النائب محمد بن صوف يرى أن كتلة الحركة لم تعد فضاء ممكنا لتمثيل الحزب، بشكل قلب المعادلات السياسية وخالف منطق القوانين البرلمانية.
تونس - يستمر مسلسل الاستقالات من حركة نداء تونس احتجاجا على سوء التسيير أو تفرد بعض قياداته باتخاذ القرارات كما يقول المستقيلون منه.
وأعلن النائب محمد بن صوف، السبت، في تدوينة عبر صفحته بموقع فيسبوك، استقالته من كتلة حزب “نداء تونس”، معتبرا أنّها “لم تعد فضاء ممكنا لتمثيل الحزب، بشكل قلب المعادلات السياسية وخالف منطق القوانين البرلمانية”.
وتأتي هذه الاستقالة بعد 3 أيام فقط من قرار 4 نواب مغادرة الكتلة نفسها، احتجاجا على “طرق التسيير أحادية الجانب من قبل رئيس الكتلة سفيان طوبال”، ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للنواب المستقيلين إلى حوالي 20 نائبا.
وأفقدت هذه الاستقالات حزب “نداء تونس” الذي أسسّه الرئيس الحالي الباجي قائد السبسي، الغالبية البرلمانية، التي كان يتمتع بها عقب الانتخابات التشريعية عام 2014 بعدد 86 نائبا.
وأعلن الثلاثاء رئيس البرلمان محمد الناصر في جلسة افتتاح الدورة النيابية الخامسة والأخيرة قبل انتخابات العام المقبل 2019، عن ترتيب الكتل البرلمانية الذي تصدرته حركة النهضة الإسلامية المشاركة في الحكم بـ68 مقعدا من بين 217 مقعدا في البرلمان.
وتقهقر نداء تونس إلى المركز الثالث بعد أن فقد نصف مقاعده بسبب الأزمة الداخلية للحزب والاستقالات والانشقاقات للعديد من نوابه، حيث يحتفظ اليوم بـ42 نائبا فقط.
ودخل الحزب في نزاع مع رئيس الحكومة يوسف الشاهد حيث طالب بتنحي حكومته بدعوى فشلها في حل الأزمة الاقتصادية واحتواء التوتر الاجتماعي.
وفي مقابل ذلك نجح الشاهد في تعزيز موقعه في البرلمان مع ظهور كتلة جديدة مؤيدة له “الائتلاف الوطني”، تضم في أغلبها منشقين عن نداء تونس ونوابا مستقلين، وهي الكتلة الثانية في البرلمان اليوم بـ47 مقعدا.
وتجعل هذه الكتلة يوسف الشاهد في موقف مريح في صورة ما قرر تلبية نداء الرئيس قائد السبسي والذهاب إلى البرلمان لتجديد الثقة في حكومته، لاسيما مع دعم حركة النهضة له.