ربط الرجولة بالعنف في #مصر
الدكتور فؤاد السعيد، خبير بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، يشرح المشكلة في حديث مع DW، قائلاً: "هناك جانب متعلق بالثقافة المجتمعية للمرأة والرجل". وأشار إلى أن هناك " ثقافة تكرِّس لدى الرجال منذ الطفولة، أن العنف من شروط الرجولة، وتتفاقم هذه وتأخذ أبعادا أكبر عندما تصبح الفتاة زوجة". بمعنى آخر: "بعض النساء في الريف والمناطق الشعبية يعتبرن أن الشرط الأساسي في الرجولة هو وجود قدر من استخدام العنف، حيث تعتبره الزوجة جزءا إيجابيا في الزوج للدفاع عن حقوق زوجته في المجتمع". ويضيف الخبير: "امتدادًا لهذا المفهوم عن الرجولة فلا تمانع بعض الزوجات في قيام الزوج باستخدام قدر من العنف في العلاقة الزوجية التي قد تصل إلى حد الاغتصاب، وقد يحدث ذلك بدون اعتراض أو مقاومة".
وأشار الخبير فؤاد السعيد إلى التداعيات المجتمعية الناجمة عن هذه المشكلة، التي قد تُعرِّض الرجل إلى قدر هائل من القسوة على المجتمع ومؤسساته، حيث لا يكون أمامه من وسيلة للتعبير عن رفضه للضغوط سوى استخدام العنف، انطلاقا من قاعدة: "المقهور من الطبيعي أن يقهر الآخرين". واستخلص المتحدث أن مثل هذا يؤدي الى وضع الزوجات المهانات في الخفاء.
وأوضح الخبير أن حل هذه المشكلة يبدأ من خلال تغيير مفهوم الرجولة عند الأولاد منذ الصغر ولدى الأزواج والزوجات بعد ذلك". وشدد على أن التغيير لا يتم بالخطابة في المساجد أو عبر شاشات التليفزيون ولكن من خلال إحداث تحول حقيقي في المجتمع، تلعب فيه القيم الإنسانية و كرامة الأفراد حيزا كبيرا فيه.