يعتبر الإعلامي طارق البشراوي واحدا من الإعلاميين التونسيين الذين قدموا الكثير للساحة الإعلامية من خلال تجربة طويلة فاقت الأربعة عقود قضاها بين تونس والعديد من العواصم الأجنبية وأصدر خلالها العديد من الصحف والمجلات، كما كانت له تجارب متعددة مع عدد من وسائل الإعلام السمعية البصرية من بينها قناته "تلفزة تونس1" التي عانت وما تزال من كثرة العراقيل والتعطيلات قبل الثورة وبعدها.
حول تجربته وحول مشروعه المذكور تحدثنا إليه في حوار نقرأ تفاصيله في هذه المساحة.
* تجربة فاقت الأربعة عقود... ثم ماذا؟
- بل فاقت 43 عاما بالتمام والكمال، أحاول دائما تقديم الإضافة من موقعي كإعلامي تونسي ودولي وفي مختلف وسائل الإعلام التي بعثتها أو التي تعاملت معها والمهم أيضا أنني لم أرتكب طيلة مسيرتي أية هفوة مهنية، وهذا ما يجعل ضميري مرتاحا إلى أبعد الحدود.
* هل أنت راض عمّا قدّمته طيلة مسيرتك؟
- راض بعض الشيء، لأنني لو رضيت بنسبة مائة في المائة فقد حكمت على نفسي بالانتهاء... فأنا أتوق دائما إلى تقديم الأفضل وأسعى إلى ممارسة عملي بكل حرفية وبتقيّد شديد بشرف المهنة، وهذا هو المهم في العمل الصحفي.
* أين وصل مشروعك "تلفزة تونس1"؟
- منذ اثنتي عشرة سنة وتحديدا منذ يوم 6 فيفري 2005 تقدمت بمطلب للحصول على رخصة تلفزة خاصة وكان مطلبي هو الأول من نوعه الذي يرد على السلطات التونسية، إلا أنه جوبه بالرفض لأسباب أجهلها، ثم عند البث التجريبي من خلال توفير مساحات إشهارية تقدمت بمطلب آخر ففوجئت بواحد من عائلة الرئيس المخلوع يشترط عليّ الشراكة بنسبة تفوق الخمسين بالمائة حتى يمكنوني من الرخصة، وعندما رفضت ظلت العراقيل تلاحقني، وبعد الثورة اعتقدت أن الغيمة زالت خصوصا مع مجيء الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري، ولكن ما راعني إلا والأبواب توصد من جديد في وجهي لأسباب واهية وبتعلاّت غريبة، والأغرب أن هناك من تحصل على الإجازة رغم تقديمه لملف عبارة عن نسخة مطابقة للأصل لملفّي، وآخر تحصّل عليها بملف ناقص إن لم نقل بمطلب دون ملف، ولا نتحدّث عن التلاعب بصبغة قناة ثم بيع رخصتها مع تغيير صبغتها رغم أن البيع والتغيير في الحالتين المذكورتين ممنوعين قانونيّا.
* هل تريد من كلامك أن تفهمنا أنك مستهدف؟
- طبعا، فأنا مستهدف، وإلا لماذا حرموني من حقي في الحصول على الإجازة رغم تجربتي ورغم أن ملفّي مستوفى الشروط، زد على ذلك أنّني قمت بتصوير مئات من الساعات الجاهزة للبث بين أفلام وأشرطة وثائقية وريبورتاجات وأن بعضها لم يعد صالحا بعد أن تجاوزته الأحداث وهي خسائر ظللت أتكبدها على امتداد سنوات.
* هل تعتقد أنك ستنجح في مشروعك لو مكنوك من الإجازة؟
- أنا واثق من إنجاح "تلفزة تونس1" لكونها قد صنعت لنفسها اسما ولتجربتي ولخبرة الفريق العامل وللتوجه العام للقناة، ثم إن الذي ساعد 68 صاحب مشروع على الانتصاب في تونس خلال 15 سنة فقط هو قادر بالتأكيد على إنجاح مشروعه الذي سيشغّل العشرات من حاملي الشهادات العليا وغيرهم، فتونس تعاني من البطالة والسلطات لا تريد التحرك للتقليص من هذه الآفة بدليل حرمانها لأصحاب الخبرة من حقوقهم في الحصول على تراخيص، وما مشروعي المعطّل إلا واحد من الأدلة على صدق ما أقول.
* ختاما... ماذا تقول؟
- أريد تفسرا واحد لما حدث وما يحدث مع شخصي، وأرجو أن تنقشع الغيمة ويمكنوني من حقي في الحصول على إجازة قناة تلفزيونية، فقد تعبت كثيرا ولن أتخلّى عن مشروع "تلفزة تونس1" فأنا لم أفقد الأمل.
حاوره: بلال الحفصي