نشرت صحيفة "إندبندنت" تقريرا لمحررها للشؤون الأمريكية أندرو بانكومبي، يقول فيه إن المسلمين في أمريكا أكثر عرضة للتعصب والإسلاموفوبيا نتيجة تصرفات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأفعاله، بنسبة أعلى مما كانوا بعد هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر، بحسب ناشط مسلم كبير.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه في الوقت الذي يقترب فيه البلد من الذكرى الأولى لتسلم ترامب للرئاسة، فإن إبراهيم هوبر، وهو أحد مؤسسي مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، قال إن مستوى القلق وصل إلى درجة الخوف، وكثير من المسلمين أصبحوا يخافون من إظهار مؤشر على دينهم في العلن، فمثلا هناك عدد من النساء المسلمات اللواتي قررن عدم لبس الحجاب في الأماكن العامة.
وينقل بانكومبي عن هوبر، قوله: "ليس المسلمون الأمريكيون فقط (من يشعرون بالقلق).. فقد رأينا جماعات تفوق العرق الأبيض يتجرأون أكثر تحت حكم ترامب"، ويضيف هوبر أن الكثير من الملونين والأقليات انزعجوا جدا من أفعال ترامب، بما في ذلك حظر السفر على المسلمين، وحملة إدارته ضد المهاجرين الذين لا يملكون الأوراق اللازمة.
ويتابع هوبر قائلا للصحيفة إن فشل الرئيس في الحديث ضد جماعات تفوق العرق الأبيض والتطرف -كما حصل بعد العنف الذي قاده النازيون الجدد في تشارلوتسفيل في آب/ أغسطس، الذي تسبب بمقتل امرأة- كان له الأثر بأن سمح لتلك الآراء بأن تصبح تيارا رئيسيا.
وتلفت الصحيفة إلى أن الكثير من جماعات تفوق العرق الأبيض، بمن فيهم الزعيم السابق لحركة كو كلاكس كلان، ديفيد ديوك، مدحوا الطريقة التي تجاوب فيها ترامب مع العنف، حيث ادعى بأن اللوم يقع "على الأطراف كلها".
ويورد التقرير نقلا عن هوبر، قوله: "إن الأمر أسوأ اليوم حتى منه بعد 11 أيلول/ سبتمبر، حيث مكّن جماعات تفوق البيض والتعصب الأعمى، وجعلها تيارات رئيسية.. بعد 11 أيلول/ سبتمبر كان التعصب مكبوتا ومختفيا، واليوم أصبح المتعصبون يتحدثون بصراحة ويفتخرون بتعصبهم"، لافتا إلى أنه عندما سئل عما إذا كان يعتقد بأن تزايد الإسلاموفوبيا ناتج عن رئاسة ترامب، فإنه قال: "ليس هناك تفسير آخر".
ويقول هوبر للصحيفة إن عدة حلقات من العنف ضد المسلمين أصبحت عناوين دولية، وكانت من بينها حادثة أيار/ مايو، عندما قتل رجلان وجرح ثالث، بعد أن حاولا التدخل في قطار في بورتلاند في أوراغون عندما بدأ رجل بكيل الشتائم لامرأتين مسلمتين، بالإضافة إلى أنه قتل ستة أشخاص وجرح 10 آخرين عندما أطلق مسلح النار في كيوبيك في كندا.
ويذكر الكاتب أن هوبر أشار إلى أن منظمته جمعت تفاصيل جرائم كراهية أخرى وحوادث إسلاموفوبيا لم تحظ بالكثير من التغطية الإعلامية، حيث سجلت المنظمة في الفترة ما بين كانون الثاني/ يناير وأيلول/ سبتمبر 2017، 1656 "حادث تحيز" و195 جريمة كراهية، منوها إلى أن هذه الأرقام تشكل زيادة بنسبة 9% في حوادث التحيز، و20% في جرائم الكراهية عن عام 2016.
وتنقل الصحيفة عن منسقة الدفاع في مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية زينب آرين، قولها: "بناء على تقديرات أولية فإننا نستطيع القول بأن عام 2017 في طريقه ليكون أسوأ عام تم فيه تسجيل الانحياز ضد المسلمين، منذ أن بدأنا نظام التوثيق الحالي.. وبالإضافة إلى ذلك فإننا لاحظنا هذا العام توجها مقلقا يقوم فيه المعتدون بالاستشهاد بما قاله ترامب للتعبير عن عنصريتهم وكراهيتهم الدينية".
ويفيد التقرير بأن ترامب تحدث أحيانا كثيرة عن المسلمين خلال حملة الانتخابات عام 2016، وبعد أن تسلم الرئاسة، بشكل جعل الكثيرين يشعرون بأن في ذلك ازدراء، وقال في عام 2015، إنه سيدعو لحظر عام على دخول المسلمين للبلاد، مشيرا إلى أنه قام بفعل ذلك بعد الهجوم في سان برنارديو، الذي قتل فيه 14 شخصا، وكال مرتكبا الاعتداء رضوان فاروق وزوجته تاشفين مالك، وكان فاروق المولود في أمريكا من أصول باكستانية، ومالك من باكستان ولديها إقامة قانونية دائمة.
وينوه بانكومبي إلى أن ترامب قام بعد تنصيبه بإسبوع بإصدار أول ثلاثة أوامر تنفيذية تهدف لمنع سكان عدد من الدول ذات الأكثرية المسلمة من دخول أمريكا، لافتا إلى أنه في الوقت الذي قامت فيه المحاكم ابتداء بمنع القرار، وسارع البيت الأبيض للقول بأنه لم يكن حظرا ضد المسلمين، فإن حليف ترامب، رودي جولياني قال بأن الرئيس أراد فرض "حظر على المسلمين"، وسأله كيف يمكن له القيام بذلك بشكل قانوني، حيث أصبح الحظر ساريا الآن، في الوقت الذي يتم فيه تحديه في المحاكم.
وبحسب الصحيفة، فإن ترامب أثار مؤخرا الاتهامات بأنه يؤجج الإسلاموفوبيا عندما قام بإعادة نشر ثلاثة فيديوهات تحريضية على "تويتر"، نشرتها مجموعة يمينية بريطانية تسمي نفسها بريطانيا أولا، وتظهر تلك الفيديوهات، التي اعترف البيت الأبيض بأنه لم يحاول التأكد من صحتها، من يدعى أنهم مسلمون يقومون بالاعتداء على أناس آخرين، ويقومون في أحد الفيديوهات بتحطيم تمثال لمريم العذراء.
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن البيت الأبيض لم يرد مباشرة على طلبها التعليق على ذلك.