بغداد – خاص
شهدت العاصمة العراقية بغداد، يوم الثلاثاء 20 مايو 2025، انطلاق فعاليات الدورة الرابعة من مؤتمر الإعلام العربي، بتنظيم مشترك بين اتحاد إذاعات الدول العربية وشبكة الإعلام العراقي، تحت شعار: "دور الإعلام في مواجهة التغير المناخي". وقد حظي المؤتمر بمشاركة واسعة من خبراء، باحثين، وصحفيين من أكثر من ثلاثين دولة عربية وآسيوية، في سابقة هي الأولى لانعقاد المؤتمر خارج مقره الرئيسي في تونس.
الذكاء الاصطناعي في خدمة الإعلام البيئي
خلال اليوم الأول، خُصصت الجلسة الثانية من الورش التمهيدية لموضوع بالغ الأهمية بعنوان: "توظيف الذكاء الاصطناعي في إعلام المناخ"، حيث أدارتها الإعلامية نبيهة بن صالح، مديرة إدارة التلفزيون باتحاد إذاعات الدول العربية، التي قادت النقاشات نحو آفاق جديدة تجمع بين التقنية والرسالة الإعلامية البيئية.
وتنوعت المداخلات في الجلسة لتشمل دراسات وتجارب رائدة من العالم العربي وآسيا، حيث تم التركيز على أهمية الذكاء الاصطناعي كأداة متقدمة في تحليل البيانات المناخية، التنبؤ بالكوارث البيئية، وتقديم محتوى إعلامي دقيق ومسؤول.
سوريا تشارك برؤية بحثية مبتكرة
من أبرز المتحدثين، الباحث السوري عبدالله سكر، المختص في التغير المناخي والذكاء الاصطناعي، الذي استعرض رؤية شاملة حول كيفية تحويل البيانات العلمية المعقدة إلى قصص إنسانية مؤثرة، قادرة على تحفيز الجمهور نحو تبني سلوكيات بيئية إيجابية. وأكد على ضرورة بناء جسور التعاون بين الإعلاميين، العلماء، وصناع القرار، لتطوير استراتيجيات إعلامية ترتكز على التكنولوجيا وتعزز وعي المجتمعات بمخاطر التغير المناخي.
من الإنذار المبكر إلى توعية الأطفال
الجلسة سلّطت الضوء أيضاً على تجارب متقدمة في استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل الإنذار المبكر للكوارث الطبيعية، مراقبة الغابات، وتحليل بيانات المناخ، إلى جانب مبادرات مبتكرة كتلك التي عرضها الخبير العراقي محسن الشبلي، حول تصميم لوحات تعليمية بيئية للأطفال باستخدام الذكاء الاصطناعي، ما يساهم في تبسيط المفاهيم البيئية لجيل المستقبل.
أهمية المؤتمر ودلالاته
يُعد تنظيم المؤتمر في بغداد للمرة الأولى خارج تونس، خطوة رمزية تعكس تطور العراق في المجالين البيئي والإعلامي، كما يؤكد على الدور العربي المتنامي في النقاشات الدولية حول المناخ. وتمثل الجلسة حول الذكاء الاصطناعي نموذجاً لما يمكن أن يقدمه الإعلام العربي عندما يتسلح بالتقنية لخدمة قضايا وجودية تهدد مستقبل الأجيال.
نحو إعلام بيئي رقمي وفاعل
أجمع المشاركون في ختام الجلسة على أن الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً عن الصحفي البيئي، بل أداة تعزز قدراته، وأن المرحلة القادمة تتطلب تدريب الكفاءات الإعلامية على أدوات التحليل الرقمي، وتوسيع نطاق التعاون بين المؤسسات الإعلامية والعلمية في سبيل الوصول إلى جمهور أكثر وعياً واستعداداً لمواجهة التحديات المناخية.
بغداد، في هذا المؤتمر، لم تكن فقط مكاناً للقاء... بل منصة لانطلاقة جديدة في إعلام عربي ذكي، مسؤول، ومؤثر في صناعة الوعي المناخي.