في لحظة اختلط فيها الحزن بالفخر، تزامن افتتاح الدورة الخامسة والثلاثين لمهرجان أيام قرطاج السينمائية مع جنازة الفنان الراحل فتحي الهداوي، الذي غادر عالمنا تاركًا وراءه إرثًا فنيًا وثقافيًا خالدًا. كان الحدث مفعمًا بالمشاعر الجياشة، حيث استذكر الحاضرون قيمة الهداوي كواحد من أعظم الفنانين في تاريخ تونس الحديث.
مقالات ذات صلة:
رحيل فتحي الهداوي... وداعاً لعملاق المسرح والدراما التونسية
خميس الخياطي: أيقونة تُضيء الدورة الـ35 لأيام قرطاج السينمائية
فيروز.. أيقونة الوطن وصوت الأوطان يحتفل بعيدها التسعين وسط أنقاض الوطن
رحيل يتزامن مع احتفاء
وسط أجواء ملأها الحزن، استهل مهرجان أيام قرطاج السينمائية فعالياته بتحية إجلال وتقدير لروح الراحل فتحي الهداوي. جنازته التي أقيمت صباح نفس اليوم كانت مشهدًا مهيبًا، حضره أهله وأصدقاؤه وزملاؤه من الوسط الفني، إلى جانب جمهور واسع من محبيه الذين أرادوا توديعه بأصدق مشاعر الحب والوفاء.
وفي افتتاح المهرجان مساءً، كانت لحظة تكريمه تحمل في طياتها رسالة خاصة، إذ أكدت إدارة المهرجان أن الهداوي كان وسيظل رمزًا خالدًا في عالم الفن التونسي والعربي.
مسيرة من ذهب
امتدت مسيرة فتحي الهداوي لعقود حافلة بالتميز، حيث مثّل أيقونة متعددة الأبعاد في السينما، المسرح، والتلفزيون. أدواره المؤثرة، سواء على الشاشة أو الخشبة، كانت انعكاسًا عميقًا لقضايا مجتمعه وتطلعاته. من أعماله الخالدة التي استذكرت في ليلة التكريم، فيلم "صفائح من ذهب" ومسرحية "رسائل الحرية"، التي مثّلت علامات مضيئة في مسيرته.
لحظة مؤثرة في الافتتاح
خلال الحفل، عُرضت مقاطع مؤثرة من أبرز أعمال فتحي الهداوي، مع خلفية موسيقية عاطفية ألهبت مشاعر الحاضرين. ووقف الجمهور دقيقة صمت حدادًا على روحه. كما عبّرت وزيرة الشؤون الثقافية أمينة الصرارفي عن تأثرها العميق، قائلة: "رحيل فتحي الهداوي خسارة لا تُعوَّض. لقد كان فنانًا عظيمًا، وأيقونة تركت بصمتها في قلوبنا جميعًا".
الجنازة: مشهد من الوحدة الوطنية
صباح يوم الافتتاح، شهدت جنازة الراحل حضورًا كثيفًا من مختلف الأطياف، حيث اجتمع الجميع، من سياسيين ومثقفين وفنانين، لتوديع هذه القامة الفنية. كانت الجنازة تعبيرًا عن المكانة الخاصة التي احتلها الهداوي في قلوب التونسيين، والرسالة التي تركها في أعماله التي نبضت بحب الوطن والإنسانية.
إرث خالد
رحيل فتحي الهداوي في يوم افتتاح المهرجان، وإن كان خسارة موجعة، أضاف بعدًا جديدًا للمهرجان كاحتفاء ليس فقط بالسينما، بل بالقيم الفنية والإنسانية التي جسدها الهداوي. لقد ودّعته تونس بجنازة مهيبة، وخلّده مهرجان قرطاج بتحية تليق بفنانٍ وهب حياته للفن، وجعل منه مرآة لآمال وأحلام الشعب التونسي.
ختام برؤية للأجيال القادمة
تكريم الراحل في المهرجان يحمل رسالة للأجيال الشابة، بأن الفن الحقيقي لا يموت، بل يستمر في إلهام الأجيال القادمة. فتحي الهداوي، رغم رحيله، سيبقى حاضرًا في وجدان كل من شاهد أعماله وتأثر بفنه.