الحريري الذي شغل منصب رئيس الوزراء بين عامي 2009 و2011 يعود عن طريق صفقة تسوية أدت لانتخاب ميشال عون
كلف الرئيس اللبناني ميشال عون الخميس رئيس الوزراء الاسبق سعد الحريري تشكيل الحكومة الجديد بعد يومين من الاستشارات النيابية.
وتلا مدير عام رئاسة الجمهورية انطوان شقير بيانا صادرا عن رئاسة الجمهورية جاء فيه انه "بعدما تشاور فخامة رئيس الجمهورية مع دولة رئيس مجلس النواب استنادا الى الاستشارات النيابية الملزمة استدعى فخامة الرئيس عند الساعة الـ12 من ظهر اليوم (الخميس) دولة الرئيس سعد الدين الحريري لتكليفه تشكيل الحكومة".
وسيعود الحريري الذي شغل منصب رئيس الوزراء بين عامي 2009 و2011 إلى السرايا الحكومية في إطار صفقة تسوية أدت إلى انتخاب أحد خصومه السياسيين رئيسا يوم الاثنين الماضي، منهيا فراغا في الموقع الأول للبلاد استمر 29 شهرا.
وأجرى الرئيس ميشال عون الحليف الوثيق لحزب الله منذ يوم الأربعاء استشارات نيابية ملزمة لتسمية مرشح لرئاسة الحكومة وهو المقعد المحجوز للسنة في إطار نظام تقاسم السلطة الطائفي في لبنان.
وفي اليوم الأول من الاستشارات حصل الحريري على العدد الكافي من الأصوات التي يحتاجها لكن لم يحصل بعد على أصوات النواب الشيعة لكي يصبح تكليفه ميثاقيا.
كان الحريري قد قاد تحالفا لبنانيا مدعوما من المملكة العربية السعودية خلال سنوات من الصراع السياسي مع حزب الله وغيره من حلفائه بمن فيهم عون.
وتعتمد إمكانية تشكيل الحريري لحكومته بسرعة على التوصل إلى اتفاق لتوزيع المناصب الوزارية.
ويعتبر الاتفاق على اسم وزير الطاقة واحدا من أصعب العقد التي ستواجه تشكيل الحكومية. وكانت موارد البلاد من النفط والغاز غير المستغلة قد تم عرقلة التنقيب عنها بسبب المواجهات السياسية.
وكان دعم الحريري لوصول عون إلى مقعد الرئاسة تنازلا كبيرا يعكس تراجع الدور الذي تلعبه المملكة العربية السعودية في لبنان. وتضررت مكانة الحريري في لبنان جراء أزمة مالية تواجهها شركته للتطوير العقاري بالسعودية.
وقال رئيس كتلة حزب الله البرلمانية محمد رعد بعد لقاء عون في القصر الرئاسي إن الجماعة لم ترشح أي شخص لمنصب رئيس الوزراء مما يعكس استمرار التوتر بين الحريري والجماعة.