تتجلّى معلقة الدورة 25 لأيام قرطاج المسرحية كلوحة بصرية غنية بالرموز والدلالات التي تعكس روح المهرجان وشعاره لهذه السنة: "المقاومة". المسرحي التونسي أنور الشعافي قدم قراءة تأويلية عميقة لهذه المعلقة، كاشفًا عن أبعادها الثقافية والإبداعية المتعددة.
مقالات ذات صلة:
"أيام قرطاج المسرحية" تقدم "جرد موظف": رحلة في عمق الروتين اليومي بين الكوميديا والدراما
اختتام أيام قرطاج المسرحية: تتويج مسرحية 'صمت' الكويتية بالتانيت الذهبي وتحصد جوائز متميزة
مشاركة قوية للأعمال المسرحية التونسية في مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي
وجهان وأبعاد المقاومة
يحتوي التصميم على وجهين، أحدهما أسمر، في إحالة مباشرة إلى البعد الإفريقي للمهرجان. هذا العنصر البصري يحمل بين طياته غمزة رمزية إلى رموز المقاومة الإفريقية مثل نيلسون مانديلا وباتريس لومومبا. الوجه الأسمر لا يعبر فقط عن الانتماء الجغرافي، بل يتجاوز ذلك ليصبح أيقونة للمقاومة والكرامة الإنسانية.
لون الخردل: دفء الحوار والاحتفال
خلفية المعلقة بلون الخردل تضفي إحساسًا بالحرارة والشمس والضوء، مما يربطها بروح الاحتفال والصداقة. هذا اللون الديناميكي يرمز إلى الطاقة التي تجمع بين الفنانين والجماهير، معبّرًا عن حوار الثقافات واستمرارية الفعل المسرحي.
شقائق النعمان والطائر الطنّان: الحرية والإبداع
أما شقائق النعمان التي تتناثر على التصميم، فهي رمز للحرية والتكيف. هذه الزهرة التي ارتبطت عند الإغريق بـديميتر، إلهة الخصوبة، تعكس فكرة المسرح كفضاء للخصوبة الفكرية والإبداعية.
وفي أعلى المعلقة، يظهر طائر الطنّان، الطوطم الذي يرمز إلى الفرح والحرية. وجود هذا العنصر في التصميم يعزز فكرة المسرح كفضاء للتحرر والانطلاق، حيث يلتقي الإبداع بالحرية.
الخط العربي: ترابط الثقافات
يُبرز الخط العربي الذي يربط بين الوجهين رمزية عميقة عن التواصل بين الثقافات. الخط هنا ليس مجرد عنصر جمالي، بل هو جسر يعبر من خلاله المهرجان بين الأصالة والحداثة، بين المحلي والعالمي.
سيمفونية بصرية للمقاومة
بهذه العناصر المتكاملة، تصبح معلقة الدورة 25 لأيام قرطاج المسرحية مرآة تعكس روح المقاومة، الاحتفاء بالإبداع، والتنوع الثقافي. إنها دعوة مفتوحة للجمهور والمبدعين للانخراط في حوار عالمي يحتفي بالقيم الإنسانية عبر الفن والمسرح.
تحت هذا الشعار، تفتح أيام قرطاج المسرحية أبوابها لتجعل من الفن سلاحًا ناعمًا للتغيير والمقاومة والاحتفاء بالحياة.
أنور الشعافي، مخرج ومبدع تونسي في مجال المسرح، يُعتبر من أبرز الأصوات المسرحية التي تجمع بين الإبداع الفني والالتزام بقضايا المجتمع. تميّزت أعماله بعمق رؤيتها وحرفية إخراجها، مع تركيزه على قضايا الهوية والمقاومة والتحولات الاجتماعية. شغل منصب مدير مهرجان أيام قرطاج المسرحية، حيث أسهم في تعزيز البعد الفكري والفني للمهرجان، مؤكدًا على دور المسرح كمساحة للتعبير الحر والتغيير.