ضيفي في حوار الصراحة لهذا اليوم دكتور في المجال التربوي، نقابي من سلالة حشاد... حريص على تفعيل حقوق زملائه المربين، ورفع الظلم والحيف عن كل مظلوم ...
ضيفي اليوم هو الدكتور الاسعد دراجي، كاتب عام نقابة الشبيكة للتعليم الاساسي، ادعوكم اعزائي عزيزاتي القراء والقارئات الى متابعة أطوار هذا الحوار
* الدكتور الاسعد الدراجي صباح النور والسرور
- صباح الخير سليم مرحبا بك وبكل قرائك الأفاضل وشكرا على هذه الدعوة لطرح قضايا قطاع التعليم الأساسي العريق الذي يمر بأسوإ فترة في تاريخه على مستوى وضع المدرسة العمومية أو من خلال تدني مكانة المربي ماديا واعتباريا وقانونيا
* أستاذ الاسعد ملفات حارقة على طاولة النقابيين يطرحها الزملاء المربين.. لعل أهمها إلغاء صفة العون الوقتي ؟
- قضايا قطاع التعليم الأساسي العريق الذي يمر بأسوء فترة في تاريخه سواء على مستوى وضع المدرسة العمومية أو من خلال تدني مكانة المربي ماديا واعتباريا وقانونيا، بداية يجب التذكير بأن صفة العون الوقتي الموجودة بقطاع الوظيفة العمومية والتي نظمها الأمر 1936 لسنة 1998 لم تدخل قطاعنا إلا في 2017 ...وقد سحبتها الحكومة آنذاك على نواب التعليم الأساسي امتثالا للصناديق المانحة في تعد صارخ على قانوننا الأساسي الذي لأول مرة يقع تجاوزه في باب الانتداب...ولعل حجم الظلم الذي سلط على نواب التعليم الأساسي خلال فترة تعاقدهم لفترة طويلة استغرقت أعمارهم وطموحاتهم وآمالهم تضاعف من خلال فرض هذه الصفة المهينة المذلة اللقيطة في قطاعنا والتي تستوجب خمس سنوات لاكتساب الحق في الترسيم وهو ما يجمد وضع العون الوقتي مهنيا ويحبطه نفسيا ويحرمه من الحق في المشاركة في المناظرات والترقيات...ويجعله لا ينصرف للإبداع وتجويد الأداء.
* ما هو مصير المنتدبين دفعة 2017 الذين لم يحصلوا على ترقياتهم الطبيعية بسبب تأخر قرارات ترسيمهم؟
- إن تم تمتيع دفعة 2017 من ترسيم استثنائي بموجب الأمر 228 لسنة فإن قرارات الترسيم وردت متأخرة بسنتين مما حرمهم من العدد القاعدي ومن ترقيات المسار العلمي التي نطالب بتمتيعهم بها وبمفعول رجعي...كما أن دفعة 18 لم تصلها إلى الآن قرارات الترسيم استخفاف كبير بحقوق منظورينا سيجعل العودة المقبلة محل قرار بالمقاطعة...فإلى الآن ننتظر تمتيع باقي الدفعات التي وهبت شبابها لفائدة المنظومة التربوية ليعترف بجمالها وذلك بإصدار أمر بنفس شروط الأمر 228 يفضي لترسيمها باحتساب فترة التعاقد في الأقدمية الموجبة للترسيم فضلا عن احتساب فترة التعاقد في التقاعد والترقيات والنقل والمناظرات المهنية بمختلف أنواعها كطريق لإجلاء هذه الصفة اللقيطة من قطاعنا وعلى وزارة التربية تحمل مسؤوليتها و إنصاف منظوريها ضمن مقاربة إصلاح المنظومة التربوية التي تستوجب النهوض بواقع المربي المهني والقانوني.
* لو نتحدث عن مظلمة أ3 .. كيف السبيل إلى رفعها عن المربين ؟
- من أكبر المظالم التي يتعرض لها الأعوان الوقتيون هو الظلم في تصنيف حاملي شهادة الإجازة خارج نظام إمد ضمن الصنف الفرعي أ 3 والحال أن نظراءهم في التعليم الثانوي يصنفون ضمن الصنف أ 2 . كما تمتع ظراؤهم من موظفي التعليم العالي بإعادة تصنيفهم ضمن الصنف أ2 . كما هضم حق الخاملين للشهادات جامعية اقتضت تكوينا بسنتين وسنتين ونصف والحال أنهم ينظرون في التعليم الثانوي باستاذ مساعد صنف أ3 ولعل مرد ذلك تعسف وزارة التربية وتمسكها بقانون تجاوزه الزمن طُبق على خريجي المعاهد العليا لتكوين المعلمين والذي ظلموا بتمكينهم من رتبة معلم أول ضمن الصنف أ3 ومطالبتهم بخمسة وعشرون ساعة عمل أسبوعي والحال أن النظرات في قطاع التعليم الثانوي يطالبون ب 18 ساعة لاغير....لذا وزارة التربية مطالبة برفع هذه المظلمة والاستنقاص لهذا الصنف بإعادة تصنيفهم ضمن الصنف أ 2 لينالوا حقهم على مستوى الأجر وساعات العمل المطابقة لشهادتهم العلمية...ولا داعي لمواصلة سلب الحقوق والتعدي على الحق في اعتماد سلم أجور منصف وعادل بوصلته الشهادة العلمية والجهد البيداغوجي.
* ماهو مصير المعلمين المتعاقدين المصنفين خارج اتفاقية 8 ماي؟
- لقد انبنت اتفاقية الثامن من ماي 2018 على شرط مدة النيابة خمس أشهر ونصف وقد مكنت قسما كبيرا من المربين المتعاقدين الذين قدموا خدمات جليلة للقطاع من الخق في الإدماج. كما فتحت باب التعاقد مع من له مدة نيابة دون المطلوب، وحيث واصلت وزارة التربية التعويل على من لم يتوفر فيه الشرط المذكور في سد الشغورات، وباعتبار استيفاء الشرط المذكور لدى المتعاقدين خارج اتفاق الثامن ماي قبل الانتهاء من تفعيل الاتفاقية أي 2022 فالوزارة مجبرة قانونيا وأخلاقيا على انتدابهم ضمن الدفعة الأخيرة لا سيما وأن لهم من الكفاءة والشهادة العلمية الجامعية ما يكسبهم الحق في الانتداب وما على الحكومة والوزارة إلا الرضوخ لحقهم القانوني والأدبي وانتدابهم ضمن دفعة 22 بعد تحيين قاعدة البيانات وإدراج من هو خارجها سواء القادمين من الثانوي أو الابتدائي والقطع مع الرق التربوي والاستعباد الذي استنزف أعمارهم وطاقاتهم وهمش كفاءاتهم.
* هل وقع البت في ملفات الإعتراض التي قدمها الزملاء المربين؟
- لقد مثل ملف الاعتراضات موضوعا محرم الطرح بوزارة التربية...قبر خلال السنة الدراسية 2019 / 2020, وهو ما حرم المتعاقدين الذين تسربت أخطاء ببطاقة خدماتهم من الانتداب في دفعتهم القانونية ورغم ابت في هذه الاعتراضات بداية السنة لكن للأسف لم تنل القائمة التأشير من رئاسة الحكومة وظلت المظلمة مسلكة عليهم بحرمانهم من الانتداب لذا على وزارة التربية تمكينهم من حقهم في الانتداب بمفعول رجعي لمن تخلف عن دفعته سيما وأن التهاون مرده وزارة التربية كما أن المتضرر متمسك بحقهم ولم يسكت عن المطالبة به.
* دكتور الاسعد الدراجي هل سيقع تلقيح كل المربين قبل العودة المدرسية باعتبارهم في الصف الأول في المعركة ضد الوباء؟
- لا يخفى أن وزارة التربية والحكومة تهميش التعليم العمومي وتسعى إلى التخفيض من كلفته...وهو ما انعكس ذلك على مكانة المربي والمتعلم لديها ...فرغم مطالبة جامعة التعليم الأساسي بتعميم التلقيح على جميع المربين إلا أن وزارة التربية تعتمد سياسة تقتيرية دفع ضريبتها المربي الذي كان في مواجهة الموت بكذبة البرتوكول الصحي وقدم قطاعنا الأبي العريق خيرة المربيات والمربين فداء للمدرسة العمومية من جميع الأعمار في هذا الوباء اللعين نحسبهم عند ربهم شهداء ...كما تضرر التلميذ من سياسة الأفواج وحجم الانقطاع الذي سببه عدم التلقيح... لذا نطالب وزارة التربية بتعميم التلقيح على جيش الطباشير مهما كان العمر أو الحالة الصحية فالوباء لم يستثني أحدااا كما نطالب الوزارة بفك الاكتظاك بالفصول قصد الابتعاد قدر الإمكان عن نظام الأفواج الذي أضر بالتموين العلمي لتلميذ المدارس العمومية...ولا داعي للتذكير بأنه لا عودة مدرسية دون إعادة الاعتبار للمربي على مستوى الحقوق وتأمين التلقيح.
* كلمة حرة
- لم ينس المربون أنهم منذ السنة الفارطة قد ألغوا إضرابا رغم تردي وضعه المادي وتأخرهم في سلم الأجور فالمعلم شرف الأمة بات لا يقدر على تأمين الضروريات الحيوية من ملبس ومسكن ومأكل في ظل ارتفاع صاروخي لكافة المعيشة ونرى أن نظراءه في الشهادة العلمية وسنوات الدراسة ينعمون بأجور تفوقه بمرة ونصف دون الحديث عن المنح...كما لم ينس المربون تلك الطعنة التي تلقوها خلال شهر رمضان من وزارة التربية باقتطاع أيام الإضراب رأى فيه الجميع تشفيا ومرها لهم كن وزارتهم التي تجاوزت الجانب الإنساني بالاقتطاع في الأشهر الحرم وتعدت على الجانب القانوني فاقتطعت دون الاعتماد على قاعدة العمل المنجز...هذه السرعة في الانتقام والاقتطاع لم نر لها مقابلها بالإيفاء بالالتزام والتعهدات المادية والهمنية فتركيا المسار العلمي جمدت في التعليم الأساسي وفُعلت في باقي أسلاك التربية...ومنحة الريف لم تصرف إلى الآن والساعات الإضافية دون نسيان أن النواب وخريجي التربية والتعليم لم ينالوا أجورهم إلى الآن بل وإن دفعة 19 من خريجي التربية والتعليم في عديد المندوبيات إلى الآن لم ينالوا مستحقات السنة الفارطة فهل صارت الحكومة تتحيل على حقوق منظوريها...فعن أي عودة مدرسية نتحدث ومطالب المربين رفضت بأكملها وبقي المربي في قاع سلم الأجور مرتهنا مدينا بائسا تتهده الكورونا وتقصف ربيع عمره...لاعودة دون تلقيح ودون صرف المتخلدات فورا ...ودون الاستجابة لمطالب المربين من نواب وخريجي تربية وتعليم ومعلمين ...على وزارة التربية فتح باب التفاوض لإنقاذ العودة المدرسية وإعادة الاعتبار للمربي ماديا ومهنيا.
لاريب أن أصحاب الشهادات العلمية دفعوا ضريبة الحقبة النوفمبرية بل وفشل سياسة حكوماتنا التي تدعي الثورية فتم انتداب أغلب المنتدبين في سن متأخرة مما يجعلهم مهددين بالنزول إلى وضع مادي بائس وعدم تحت عتبة الفقر باعتبار ضعف جراياتهم لذلك من الواجب التدارك من الآن وتمكينهم من نظام تقاعد تكميلي بشراء مساهمات لا تقل عن عشر سنوات تتحمل ثلاثها الحكومة كجبر ضرر لما لحقهم من بطالة قسرية وفشل في مثواها التنموي دفع ضريبته المربي الذي انتدب في سن متأخرة.
* كلمة الختام
- ختاما أريد أن أشكرك على إتاحة الفرصة إيمانا منك بحجم المظالم الذي يتعرض لها المربون وأريد أن أعلق على رسالة وزير التربية ...الذي توجه بالشكر للمربين معالي ..وذلك يدخل ضمن طائلة من واجب المنعم شكره....لكن هل أعطيتم المربي حقه قبل أن يجف عرقه...بالعكس تناسيتم حقوق المعلمين وتجاهلت مطالبهم وجمدت ترقياتهم ومنحهم... وصمتم وأنتم ترون أوهاتهم...أصابهم الوباء ومسهم الضر والبلاء ...ولم ينل المتعاقدون من النواب وخريجي التربية والتعليم مستحقاتهم والحال أنهم ضعاف الحال عدمها أبسط الضروريات وصاروا يبحثون عن ما يسد الرمق ويحفظ ماء الوجه وينقذ حياة من حط في منزله الوباء اللعين...أتعلمون أن العدل أساس العمران فهل عدلتم فنمتم...هل أوفيت بعهودكم ووعودكم وأعطيت المستحقات إلى أصحابها دفعة 19 من خريجي التربية والتعليم لم ينالوا مستخقات السنة الفارطة أترى هذا علامة رقي في إدارة الشأن التربوي...كيف تنعم بالملايين ومنظوريك ينتظرون مستحقاتهم الحيوية حتى يأسوا...لا نريد شكرااا بطعم الضحك على الذقون نريد وزيرا يقول لمستحقاتنا وحقوقنا المجمدة المسلوبة كن فيكون...العبرة في الأفعال وليس في رسائل الغزل التي لن تنطلي علينا ولن تجدي معنا ولن تنفعنا ولن تقنعنا...