بعد تنظيمها بالشراكة مع الرابطة العربية للفنون والابداع لـ"مهرجان قافلة المحبّة" الذي احتفى عربيا بالثقافة والابداع والفن الفلسطيني وبعد تنظيمها بالشراكة مع جمعية صيانة و إنماء مدينة الكاف للنسخة 29 من "مهرجان عيد ميو" التراثي الشهير وبعد تنظيمها تحت اشراف والي الكاف الاستاذ منور الورتاني للاحتفال الجهوي بشهر التراث من خلال فتح الابواب على كنوز الماضي الذي يجسد ذاكرة جهة متأصلة أصيلة ثرية متنوعة بدرر تراث مادي ولا مادي تميز بشغف الجمهور المواكبة للبرنامج الثري الذي انتظم بفضاء تدار بمنطقة تاجروين تواصل المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية تأثيث المشهد الثقافي بولاية الكاف بتظاهرات تأسيسية ذات صبغة دولية وفي هذا الاطار تنظّم من 2 الى 4 ماي الجاري وضمن البرنامج الوطني"تونس،مدن الآداب والكتاب" فعاليات الدورة الاولى للمهرجان الدولي"ينابيع الجبل".
ويفتتح المهرجان بكلمة المندوب الجهوي للشؤون الثقافية بالكاف ثم تنطلق الجلسة العلمية الاولى بعنوان"تسريد الجبل وتخييله"برئاسة الاستاذ حمادي صمود حيث يقدّم الاستاذ رضا الابيض مداخلة بعنوان" تسريد الجبل قراءة مقارنة :جبل العنز للحبيب السالمي وجبل الكحل ليحيى مختار"ثم يقدّم الاستاذ فتحي فارس مداخلة بعنوان"تشكيل الذات والمتخيّل الجبلي في رحلة جبلية ...رحلة صعبة لفدوى طوقان"تليها مداخلة الاستاذ قصي المليّح بعنوان"الجبل وشروخ الذاكرة:قراءة في رواية حدائق الفجر لعلي دبّ" فمداخلة الاستاذ سالم البحري من عمان بعنوان"إلتحام الذات بفضاء الجبل من خلال رواية الجبل الاخضر لعبد الله الطائي"فمداخلة الاستاذ عماد محنان بعنوان"جدلية الجبل واللغة في رواية داغستان بلدي لرسول حمزتوف".
وفي مساء اليوم الافتتاحي تنعقد الجلسة العلمية الثانية بعنوان"الشعر ذاكرة الجبل"برئاسة الاستاذ صالح بن رمضان ومن خلال مداخلة بعنوان"الجبل والانتماء وهوية القصيدة في نماذج من الشعر التونسي"يقدّمها الاستاذ سمير السحيمي فمداخلة الاستاذ حسين العوري بعنوان"استعارة الجبل وبدائلها في كتابات الشابي"تليها مداخلة الاستاذ نادر قاسم من فلسطين بعنوان"جبل الكرمل في فلسطين:ذاكرة ثقافية وجماليات في الفضاء الشعري"ثم مداخلة الاستاذ فتحي أولاد بوهدة بعنوان"جبل الكرمل معنى شعريا في الشعر الفلسطيني الحديث"فاختتام أمسية اليوم الاول من المهرجان بأمسية شعرية فسهرة موسيقية مع عرض"وقت لجبال تغنّي"لمجموعة رعاة سمّامة بقيادة الفنان عدنان الهلالي.
ويوم 3 ماي الجاري تنتظم الجلسة العلمية الثالثة بعنوان"الجبل خزّان ذاكرة ثقافية"برئاسة الاستاذ محمد صلاح الدين الشريف من خلال مداخلة الاستاذ أحمد صبير بعنوان"في طوبونيفيا الجبل"فمداخلة الاستاذ جلال خشاب من الجزائر بعنوان"la montagne: croyance et représentation " فمداخلة الاستاذ سعيد يحيى بعنوان"قرية مطماطة:شظف المكان وثراء الذاكرة"ثم مداخلة الاستاذة منية العبيدي بعنوان"الجبل في المتخيّل الديني والأسطوري"فمداخلة الاستاذة عفيفة بوخشيم بعنوان"جبل قاف في الموروث القديم"لتنعقد مساء اليوم الثاني الجلسة العلمية الرابعة بعنوان"الجبل:ذاكرة تاريخ ثريّ"وذلك برئاسة الاستاذ محمد الهادي الطاهري حيث يقدّم الاستاذ الهاشمي حسين مداخلة بعنوان"صورة الجبل في السير الإباضية في بلاد المغرب بين جمالية الكرامة وكرامة الجميل"تليها مداخلة الاستاذ شفيع بالزين بعنوان"تمثّلات الجبل في الرواية المغاربية بين الواقع التاريخي والمتخيّل السردي"فمداخلة الاستاذ الأزهر الماجري بعنوان"جبل الجرداء بالقلعة الخصبة بين المعقولية الاستعمارية ورهانات الدولة الوطنية"ليقدّم إثرها الاستاذ محمد التليلي مداخلة بعنوان"تمظهرات المقدّس في جبل الدير"تليها مداخلة الاستاذ جعفر بالنصر بعنوان"فنّ ما قبل التاريخ بجبل وسلات"فاختتام اليوم الثاني من المهرجان برحلة جبلية تنظّمها جمعية صيانة المدينة بالكاف لضيوفه الى منطقة المديّنة بالدهماني ومائدة يوغرطة بقلعة سنان ثم يكون اللقاء ضمن مارطون السرس - القدس عبر القبور الجلمودية والذي تنظّمه المندوبية الجهوية لشؤون الشباب والرياضة بالكاف فالسهرة مع العرض المسرحي "نساء في الحب والمقاومة"لشركة مسرح البديل.
ويوم 5 ماي الجاري وفي اختتام فعاليات هذا المهرجان تنعقد الجلسة العلمية الخامسة بعنوان"ذاكرة وآفاق"وبرئاسة الاستاذ رضا بن ةحميد ومن خلال مداخلة الاستاذ رمضان العوري بعنوان"من أجل ذاكرة حيّة على الدوام:تقاطع الثقافي والتنموي"ثم مداخلة الاستاذ عدنان الهلالي بعنوان"الجبل الآن وهنا:التوظيف الثقافي للجبل من خلال تجربة جبل سمّامة نموذجا"ثم تنتظم مجموعة من الورشات في التصوير الفوتوغرافي استلهاما من توظيفات الجبل في مختلف الفنون فتكريم الفنان التشكيلي المبدع أصيل ولاية الكاف عمّار بلغيث فالاختتام بتلاوة تقرير الجلسات العلمية للمهرجان وتكريم المشاركين والمساهمين في تنظيمه.
ويأتي تأسيس هذا المهرجان على خلفية تناول حضور الجبل واستلهاماته في مختلف الفنون والانتاجات الابداعية على مرّ العصور وهو أول مهرجان مختصّ في هذا الجانب مما يدعو الى توثيق محتوى مداخلاته بين دفتي كتاب يكون مرجعا للدّارسين والباحثين وينصهر بعث هذا المهرجان وعلى حدّ ما أفادنا به المندوب الجهوي للشؤون الثقافية بالكاف الاستاذ نعمان الحباسي من منطلق ما اعتبره تعدّد موارد الجبل فهي"امتداد وتاريخ ومقاومة ورمزية وجمال وخيال وترحال واسرار لذلك لا يوجد أجمل من ينابيع الجبال عنوانا لهذه التظاهرة الادبية التي تستمد من الجبل والادب المتعة والافادة لذلك اشتغلنا على ان تكون هذه الينابيع سبيل رحلة للتواصل والاخوة والمحبة واكتشاف اغوار ادب اتخذ من الجبل وسائل للنظر في جمالية الجبل واكتشاف اسراره ورؤياه ورؤية المهتمين بالنبش في كنهه ومن خلال هيئة تنظيم تتكوّن من الاساتذة فتحي فارس ،حسين العوري و رمضان العوري حرصت على ان تظلّ لينابيع الابداع غصنا فيها في خبايا الأدب و الفنون عملا على تأصيل مسيرة البحث الاكاديمي في رحلة تحمل عبق الجبال".
