هناك بعض المناسبات والأعياد التي ارتبطت عند الشعوب العربية بالطعام، وتتفنن كل دولة في صناعة هذه وجباتها بطريقتها الخاصة التي تناسب مع شعبها، ففي عيد الأضحى المبارك يكثر استخدام اللحوم الحمراء في أنواع مختلفة من الأطعمة، "الفجر" ستأخذكم في جولة للتعرف على طقوس الدول العربية في إعداد وجبات "الأضحى".
السعودية
في السعودية يرتبط عيد الأضحى بأداء فريضة الحج، لذلك تتجه قلوب وأنظار العالم يوم العيد إليها أو إلى الحرم المكي تحديدًا، وزيارة مسجد رسول الله في المدينة المنورة.
ويقضي معظم السعوديين يوم العيد الأول في منزل العائلة، وتحضير الطعام "كالكبسة؛ الهربس؛ الهريس؛ المرقوق؛ المراهيف، المصابيب، المراصيع"، وتنتشر عادة قضاء العيد في الأرياف عند بعض السعوديين، حيث الهدوء والبساطة بعيداً عن ضوضاء المدينة، فيحتفلون بالعيد هناك، ويتناولون طعام الإفطار عند شيخ القرية.
الإمارات
وتحتفظ الإمارات بطقوسها المتوارثة عبر الأجيال، فيتجمع أفراد الأسر خلال الزيارات العائلية، حول ما يدعى بـ"والة العيد"، وهي المائدة الرئيسة التي يتم إعدادها خصيصاً لاستقبال العيد، والتي تضم مجموعة منوعة من الأكلات والحلويات الشعبية الإماراتية، كالهريس، والعريس، والأرز مع اللحم، والخبيص، والحلوى العمانية التي تعتبر أشهر طبق يميزها.
ويتقدم فعاليات العيد بالإمارات مهرجان "العيد في دبي"، الذي أضحت زيارة فعالياته واحدة من أبرز الطقوس التي تقوم بها الأسر الإماراتية في العيد.
اليمن
يختلف اليمنيون في عادة تناول اللحم، أما وجبة الغداء اليمنية في العيد فتشتمل على "الزربيان" وهو طبق من اللحم والأرز وقد يضاف إليه الزبيب والبطاطا.
وأيضًا هناك "السبايا" وهي خليط من الدقيق والبيض والسمن يطهى في الفرن ويضاف إليها العسل اليمني الشهير الذي يعد من أشهر أنواع العسل في العالم إلى جانب "السلتة" التي تطهى من الحلبة والكرات مع قليل من الأرز وخليط التوابل المذابة في الخل والماء وتقدم مع خبز خاص يسمى "الملوج" وهي كلها من الأكلات التي ارتبطت بالعيد.
تونس
ومن الطقوس المعروفة في عيد الأضحى عند بعض الأسر التونسية تعمد الزوجة لتلقي أولى قطرات الدم في طبق أو صحن إلى أن تجف، حيث يتم حسب معتقداتهن تبخير الأطفال الصغار ببعض منه، لإبعاد العين الشريرة والسحر.
فيما تعمد بعض النسوة إلى غمس أيديهم بالدماء وطلائها على جدران البيت، لإبعاد عين الحسد حسب اعتقادهم.
كذلك هناك من الطقوس من يأكل كبد الكبش "نيّة" وغير مطبوخة خاصة عند النساء وينصح الأطباء هؤلاء أنّه وإن فعلوا فإنّه لا يجب أن تتجاوز توقيت ربع ساعة بعد الذبح لكي لا تكون لها تأثيرات سلبيّة بينما يتجنّب العديد هذه العادة ويعتبرونها عادة سيّئة تبرّكا بآكلة الأكباد هند بنت عتبة زوجة أبا سفيان عندما أكلت كبد عمّ الرسول صل الله عليه وسلّم حمزة بن عبد المطلب في معركة أحد.
الجزائر
تميز الجزائريين في عيد الأضحى وتزين مطابخهم فهناك "العصبان" يتم إعداده من بطن الخروف بعد غسله وتنظيفه جيدا يقلب ويتم حشوه بالكبد والقلب وقطع من اللحم صغيرة وبعض الحمص بالإضافة إلى التوابل ليطهى بعدها ويكون له طعم لذيذ. ومن الأطعمة هناك أيضا الملفوف والذي هو عبارة عن كبد ملفوف في قطع من الشحم يشوى على الجمر ويقدم مع الشاي الأخضر. وهناك أيضا لحم رأس الخروف أو ما يسمى محليا بـ"البوزلوف" وهناك البكبوكة والكمونية التي تتفنن ربات البيوت في تحضيرها أيام العيد.
سلطنة عمان
تشكل مناسبة عيد الأضحى المبارك بولاية نخل، كما في غيرها من محافظات وولايات السلطنة فرصة يستحضر فيها الصغار والكبار على حد سواء، مجموعة من القيم والتقاليد الدينية والثقافية و يحافظ الاهالي على العادات المرتبطة بالأعياد في أجواء يغمرها التراث والفلكلور والعادات الأصيلة، حيث يحيي اهالي الولاية خلال أيام العيد جملة من الطقوس والعادات العريقة أولها وأهمها عملية شراء الأضحية كذلك اقامة الاهازيج و الرزحات الفلكلورية، إضافة إلى إحياء شعيرة صلة الرحم بين الأقارب خلال هذه الأيام المباركة. وللتعرف عن كثب حول عادات وتقاليد قرى ولاية نخل كان لنا هذا الاستطلاع للتعرف على مظاهر عيد الأضحى المبارك فكان لقاؤنا مع عدد من المواطنين من مختلف قرى ومناطق ولاية.
الأردن
العائلات الأردنية تمتاز بعمل"المنسف"،الذي هو عبارة عن رز يضاف له اللحم المغلي باللبنة، وهي أكلة بدوية أصيلة، وتعتبر من أشهر الأكلات في المطبخ الأردني بينما تمتاز العوائل الفلسطينية بـأكلة "المسخن" الذي هو دجاج مقلي مع رز ويعد بطريقة لذيذة جدًا.
السودان
من عادة السودانيين صبيحة عيد الأضحى المبارك أن يتناولوا (العصيدة) عقب عودتهم من الصلاة، وذلك لتأخر الإفطار حيث ينهمك الجميع في مراسم الذبح والتضحية، وتتكون العصيدة من خليط من الدقيق مع الماء يضاف إليه البامية المجففة والمطحونة المضاف إليها اللحم المفروم حيث يطلق على هذا الخليط السوداني الخالص قبل إضافته إلى الدقيق والماء اسم "الويكة"، ويوجد منها في الريف المصري أيضًا.