اختر لغتك

أزمة الأحزاب الوسطية تتفاقم بعد مقاطعة الرئيس التونسي لمنظومتها

أزمة الأحزاب الوسطية تتفاقم بعد مقاطعة الرئيس التونسي لمنظومتها

ظهور موسمي في الانتخابات وزعامة مؤقتة لشخصيات سياسية.

تونس - تشهد الأحزاب الوسطية والمدنية حالة من “الفتور والغياب السياسي” في المشهد التونسي، ومنذ سنة 2011، اقترن ظهورها بالمحطات الانتخابية واختزلت نفسها في زعامة مؤقتة لشخصيات سياسية اشتهرت أكثر من أسماء الأحزاب نفسها، ولعلّ ما زاد في تفاقم أزمتها قرار الرئيس قيس سعيد مقاطعة منظومة الأحزاب في البلاد.

وأفاد رئيس حزب الائتلاف الوطني ناجي جلول أن “الحياة السياسية في تونس الآن في حالة بناء، والتونسيون اليوم لا يقبلون ما يسمى بالأحزاب الوسطية والمدنية لأنها لا تملك مشاريع، وتقتصر على شخصنة الحياة السياسية”.

وأضاف “هناك غياب للرؤى والبرامج، وهذه الأحزاب في حالة ضياع، وتبحث عن نفسها، وهي مشاريع شخصية جاءت في فترة عدم نضج الديمقراطية”.

وتابع جلول (أحد مؤسسي حركة نداء تونس)، ” النداء كان هبّة شعبية، وتجمعا ظرفيا للدفاع عن مدنية الدولة، وليس حزبا يملك مؤسسات وبرامج”.

وعبرت شخصيات سياسية عن قلقها من تراجع بعض الأحزاب في تونس هيكليا وتنظيميا، ما يهدد بخروجها من المشهد واندثارها من ذاكرة التونسيين.

والثلاثاء أكد مصطفى بن أحمد أحد مؤسسي حزب “تحيا تونس” أنّ رئيس الحزب يوسف الشاهد “غادر البلاد لكنه لم يهرب” مشددا على أن واجب التحفظ يحول دون خوضه في عدد من الملفات التي قال إنها جعلت الحزب في “حالة جمود تامة وقيادته على الهامش”.

وقال بن أحمد في تصريح لصحيفة محلية “وضعية الحزب صعبة جدا، هذا لا يحتاج لا إلى تقييم رئيس الحزب ولا إلى غيره، في مرحلة أولى تم وضع بعض عناصره في الإقامة الجبرية دون أن نعرف الأسباب ثم تم رفع الإقامة الجبرية ولا نعرف أيضا الأسباب، وأحد قيادات الحزب تعرض لعملية سحل معنوية وهو سمير الطيب ثم وقع إطلاق سراحه وهناك بعض القيادات الأخرى اليوم في السجن، الوضع مقلق جدا جدا، أثّر على وضعيته والقضية ليست لا بيد الرئيس أو غيره، نحن مع إيجاد الحلول، الحزب عكس ما يروّج ما زال يعج بالكفاءات التي ساهمت وناضلت وكافحت”.

وكشف بن أحمد أن هناك “شقا في الحزب مساند لقرارات الرئيس قيس سعيد”، مبينا أن “ذلك تم دون نقاش وأن هو وقيادات أخرى على غرار النائب وليد جلاد لهم مواقف مغايرة”.

ويرى مراقبون أن الأحزاب الوسطية تفتقر إلى مشاريع وبرامج سياسية لاستقطاب الناخبين، وظلت تعارض من في السلطة وتبحث عن آليات للتوافق خصوصا مع حركة النهضة.

وقال المحلل السياسي رافع الطبيب إن “طريقة التنظيم السياسي اليوم تغيّرت، وهناك صعود لتيارات في شتى أنحاء العالم، والديمقراطية خلال عشر سنوات في تونس، جاءت بأحزاب وظيفية تحالفت مع الإخوان (تحيا تونس)”، مؤكّدا “ليس هناك أحزاب تحمل مشروعا سياسيا”.

وأضاف “في الفترة الأخيرة تبين أن هذه الأحزاب أرادت التقرب من السلطة، ومع صعود قيس سعيد في 2019، هناك مجموعة أحزاب وسطية لديها قيادات انتهازية، وفهمت أنها مهددة بالخروج من المشهد فالتحقت بالإخوان، لأن الحرب أصبحت حيوية للبقاء في المشهد”.

وتابع “حركة النهضة خلقت لنفسها مجالا في السلطة وخلقت أيضا مجالا موازيا تتحكم فيه في شق المعارضة، وصنعت معارضة مدجنة وفاسدة، لأن تلك الأحزاب قدمت نفسها كبديل في إطار التوافق”.

واستطرد رافع الطبيب “هذه الأحزاب انتهت سياسيا، وما دام الرئيس سعيد غير معترف بها فهي الآن تبحث عن التنظّم في أشكال أخرى”.

ويرفض الرئيس قيس سعيد التعامل مع منظومة الأحزاب في توجهاته السياسية، حيث عجّلت قرارات الخامس والعشرين من يوليو الماضي بإنهاء تواجد الأحزاب في المشهد عبر تجميد نشاط البرلمان وإقالة حكومة هشام المشيشي بحزامها الحكومي آنذاك (حركة النهضة، قلب تونس، ائتلاف الكرامة).

وتعددت المبادرات لتجميع العائلة الوسطية منذ اندلاع ثورة يناير في مواجهة نفوذ الأحزاب الإسلامية غير أن محاولات التجميع باءت بالفشل، بسبب تباينات في الرؤى بين قياداتها ما قادها في ما بعد إلى الانشقاق والتصدع.
ولم تنجح تلك الأحزاب في محاولات توحيد الصفوف أو التنظّم في شكل جبهة سياسية، وظلّت مشتتة تبحث عن التموقع في المشهد.

وفي وقت سابق، أطلقت أربعة أحزاب تونسية تنتمي إلى العائلة الوسطية مبادرة سياسية لتوحيد المواقف، حيث دعت “الحركة الديمقراطية” و”الأمل” و”مشروع تونس” و”بني وطني”، إلى العمل على عقد “مؤتمر وطني للحوار” بغاية الإنقاذ السّياسي والاقتصادي للحفاظ على استقرار البلاد ومكتسباتها السّياسية وتحصين المجتمع بالمزيد من التماسك والتضامن.

وأكدت الأحزاب في بيان مشترك، على ضرورة أن تشارك في هذا المؤتمر القوى السياسية الوطنية والمجتمع المدني وفي مقدمتها المنظمات الاجتماعية الكبرى، الاتحاد العام التونسي للشغل واتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية (منظمة أرباب العمل).

وتلقت العائلة الوسطية في الانتخابات التشريعية الماضية ضربة قاصمة بعد خروج ممثليها من الرئاسية بنتائج ضعيفة، ونجاح الرئيس قيس سعيد وهو من خارج دائرة الحكم التقليدية في اقتلاع الفوز وإحداث رجة بالمشهد السياسي.

ويجمع المتابعون على أن تشتت هذا التيار وعدم التفافه على شخصية بعينها قاد إلى قلب معادلة الحكم في تونس لصالح الرئيس قيس سعيد ثم لحركة النهضة.

خالد هدوي
صحافي تونسي

آخر الأخبار

القبض على 8 أشخاص في بن قردان: شقة لممارسة الجنس ومخاطر صحية مقلقة

القبض على 8 أشخاص في بن قردان: شقة لممارسة الجنس وحامل لفيروس السيدا

حتى لا ننسى- 5 نوفمبر 2019 يوم فارق في تاريخ النادي الإفريقي: مليار في نهار

حتى لا ننسى- 5 نوفمبر 2019 يوم فارق في تاريخ النادي الإفريقي: مليار في نهار

النيابة العمومية بصفاقس 2 تفتح بحثًا تحقيقيًا في حادث إضرام النار في جرارين فلاحين

النيابة العمومية بصفاقس 2 تفتح بحثًا تحقيقيًا في حادث إضرام النار في جرارين فلاحين

الترجي الرياضي يعلن عن إطار فني جديد: ريغيكامبف يقود رحلة التحديات نحو الألقاب

الترجي الرياضي يعلن عن إطار فني جديد: ريغيكامبف يقود رحلة التحديات نحو الألقاب

الرزنامة الرسمية لبقية الموسم الرياضي 2024-2025 في تونس

الرزنامة الرسمية لبقية الموسم الرياضي 2024-2025 في تونس

Please publish modules in offcanvas position.