بذكرى وفاة الفنان التونسي الكبير "عمي الصادق ثريا"، الذي وافته المنية في مثل هذا اليوم 10 ديسمبر 2003، يتذكر العالم الفني فقدان واحد من أبرز المطربين والملحنين في تاريخ تونس.
"الصادق ثريا"، الذي وُلد في القيروان في 4 مارس 1920 وتوفي في عام 2003 عن عمر يناهز 83 عامًا، كان يحمل صوتًا شجيًا مميزًا، وقد استطاع أن يحقق نجاحًا كبيرًا في عالم الفن والموسيقى.
بعد انتهاء دراسته في الجامع الكبير بالقيروان، اتجه "الصادق ثريا" إلى تونس العاصمة بحلم بالتألق في عالم الفن. وكان له دور بارز في تشكيل مجموعة من العلاقات مع مبدعي عصره، حيث بدأ بالغناء لأشعار كبار الشعراء مثل علي الدوعاجي وعبد الرزاق كرباكة ومحمود بورقيبة.
في فترة الأربعينات، تعاون "الصادق ثريا" مع عدة نجوم من بينهم محمد التريكي وحسيبة رشدي وفتحية خيري وشافية رشدي. ومع تأسيس الإذاعة التونسية، انضم إليها وقدّم مساهمات قيّمة أثرت في تنوّع المشهد الفني التونسي.
توجه "الصادق ثريا" إلى فرنسا في رحلة فنية، حيث بدأ يعمل في الملاهي ويتعرف على فنانين مهاجرين من المغرب والجزائر. وعندما عاد إلى تونس، شهدت مسيرته محطات مهمة إلى المغرب والجزائر في بداية الستينات، حيث قدّم تجاربه وخبراته في تدريب الشباب الفنانين على أداء الموشحات والأعمال الفنية المختلفة.
كانت أغاني "عمي الصادق ثريا" تحمل روح التراث والهوية الثقافية التونسية، ومن بين أشهر أعماله "زوز حمامات"، "البارح نحلم بالغنجة"، "تعديت على جنينة دارك"، وغيرها الكثير من الأعمال التي أسهمت في إثراء المشهد الفني التونسي.
بعد رحيله في 10 ديسمبر 2003، يظل الصادق ثريا حاضرًا في قلوب عشّاق الموسيقى التونسية، وتبقى أعماله خالدة تروي تاريخ الفن في تونس. رحم الله عمي الصادق ثريا وأسكنه فسيح جناته.