الإنسانية مثلها مثل أي نبتة تحتاج لمجموعة من العوامل كالاهتمام والرعاية والبيئة المناسبة حتى تنمو بشكل سليم، إلا أن الإنسانية لا تتغير بتغير الظروف كحال أي نبتة، فهي ثابتة مهما انتقل صاحبها من مكان إلى أخر أو من منصب إلى أخر. وقد ضربت وزيرة الاستثمار المصري والتعاون الدولي الدكتورة سحر نصر مثالاً قوياً بهذا الخصوص، وما كان علينا سوى أن نوفر لموقفها الإنساني الرحيم عامل الضوء حتى يأتي ثماره ويقتضى به في مجتمعنا المصري وجميع مجتمعاتنا العربية.
أبلغ أحد شباب هيئة الاستثمار بالإدارة الهندسية، المهندس أحمد مجدي، وهو أحد أبرز المدافعين عن حقوق الحيوان، وزيرة الاستثمار د/ سحر نصر، أمس الأربعاء، بمساعي بعض العاملين بهيئة الاستثمار للتخلص من هرة مرضعة وهريراتها الرضيعات وزعزعة استقرارهن وأمانهن، وذلك كونها تتخذ بقعة صغيرة من مبنى المنفذ المؤدي للمنطقة الحرة العامة بمدينة نصر مأوى لها ولصغارها، وذلك دون مراعاة لجانب الأمومة ووضع الأم ومدى احتياج الرضع لها، وكانت تلك المساعي ضمن إطار التجهيز لاستقبالها لافتتاح المبنى.
ومن جانبها، فقد استجابت وتفاعلت الوزيرة الرحيمة د/ سحر نصر على الفور وبشكل عاجل لهذه الاستغاثة وهذا النداء الإنساني رغماً عن انشغالها وعدم اتساع وقتها؛ إذ طلبت عدم المساس بالهرة الوالدة وصغارها سواء عن طريق الفصل أو النقل لضمان عدم إزعاجهم حتى يكبروا ويشبوا في سلام، كما تابعت تطورات الموضوع بشكل شخصي حتى اطمأنت على أن الهرة وصغارها ينعمون بالأمان. ويأتي موقف نصر الإنساني في ظل غياب اهتمام إدارة المنطقة بمثل هذه الأمور التي تستوجب ردة فعل إنسانية.