مع بداية شهر أكتوبر الجاري استعادت دور الثقافة حراكها بعد موسم صيفي كان فيه الموعد مع عدد من المهرجان لتعلن هذه المؤسسات عن افتتاح الموسم الثقافي الجديد وعودة النشاط لنوادي الاختصاص وتماهت هذه العودة مع تنظيم تظاهرات احتفالية ذات صبغة دعائية لاستقطاب روّاد هذه المؤسسات خاصة بعرض منتوج نواديها الثقافية والفنية من ذلك ان دار الثقافة سليانة التي يشرف على ادارتها الاستاذ نبيل زايدي نظّمت من 10 الى 12 أكتوبر الجاري التظاهرة الثقافية.
سليانة: حضارة وتراث "والتي تنصهر في إطار البرنامج الثقافي الوطني "تونس مدن الحضارات" وتضمنت كرنفال تنشيطي وعرضين موسيقيين لفرقة “النجوم” للفنون الشعبية بسليانة و لفرقة الفنون الشعبية بسيدي بورويس ولقاء مع الشاعر سليمان سليمان وورشات في الرسم ومسابقات في الألعاب الشعبية وعروض تنشيطية للطفل ومجموعة من الندوات حول حقوق الطفل ودور التراث الثقافي في نسق التنمية المحلية المستدامة وحول التضامن الاجتماعي بين البعد الأخلاقي والأنموذج الاقتصادي ومن جهتها اختارت دار الثقافة بنان من ولاية المنستير والتي يشرف على ادارتها الاستاذ زياد حمايدى ان يكون افتتاح الموسم الثقافي الجديد بتنظيمها لفعاليات "الملتقى الجهوى التاسع للفنون التشكيلية"وذلك تحت شعار "من وحي الأنامل" وذلك يوم 12 أكتوبر الجاري ومن خلال برنامج يتضمن معرض للفنون التشكيلية ومعرض لانتاجات نادى الفنون التشكيلية بدار الثقافة بنان وعرض سطنبالى لفرقة سيدى سعد بسوسة وتنشيط متنوع للاطفال مع دمى الماسكوت ولوحات راقصة لمجموعة عمو الصحبى وذلك عبر شوارع وسط مدينة بنان الى جانب تنظيم مجموعة من الورشات المفتوحة في الخزف الفنى الخاصة بصنع وتركيب لوحة بالسيراميك كتب عليها إسم دار الثقافة بنان بمدخل الباب الرئيسى لدار الثقافة بالسيراميك وفي الجبس وفي النسيج الفنى والأكوريل و الرسم بالفوتوشوب وفي تزويق الفخار وفي الفسيفساء الورقية ومجموعة من الجداريات كما إفتتحت دار الثقافة بالبقالطة التي تشرف على ادارتها الفنانة التشكيلية ربح سهيلي يوم 19 أكتوبر الجاري الموسم الثقافي الجديد من خلال تظاهرة “روّاد الدار ، نبع الإبداع” في دورتها الثالثة وذلك من خلال عرض مجموعة من المسرحيات ومعرض “تمـاهـي” من إنتاج نادي الفنون التشكيلية بدارالثقافة و عرض سينوغرافيي بعنوان L’autre” Loutrenoir” Réalisé
لنادي الفنون التشكيلية الى تنظيم أربعينية المسرحي ضياء الدين الطويبي وتنظيم مجموعة من الورشات الفنية لنادي التراث بدارالثقافة وعرض إنتاجها.
ومن جهتها وتحت شعار "مكنة بالألوان"وفي إطار البرنامج الثقافي الوطني "تونس مدن الفنون" تفتتح دار الثقافة المكنين التي يشرف على ادارتها الاستاذ أكرم بوقرين الموسم الثقافي الجديد وذلك من 26 الى 28 أكتوبر الجاري ومن خلال برنامج ثريّ يتضمن مجموعة من عروض مسرح الشارع وعروض موسيقية ومعرض صور فوتوغرافية لمدينة المكنين العتيقة ومعرض لوحات تشكيلية لفناني ولاية المنستير الى جانب تقديم كتاب "مكنين المزيانة" لشكري عبد الحفيظ ثم اعطاء إشارة انطلاق مشروع فني جديد وهو عبارة عن جداريات بأزقة مدينة المكنين بالإضافة إلى تنظيم ندوة فكرية تحت عنوان "الفن التشكيلي ... من الفضاء المغلق إلى الفضاء المفتوح" وتهتم بدراسة أهمية خروج الفن التشكيلي من فضاء العرض المغلق الى الشارع كفضاء مفتوح وديناميكي.
أما دار الثقافة نصر الله بولاية القيروان والتي تشرف على ادارتها الاستاذة سعاد لطفي فإنها اختارت ان يكون افتتاح الموسم الثقافي الجديد من خلال تظاهرة بعنوان"تبعني نبنيو الدنيا زينة"وتتضمن عرضا ترفيهيا فرجويا للأطفال في ساحة الفنون و عدد من الورشات في الفن التشكيلي و المطالعة و الموسيقى و البراعة اليدوية وذلك يوم مساء يوم 27 أكتوبر الجاري.
وفي الكاف من المنتظر ان يطغى الفن الموسيقي على الموسم الثقافي الجديد خصوصا وان المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بالجهة بصدد الإعداد وبالتعاون مع نوادي الموسيقى بدور الثقافة وعدد من الجمعيات الفنية لبرنامج مهمّ لإحياء ذكرى وفاة الفنانة صليحة في شهر نوفمبر القادم وتنظيم مهرجان صليحة المغاربي خلال السنة القادمة والدورة الثانية لأيام بلقاسم الحمروني للموسيقى كما تنظّم المندوبية من 16 الى 20 أكتوبر الجاري تظاهرة فنية تحت عنوان"أكتوبر الموسيقى"تتضمن مجموعة من العروض تفتتح بعرض "أركز هيب هوب" فعرض لفرقة زنزانا فعرض للبنى نعمان فالاختتام بعرض لمرتضى.
يشار الى ان المؤسسات الثقافية تنظّم قريبا وانطلاقا من شهر نوفمبر القادم عددا مجموعة من التظاهرات منها تنظيم المركز الدولي للفنّ الرابع بقعفور لفعاليات الدورة 3الثالثة لمهرجان "نتنفس فنّ "بساحة الفنون بقعفور كما تنظّم دار الثقافة أبو القاسم الشابي مجاز الباب فعاليات الدورة الثالثة لـ"أيام المسرح"كما تنظّم دار الثقافة نفزة لفعاليات الدورة السابعة لـ"مهرجان مسرح الطفل" كما تنظّم دار الثقافة ابراهيم الرياحي تستور فعاليات النسخة الرابعة من مهرجان مسرح الهواية وتنظّم دار الثقافة نبر فعاليات الدورة الخامسة لـ"أيام الفن الرابع " وتنظّم دار الثقافة الدهماني فعاليات الدورة الثامنة لـ"تظاهرة الطفل المبدع"ومن جهتها تنظّم جمعية تانيت للابداع المسرحي بباجة فعاليات الدورة الثانية لـ" المهرجان الوطني للمونولوغ"كما تنظّم دار الثقافة تيبار الدورة الثالثة لـ" دجبة تحلم"وذلك بفضاء المنتزه الطبيعي بدجبة ومن جهتها تنظّم دار الثقافة قرنبالية بولاية نابل فعاليات الدورة 20 لمهرجان "كارديناس" لمسرح الهواة كما تنظّم دار الثقافة بني مطير فعاليات الدورة الثامنة لـ" الأيام المسرحية للطفل " ومن جهتها تنظّم دار الثقافة بوعوان فعاليات الدورة السابعة لـ" أيام مسرح الطفل " ومن جهتها تنظّم دار الثقافة بوسالم الدورة السادسة لـ"أيام حمادي البوسالمي للمسرح " كما تنظّم دار الثقاقة جرجيس فعاليات الدورة السابعة لـ"المهرجان الوطني لمسرح الطفل" كما تنظّم دار الثقافة قصور الساف بولاية المهدية فعاليات الدورة العاشرة لـ"مهرجان علي بن كاملة للمسرح" أما دار الثقافة بالسبيخة من ولاية القيروان فتنظّم الدورة الثامنة لـ" أيام المسرح التونسي".
كما ستشهد عدد من دور الثقافة قريبا تأسيس تظاهرات ثقافية جديدة ومنها بعث دار الثقافة حي الحديقة بالعاصمة فعاليات "أيام عشاق المسرح"كما تؤسس دار الثقافة بالمطوية من ولاية قابس تظاهرة بعنوان"ايام سمير العيادى للمسرح".
في الختام وبعد هذا العرض يظلّ السؤال مطروحا بأي حالت ستعود دور الثقافة الى موسمها الثقافي في ظلّ مجموعة من التحديات الناتجة عن صعوبة ظروف العمل ذلك ان المنح المرصودة لتمويل أنشطتها الثقافية مازالت ضعيفة مقارنة بطموحات الفاعلين الثقافيين الى جانب غياب اطار تشريعي ينظّم ويهيكل عمل هذه المؤسسات ويفعّلها بما من شأنه ان يطوّر امكانياتها واستقلاليتا في ظلّ ما يعتبره البعض "التخلّي" التدريجي عن أنشطتها لفائدة عدد من الجمعيات التي تتمتّع بمنح مهمة عن أنشطتها من وزارة الشؤون الثقافية ليبقى نجاح هذه المؤسسات رهين روح التطوّع لدى الفاعلين الثقافيين بهذه المؤسسات والذي يتمتعون بقدرات ابداعية مهمّة بات من الضروري تثمينها ذلك ان عددا من مديري هذه المؤسسات والمنشطين بها على درجة عالية من الابداع والموهبة الفنية في مختلف الاداب والفنون والمقترح في هذا الصدد المبادرة بتنظيم لقاء سنوي لابداعات الفاعلين الثقافيين (المديرين والمنشّطين) الذين يتميّزون بابداعاتهم الشعرية والموسيقية والمسرحية وانتاجاتهم في الحرف والفنون وغيرها.