في تطور قضائي لافت، أصدرت الدائرة الجناحية الصيفية لدى محكمة الاستئناف بتونس، يوم أمس الثلاثاء 10 سبتمبر 2024، حكماً بالسجن لمدة 8 أشهر ضدّ المحامية سنية الدهماني. يأتي هذا القرار بعد استئناف الحكم الصادر عن المحكمة الابتدائية بتونس، والذي قضى في وقت سابق بسجن الدهماني لمدة عام مع النفاذ العاجل.
تعود فصول هذه القضية المثيرة للجدل إلى تصريحات أدلت بها سنية الدهماني حول المهاجرين غير النظاميين في تونس، مما أدى إلى إحالتها على معنى المرسوم 54، وهو ما أثار نقاشاً واسعاً حول حدود حرية التعبير والمسؤولية القانونية.
اقرأ أيضا:
براكاج في باردو: النيابة العمومية بتونس تأمر بالاحتفاظ بشاب بتهمة الاعتداء والسرقة
ضبط الجاني واستعادة الهاتف: الأمن الوطني بالسيجومي يلقي القبض على شاب سلب مواطناً هاتفه بالقوة
قريباً.. حكم محكمة العدل الأوروبية في قضيتي التلاعب الضريبي ضد جوجل وآبل
القرار الاستئنافي جاء بعد جلسة طويلة عقدت في أوت الماضي، حيث قررت المحكمة تأجيل الجلسة إلى يوم أمس، ورفضت في الوقت ذاته طلب الإفراج المؤقت عن الدهماني. الجدل اشتد حول فرض ارتداء ملابس معينة على المحامية أثناء مثولها أمام هيئة المحكمة، ما أثار تساؤلات حول الحقوق والحريات الفردية ومدى احترامها في إطار العدالة.
المحامية سنية الدهماني، التي تحظى بشعبية واسعة وتعتبر من الأصوات الجريئة في المشهد القانوني التونسي، وجدت نفسها في قلب معركة قانونية وسياسية أثارت الرأي العام. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستتواصل هذه القضية لتصبح رمزا للصراع بين حرية التعبير وتطبيق القانون في تونس؟ وما هي التداعيات السياسية والاجتماعية التي قد تنجم عنها؟
بينما تنتظر الأوساط القانونية والسياسية ردود الأفعال على هذا الحكم، يبقى النقاش مفتوحاً حول تأثير هذا القرار على المناخ السياسي والقضائي في البلاد، وخاصة في ظل تزايد التوترات حول قضايا حرية التعبير وحماية حقوق الإنسان.