احتضنت مدينة بقابس يوم 20 أفريل الجاري فعاليات الملتقى العلمي حول "الاعلام والمجتمع المدني" من تنظيم جمعية عليسة الثقافية برئاسة الاستاذة والاعلامية عائشة معتوق حيث إفتتح الملتقى من قبل والي قابس منجي ثامر بكلمة اشاد فيها بالدور الكبير الذي تلعبه جمعية عليسة بقابس في تنشيط الساحة الثقافية بالجهة مشيرا الى الدور الفعال لوسائل الاعلام بمختلف منصاته في الـتأسيس لعلاقة متينة صلب المجتمع المدني.
وقد تنوعت المداخلات العلمية في هذا الملتقى على غرار مداخلة البروفوسير والمؤرخ عبد اللطيف الحناشي والذي تطرق الى تاريخ الصحافة بالبلاد التونسية وخاصة في علاقة بالمجتمع المدني بالراهن الحالي كما قدّم الدكتور علي عابد مدير اذاعة السلام بفرنسا مداخلة اشاد من خلالها بالدور الفعال لوسائل الاتصال الجماهيرية في تقريب المسافة بين المواطنين في ما بينهم خدمة لمصالح البلاد والعباد كما بين من جهته الباحث والاعلامي علي البهلول في مداخلته حول الفضاء العمومي والمعيش التونسي ما يلعبه الفضاء العمومي من أهمية بارزة في الراهن الحالي مشيرا الى أن الفضاء العمومي وكما يعرفه هابرماس هو فضاء لأشخاص خاصين مجتمعين على شكل عموم و يدافعون عن هذا الفضاء العمومي المنظم من طرف السلطة وهم في نفس الوقت ضدها وذلك من أجل نقاش القواعد العامة للتبادل في ميدان تبادل السلع والعمل الاجتماعي وبالتالي الاستخدام العمومي للعقل كما تطرّق الباحث في مداخلته سالفة الذكر الى فعل الدعاية الموجهة للتحكم في الوعي بحيث " أضحى وجودنا محض دعاية أو أن وعينا بحاجة إلى دعاية للارتباط بها حتى نقول أنه موجود"ومن جهته أشرف الدكتور موسى الشيخاوي الرئيس التنفيذي لمؤسسة عرار العربية للاعلام على امضاء اتفاقية شراكة وتعاون مع راديو عليسة بقابس وهي اتفاقية تندرج في اطار الانفتاح الاعلامي التونسي على صعيد نظيره العربي.
وحول الاعلام الجزائري في علاقة بالحراك الثوري قدّم الباحث والاعلامي جلال بن طلحي مدير الاذاعة الالكترونية نيوز الجزائرية مداخلة أشار فيها الى أن صحافة المواطن او اعلام القرب بات ركيزة اساسية في تأثيث الفضاء العام وخاصة في مسألة الحراك الثوري وتقريب المعلومة الحينية للمواطن انطلاقا من الاعلام الرقمي،كما تطرقت من جهتها الاعلامية باذاعة صفاقس والباحثة عائشة بيار في مداخلتها الى العلاقة الجدلية بين الاعلام والمجتمع المدني مشيرة أنه كلما كان المجتمع المدني فعالا ونشطا ومراقبا لما يدور في المجتمع كلما كانت مساهماته في التكافل الاجتماعي وفي حل مشكلات المجتمع كبيرة وناجحة.
ونشير من جهة أخرى الى أن الباحث والاعلامي علي البهلول الذي قدّم مداخلة في هذه الندوة توّج مؤخرا عربيا في هذه مسابقة شارك فيها 10920 كاتبا من 27 دولة عربية وافريقية و من خلال مشاركته بنص شعري يحمل عنوان "ايقاع الموت"بالجائزة الاولى لهذه المسابقة التي تحمل عنوان "القلم الحر للإبداع العربي" وانتظمت في دورتها التاسعة بمصر وكانت تحت شعار" بالثقافة والصحة نبني الأمم" وباشراف جامعة الفيوم بمصر بالتعاون مع مؤسسة القلم الحر للصحافة والطباعة والنشر وقد شارك فيها ممثّلين عن دول عديدة منها الى جانب المشاركات التونسية مشاركات من العراق ،الجزائر،اليمن ،الأردن ،السعودية ،موريتانيا ،المغرب ،الأردن و فلسطين حيث تنوعت المشاركات بين الشعر الفصيح والعامية والقصة القصيرة الى جانب الخاطرة والفن التشكيلي وقسم الرواية الى جانب المقال الصحفي والمقال الأدبي وغيرهم من الأجناس الأدبية الأخرى حيث مرّت المسابقة على خمسة مراحل وصولا للتصفيات النهائية التي أفرزت 10 متوجين عن كل تخصص أدبي.