رسالة مؤثرة من تلميذة: إشادة بالبراءة في وجه الظلم
أنا، رنيم نواش، أوجه لك رسالة من قلب ملئ بالاعتذار والاعتراف ببراءتك. أعتذر نيابة عن الجلادين الذين ينتهكون حقوق الوطن والمواطنين. أعتذر عن كل سياسي فاسد، وقاض ظالم، ووزير جائر. في هذه الكلمات، أسمع صوت الأطفال يدندنون ببراءة وحب للوطن، حتى لو تعرضوا للقتل والتشريد، إلا أنهم يظلون وفيّين لبلادهم.
لأول مرة، أسأل: هل يمكن للوطن أن يخذلنا بعدما قاتلنا من أجله؟ هل يمكن للوطن، الذي يجسّد أمل اليائسين، أن يتخلى عن أبنائه؟
علمنا الشاعر الشابي أن الوطن يُعتبر مبدأً يُرسى وديانةً تُعتنق. وعلمنا درويش أن الوطن حبيبةٌ لا تُخان. وعلمنا شوقي أن البلاد تُعظم بنوها. لكن لم يُعلمنا أحد أننا نحن الوطن وجوهره وغايته.
أعتذر لك عن تلك الدولة التي تطبّع مع الفساد، حيث تكونت براءتك ضحيةً للظلم والاستبداد والفساد.
وأعدك أنني سأخلّد معاناتك وبراءتك في كلمات الشعر والنثر والفن، فالفن لا يموت ولا ينسى.
أعتذر مرة أخرى، سيدي، وأعرب لك عن تقديري واحترامي العميق.
"ولو قتلونا كما قتلونا... ولو شرّدونا كما شرّدونا... لعدنا غزاةً لهذا البلد."
بكل تقدير،
رنيم نواش