وكالات - نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤولين أمريكيين أن الرئيس دونالد ترامب كشف لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أسرار استخباراتية خطيرة خلال لقائهما الأسبوع الماضي.
وأضافت الصحيفة في تقرير نشرته أمس الاثنين، أن المعلومات تم تناقلها خلال الاجتماع الذي حضره السفير الروسي لدى واشنطن سيرغي كيسلياك وكانت تخص عمليات مزمعة لـ "داعش" تتعلق باستخدام حواسيب "لاب توب" مفخخة على متن طائرات.
وأشارت المصادر التي تقول الصحيفة إنها مسؤولون حاليون وسابقون في الإدارة الأمريكية، إلى أن هذه المعلومات جاءت عبر شريك للولايات المتحدة في الحرب ضد "داعش"، وأنها تعتبر حساسة للغاية حيث تم حجب تفاصيلها عن الحلفاء وخضع تداولها لقيود صارمة حتى داخل البيت الأبيض نفسه.
وقالت مصادر الصحيفة إن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن ترامب كشف عن اسم المدينة الواقعة في الأراضي التي يسيطر عليها "داعش" حيث اكتشف شريك المخابرات الأمريكية التهديد المذكور.
الديمقراطيون يهاجمون والجمهوريون يصطفون خلف الرئيس
وهاجمت قيادات الديمقراطيين ترامب على خلفية تقرير "واشنطن بوست"، واعتبروا القصة دليلا آخر على وجود صلات مزعومة لترامب بموسكو. ودعا السيناتور الديمقراطي ريتشارد دوربن إلى إجراء تحقيق مستقل في التسريب، في حين وصفه زميله مارك وارنر بـ"الصفعة" للاستخبارات وقال: "إذا كان الأمر حقيقة، فهو صفعة للكيان الاستخباراتي، لا يمكن تبرير ما يعرض مصادر ووسائل عملها للخطر، خاصة مع الروس".
من جهتهم، أكد السيناتوران الجمهوريان البارزان جون ماكين وليندسي غرام في بيان مشترك، أن لدى الرئيس الحق القانوني في نقل معلومات سرية: "لا شك أننا لا نرحب بقيام الرئيس بنقل المعلومات السرية، إلا أنه يتمتع بالحق في ذلك، باعتباره القائد الأعلى (للقوات المسلحة الأمريكية)". وأشار السيناتوران إلى رفضهما التعليق على القضية قبل ظهور مزيد من المعلومات. كما دعا قادة جمهوريون آخرون البيت الأبيض إلى تقديم الإيضاحات الضرورية حول الموضوع.
وأشار المسؤولون إلى أن تحديد الموقع يمثل إشكالا كبيرا، خاصة أن روسيا يمكن أن تستخدم هذه التفاصيل لتحديد هوية حليف الولايات المتحدة أو القدرات الاستخباراتية المعنية بالأمر.
وقال المسؤولون إن هذه القدرات يمكن أن تستفيد منها واشنطن لأهداف أخرى، ربما للحصول على معلومات استخباراتية حول الوجود الروسي في سوريا. وستكون موسكو "مهتمة جدا" بتحديد هذا المصدر وربما تعطيله، بحسب المسؤولين.
ورفض المسؤولون الكشف عن الحليف، واكتفوا بالإشارة إلى أنه أعرب سابقا عن إحباطه لعدم قدرة واشنطن على حماية المعلومات الحساسة المتعلقة بالعراق وسوريا.