أعلنت وزارة الشؤون الثقافية، اليوم الجمعة، عن تعيين الأكاديمي والباحث السينمائي طارق بن شعبان مديرًا للدورة السادسة والثلاثين من أيام قرطاج السينمائية، خلفًا للمخرج فريد بوغدير.
القرار أثار تفاعلًا واسعًا في الوسط الثقافي، بين من اعتبره خطوة لاستعادة البوصلة الفكرية للمهرجان، ومن رأى فيه عودة مستحقة لرجل خبر كواليس أيام قرطاج.
من التنظير إلى التجريب: مسيرة حافلة
طارق بن شعبان هو سيناريست وأستاذ جامعي مختص في الإعلام والنظريات السينمائية، يُدرّس بالمدرسة العليا للسمعي البصري والسينما بجامعة قرطاج.
له باع طويل في الصحافة الثقافية، وكان أحد الأصوات النقدية البارزة في عدد من الصحف والمجلات التونسية. كما ساهم في إثراء السينما التونسية من خلال مشاركته في كتابة سيناريوهات مع مخرجين من طراز رضا الباهي ومفيدة التلاتلي ونوفل صاحب الطابع.
تجربة سابقة مع أيام قرطاج
بن شعبان ليس غريبًا عن المهرجان، فقد سبق له أن تولّى منصب المندوب العام لأيام قرطاج السينمائية سنة 2010، كما اشتغل مبرمجًا للأفلام في أكثر من دورة.
هذا التراكم جعله ملمًّا بتفاصيل المهرجان، من برمجته إلى تحدياته التنظيمية، ما يؤهله لقيادة دورة جديدة بحس نقدي وتجربة عملية.
ذاكرة سينمائية حيّة
منذ سنة 2020، يشغل طارق بن شعبان منصب مدير المكتبة السينمائية التونسية، المؤسسة التي تحتفظ بكنوز الذاكرة البصرية الوطنية، مما جعله على تماس مباشر مع المادة السينمائية التونسية والعالمية.
رهان على العمق والنقد
تأتي عودة بن شعبان إلى واجهة المهرجان كرهان على العمق الفكري والنقدي، في وقت تعالت فيه الأصوات المطالبة بإعادة التوازن للمهرجان والقطع مع الاستسهال والسطحية في بعض دوراته السابقة.
فهل تكون دورة 2025 محطة مفصلية تعيد أيام قرطاج السينمائية إلى جوهرها؟ ذلك ما ستكشفه الأيام القادمة.