"قوم ابني" ليس شعارا قد نستهلكه في حملة انتخابية أو جملة تلقى عبثا في خطاب سياسي، وليس كلاما للضرورة الاستعراضية في منابر اعلامية عقيمة، "قوم ابني" ليس كل هذا بل هو فعل يحيلنا على من نهض وسار في سبيل الحياة وامن أن الحياة لا تنتظر النائمين وهو أيضا فعل من امن أن الثورة تبني ان أردنا وأننا ان اردنا لن نعجز حتى وان عجزونا...
قد نبدو منبهرين مشدوهين أمام مشروع "قوم ابني" وقد نلام والاجابة واضحة: لا يمكن أن تطلع على هذا المشروع وتحرم قلمك من ممارسة حريته والانعتاق من نواميس الاخبار الجاف والتقارير "البور" فمشروع "قوم ابني" هو مشروع حياة تدفقت وسرت فينا بفعل الشباب اذ ينطلق من الشباب الى الشباب والهدف تشجيع هذه الفئة العمرية على المساهمة في فعل البناء ولو بالوسائل البسيطة المتاحة لديهم...
اعتماد فن الغرافيتي لا يكلف الكثير وفي الان ذاته يعم أن الشاب كيف يجعل مهارة ما لديه مكسبا وسلاحا للبناء .. فان ترسم على الجدران المتاكلة والملطخة يعني أنت تزينها وتجملها وتمنح المدينة صورة جديدة مبشرة بحياة أجمل فماذا ان رسمت على هذه الجدران صورا لشخصيات فاعلة في تاريخنا ووجودنا استنهاض للهمم؟؟؟
وماذا ان عممت الرسوم على جدران كل الجهات وحملت كل ولاية شخصية من شخصيات بلادنا الفاعلين فيها؟ نعم على هذا التصور السهل الممتنع يقوم مشروع المخزن الثقافي لصاحبه محمد علي بن جمعة وبدعم من المركز الثقافي الأمريكي.
لقد زار مشروع قوم ابني 24 ولاية وفي كل ولاية كان يشرك مجموعة من الشباب المبدع الذي يكون له دائما حرية اختيار الشخصية الي علقت بذهنه: فرأينا في سيدي بوزيد صورة عملاقة لشاعر البلاد الصغير أولاد أحمد ورأينا في المنزه السادس صورة عملاقة للبطل أسامة الملولي...كما رأينا : الاديب محمود المسعدي، المناضلة مجيدة بوليلة، الفنان المسرحي احمد السنوسي، السينمائي ابراهيم باباي، الشاعر منور صمادح، الشهيد عبد السلام السعفي ...
وكانت كل مرحلة تتوج بحفل ضخم ونجاحات جديدة تحسب للمشروع لعل أهمها في استقطاب شباب الجهات والهائه بالفن والابداع بديلا لمتاهات الارهاب والارهابيين الذي أخطوا من شباب تونس ما أخذوا...
انه المشروع النموذجي لمقاومة الارهاب بالفن لانه بكل بساطة لا يقوم على الأمر والنهي وانما على التشريك والتفاعلية والتعامل مع الشاب كطاقة مبدعة..
ومن المتوقع أن يتم الاعلان قريبا عن الفائز بتصويت الجمهور مع العلم أن فريق المشروع يقوم حاليا بزيارة الى أمريكا بدعوة من المجلس الثقافي الامريكي وفي اطار التحضيرات لمشاريع جديدة قد يتم الاعلان عنها مع دخول السنة الجديدة.