تعيش مدينة خان يونس وغيرها من مدن قطاع غزة لحظات عصيبة تعكس وحشية حرب الإبادة التي يشنها جيش إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي. هذه اللحظات تُعيد إلى الأذهان جرائم إسرائيل الفظيعة في الماضي، مع ارتباط الحدث الحالي بمجزرة خان يونس الرهيبة التي وقعت في عام 1956.
تُعد مذبحة خان يونس، التي استمرت عدة أيام، واحدة من أبشع المجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال بحق اللاجئين الفلسطينيين جنوب قطاع غزة. هذه المجزرة، المعروفة بـ "مذبحة خان يونس"، شهدت سقوط أكثر من 250 فلسطينياً في 3 نوفمبر/تشرين الثاني 1956.
وفي مأساوية أخرى، نفذ جيش الاحتلال مجزرة ثانية في 12 نوفمبر/تشرين الثاني 1956، راح ضحيتها نحو 275 شهيداً في المخيم نفسه. هذه المجازر تعكس استمرار إسرائيل في سياستها العنيفة والوحشية في التعامل مع الفلسطينيين.
جاءت هذه المجازر في سياق الهجوم الثلاثي على مصر عام 1956، بعد قرار رئيس مصر جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس، مما أدى إلى تكوين تحالف بين بريطانيا وفرنسا وإسرائيل لمهاجمة مصر. بدأت إسرائيل بالهجوم على مواقع مصرية في سيناء، وسرعان ما استغلت وقف إطلاق النار لغزو غزة.
في مذابح خان يونس، قام الاحتلال بإلقاء منشورات تحذيرية من الطائرات، ثم دفع بآلياته العسكرية وطالب الذكور بالخروج من 16 إلى 50 عاماً. تم إطلاق النار على المتجمعين بشكل عشوائي، مما أسفر عن مقتل مدنيين بريئين أمام أعين عائلاتهم.
بعد الجريمة الأولى، جاءت المجزرة الثانية التي راح ضحيتها المزيد من الأبرياء. استخدم الاحتلال مكبرات الصوت والمنشورات لإجبار المدنيين على مغادرة منازلهم، ثم قام بقتل مئات الفلسطينيين في نفس المخيم.
في الوقت الحالي، تُكرر إسرائيل هذه الأفعال الوحشية في حربها الحالية على غزة، حيث يتعرض الفلسطينيون لأوضاع صعبة وجرائم حرب متكررة. ومرة أخرى، تتساءل المجتمع الدولي عن دوره في حماية حقوق الإنسان وتحقيق العدالة.