من مسار شابة متجذّرة في مدينة جبنيانة، تنشغل لبنى نعمان بتشكيل ذائقتها الفنية والثقافية في أروقة الالتزام. اجتازت مسارًا مليئًا بالفن المسرحي والموسيقى البديلة، ترسم خلاله مسارها من "طريق النجوم" إلى ساحات الاحتجاج. اختيرت لتكون جزءًا من هيئة مهرجان بوقرنين في العيد الوطني للمرأة، وكان ذلك خيارًا موفقًا.
مهرجان بوقرنين في هذا العام استعاد رونقه، وبعد أداء مذهل من الفنان ياسر جرادي، جاء دور "لبنى" وفرقتها على منصة منتزه حمام الأنف، حيث تنعّم الجو بنسمات عليلة.
تجمع الجمهور من مختلف الأعمار ليشهدوا هذا الحدث الفني، إذ يبدو أن ذوق الجمهور التونسي ما زال متفرّغًا للفن الجميل والبديل. الحضور عبّر عن تقديره للفرصة للاستمتاع بلحظات من الرقي والتجدد الفني، حيث عبّر الفنانون عن هويتهم الجديدة بشكل ملفت.
لبنى نعمان وفرقة "حس" لمسوا وجدان الموروث التونسي، حيث دمجوا بين الألحان الغربية والشرقية والإفريقية ببراعة. عملوا لفترة طويلة على استكشاف تراثهم وتجسيده بأسلوبهم الفني الخاص.
في ليلة مذهلة في 13 أغسطس 2023، اجتمعت العناصر المختلفة لإحداث حفل فريد من نوعه. مزيج متناغم بين روح الجمهور والأداء الفني البديع، وتلميحات من الشباب المبدع المتجذّر في تراثه.
"لبنى" ومجموعة "حس" قاموا بأداء مستوحى من كتابات "مهدي شقرون"، وعملوا جاهدين على بحث عميق في تاريخ الرنيم التونسي وهويته الملتزمة. الجمهور استمتع، والفنانون أبدعوا، وكان لدينا فرصة للاحتفاء بقوة النساء في هذه اللحظة الفنية.