يوم الثالث عشر من مارس 2018 كان يوما مشهودا في تاريخ منظمة البحث عن أرضية مشتركة، Search for Common Ground
فقد حصلت المنظمة على ترشيح لجائزة نوبل للسلام لعام 2018 من قبل لجنة خدمة الأصدقاء الأمريكية (AFSC) نيابة عن مجتمع Quaker الكويكر العالمي.
وباعتبارها حاصلة على جائزة نوبل ، تستطيع لجنة AFSC تقديم مرشح لجائزة السلام إلى لجنة أوسلو كل عام.
وجاء في ترشيح لجنة خدمة الأصدقاء الأمريكية لمنظمة البحث عن أرضية مشتركة أن المنظمة "صنعت التأثير العميق في عالمنا، وإلهام الناس وإعدادهم للعثور على إنسانيتنا المشتركة. "
وقال شامل ادريس، الرئيس والمدير التنفيذي في مؤسسة Search for Common Ground "إنه لشرف عظيم أن نحصل على هذا الترشيح". مضيفا، "إن جائزة نوبل للسلام الممنوحة إلى الكويكر بعد الحرب العالمية الثانية اعترفت بجهود المواطنين العاديين الذين يسعون جاهدين لبناء عالم أكثر سلما. ونحن نشارك هذه الرؤية ونشعر بالامتنان للبناء على هذا الإرث مع زملائنا في جميع أنحاء العالم ".
وتأسست منظمة البحث عن أرضية مشتركة في واشنطن عام 1982 من قبل الدبلوماسي الأمريكي السابق جون ماركس، لاستنباط سبل إنسانية جديدة في التعامل مع الصراعات والنزاعات، وذلك عبر بناء مجتمعات تقبل الاختلاف، وتتعامل مع قضايا الفقر والمرض والأمية وغيرها، بطرق أكثر أمانًا وصحة وعدلاً.
وخلال 36 عاما من عمرها، أصبحت Search for Common Ground أكبر منظمة متخصصة تعمل لبناء السلام في العالم، معتمدة في نشاطها على أكثر من 700 موظف ومتطوع، و 1200 شريك وبرنامج في أكثر من 40 بلدًا.
ومن بين تلك البلدان، المملكة المغربية، حيث تقود المنظمة، بالتعاون والتنسيق مع الجهات الرسمية والمنظمات الوطنية وهيئات المجتمع المدني، برامج متنوعة لفائدة الأسرة والمرأة، ومن أجل توعية الناس بحقوقهم، وبواجباتهم، قصد بناء جيل جديد فاعل ومنتج.
ويقول السيد نوفل عبود مدير منظمة البحث عن أرضية مشتركة بالمغرب عن هذا الترشيح أنه " لا يعنينا وحدنا كمنظمة بل يعتبر كذلك اعتراف لكل شركائنا وكل الذين حملوا ودعموا مشروعنا منذ البداية حول العدالة الانتقالية ، وتحويل الصراعات للوقاية من الإرهاب والتطرف العنيف وهذا ما سيزيدنا مسؤلية وتكليف من اجل النظر في اليات التصرف واتخاذ القرارات المناسبة على جميع المستويات بهدف منع وقوع حالات العنف الناجمة أساسا عن افة التطرّف".
ومن أبرز أنشطة منظمة Search Morocco ، وبالتعاون مع المؤسسات السجنية، برامج إعادة تأهيل نزلائها ، عبر إكسابهم مهارات مهنية مختلفة، قصد تسهيل اندماجهم لاحقا في المجتمع، وإنقاذهم من الوقوع في براثن العنف والتطرف.
حيث اعطت مجموعة تكوينات حول الطرق البديلة لحل النزاعات والوساطة والتواصل الغير عنيف استفاد منها مدراء السجون بالمغرب..
وكونت أكثر من 300 موظف بالمؤسسات السجنية بالمملكة سهروا بدورهم على تكوين أكثر من 2000 سجينة وسجين
كما قامت المنظمة بتكوين العلماء الوسطاء بالرابطة المحمدية للعلماء في مجال الوساطة وحل النزاعات.
كللت كل تلك الجهود بفوز منظمة البحث عن أرضية مشتركة بالمغرب بجائزة الابتكار والتبادل الثقافي، وذلك إعترافا للمنظمة بجهودها في تجاوز القوالب النمطية في العلاقة بين الشباب المغربي ونظيره في بلدان جنوب الصحراء.
وفي سنة 2013، فازت منظمة البحث عن أرضية مشتركة بالمغرب بجائزة تحالف الأمم المتحدة للحضارات (UNOAC) من خلال البرنامج الذي شاركت به، والذي يهدف الى كسر الصور النمطية بين الشباب المغربي وشباب جنوب صحراء إفريقيا، وكذلك تكريما لمشاريعها في مجال الوساطة، ودعم المشاركة المدنية للشباب، وتفعيل الدور الاجتماعي والاقتصادي للمرأة، وإعادة إدماج وتأهيل المعتقلين في المغرب العربي ودول الساحل الإفريقي، ومقاومة أفكار التطرف والعنف، وخصوصا في السجون ومراكز الحماية.