كشف خلال الأسبوع الجاري أعوان فرقة أمنية مختصة تابعة للإدارة العامة للأمن الوطني النقاب عن مئات قضايا التحيل التي يشتبه في ارتكابها من طرف شاب في الثلاثين من العمر قاطن بالاحواز الغربية للعاصمة ويعمل سائقا لسيارة أجرة وتضررت منها موظفات بمؤسسات حكومية وطالبات وعاملات بالمصانع، حيث ألقت القبض على المشتبه به اثر كمين فيه الكثير من الحرفية والدهاء الأمني والطرافة أيضا.
وقائع القضية تفيد بان فتاة تقدمت ببلاغ إلى أعوان وحدة أمنية بتونس الكبرى أفادت فيه بأنها تعرفت على شخص راسلها عن طريق موقع التواصل الاجتماعي"فايس بوك" أوهمها بأنه مهاجر في ايطاليا وميسور الحال وينحدر من عائلة محافظة، أعجب بصورتها التي تضعها على صفحتها الخاصة ويرغب في الارتباط بها..
وأضافت انه بعد أيام من التعارف والتواصل طلب منها أن ترسل له مجموعة من صورها لعرضها على والدته موهما إياها بأنه من بيئة محافظة والكلمة الفصل تبقى للعائلة في ارتباطهما، فانطلت الحيلة عليها وأرسلت مجموعة من صورها، إلا أنها فوجئت به بعد أيام يبعث لها رسالة صادمة على خدمة"الميسانجر" تتضمن عبارات خطيرة فيها تهديد ووعيد.
وذكرت الشاكية انه بعد أن استجابت لطلبه وأرسلت له بعض الصور انقلب من شخص مهذب ووديع إلى منحرف كاشفا عن طبعه الحقيقي وهددها بنشر صورها وهي عارية بعد أن ادخل عليها تغييرات بواسطة تقنية "الفوتوشوب"، مشيرة إلى انه طلب منها أن ترسل له بطاقة شحن هاتف محمول حتى لا ينشر تلك الصور المسيئة لها وهو ما فعلت درءا للفضيحة.
باشر أعوان الأمن البحث في القضية وقاموا بسلسلة من التحريات الفنية تمكنوا في أعقابها من تحديد هوية المشتبه به الذي تبين انه محل تفتيش من اجل الاعتداء على الأخلاق الحميدة والتجاهر بما ينافي الحياء، ثم قام احد الأمنيين بالاتصال به هاتفيا وأوهمه انه رجل أعمال ويرغب في اختباره كسائق لحافلة صغيرة زاعما له أن احد معارفه هو من دله عليه فانطلت عليه الحيلة خاصة وان رجل الأعمال(امني) أفاده بان مرتبه سيتراوح بين 1200 دينار و1400 دينار وضرب له موعدا.
استقل المشتبه به القطار ونزل في إحدى المحطات باحواز العاصمة واتصل برجل الأعمال (الأمني) فأوهمه بأنه أرسل له سيارة لجلبه، وفعلا وجد المشتبه به حال مغادرته المحطة السيارة فاستقلها دون أن يعلم انه استقل سيارة أمنية اقتادته مباشرة إلى منطقة الأمن حيث حاول الفرار عندما أدرك انه وقع في كمين غاية في الدقة إلا أن الأعوان سيطروا عليه.
بالتحري معه حاول المشتبه به المراوغة والتضليل وإيهام الأعوان بان صفحته الشخصية على الفايس بوك وقعت قرصنتها، ولكن بمواجهته بقرائن مادية ثابتة انهار وتراجع عن مزاعمه وأدلى بحقائق صادمة مشيرا إلى انه كان يرسل نفس الرسالة إلى فتيات يوهمهن بالارتباط بهن ثم يبتزهن، بعد أن يهددهن بنشر صورهن وهن عاريات على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن يدخل عليها تغييرات بتقنية "الفوتوشوب". وذكر أن بعض الفتيات أرسلن له بطاقات شحن خوفا من تهديداته بينما تجاهلته أخريات، مضيفا انه كان يبيع بطاقات الشحن لعدد من سائقي سيارات الأجرة بسعر اقل من سعرها الأصلي ويغنم مبالغ مالية محترمة، فيما قال مصدر امني لـ"الصباح" أن عدد ضحايا المشتبه به يقدر بحوالي 450 فتاة بينهن موظفات بمؤسسات عمومية وخاصة وبنوك وأساتذة، مشيرا إلى أن ملف القضية أحيل على أنظار القضاء لمواصلة التحقيقات واتخاذ بقية الإجراءات في حق المشتبه به.
صابر المكشر