب، حيث يبدو أن الانتظار سيكون طويلًا حتى يتسلم ترامب مقاليد الحكم في 20 يناير المقبل. ويؤكد مراقبون أن إسرائيل، بقيادة نتانياهو، قد تسعى إلى إطالة أمد الحرب لتحقيق أهدافها العسكرية قبل وصول ترامب إلى البيت الأبيض.
الدروس المستفادة من التجربة مع إدارة ترامب
من الضروري، وفقًا لأستاذة الدبلوماسية دلال عريقات، أن تستخلص القيادة الفلسطينية العبر من تجربتها السابقة مع إدارة ترامب. إذ لم يحقق أسلوب المقاطعة نتائج إيجابية للقضية الفلسطينية، بينما يعد بناء التحالفات الدولية، خاصة مع السعودية وداعمي حل الدولتين، الخيار الأمثل. كما تؤكد عريقات أن حلًا اقتصاديًا أو أمنيًا من دون مسار سياسي يعترف بالحقوق الفلسطينية لن يؤدي إلى سلام حقيقي، وبالتالي يجب على الفلسطينيين التأكيد على الحقوق السياسية وعدم قبول الحلول الاقتصادية المنفصلة عن الحل السياسي.
التحديات المقبلة
إن المرحلة المقبلة ستكون شديدة الحساسية، حيث سيكون من الضروري قياس استجابة القوى الدولية والإقليمية لمخرجات قمة الرياض، مع الأخذ في الاعتبار التحولات المحتملة في السياسة الأمريكية تحت إدارة ترامب. وفيما تواصل غزة معاناتها، تبقى الآمال معلقة على تحركات السعودية والإدارة الأمريكية لتحقيق السلام العادل.