تلعب النخب الجامعية دورها كاملا في تونس على صعيد خدمة قضايا المجتمع وإنارة دروب الفكر أمام أفراده وفي هذا الإطار كان لنا حوار مع الدكتور عبد اللطيف بوعزيزي رئيس جامعة الزيتونة والذي يمثل نموذجا للمثقف الوطني في جديته وإشعاعه وحرصه على التجديد المعرفي في كنف خفة الروح خاصة واننا اليوم في حاجة متأكدة الى تحديد هدف قومي مشترك للجميع نسعى معاً لتحقيقه حيث انه بغياب الهدف الجماعي النبيل وبضعف الرابط القومي والوطني المشترك نشأت عندنا حالة من العبث وعدم الاكتراث واللامبالاة والاستهتار بالقيم كما اضعف غياب مشروع وطني جامع الروابط الاجتماعية بين الناس خصوصا وانه تم إهمال التربية بالوسط العائلي والتي تعدّ المدرسة الاولى في ظلّ السباق المحموم على جمع المال على اعتبار أنه الملاذ والأمن وهو ما أضعف رابطة التراحم بين الناس وولّد في مجتمعنا حالة من الفراغ والسطحية، وفقدان المعنى وغياب الهدف الذي يجتمع حوله أي شعب وعمّق العنف خاصة في ظلّ واقعنا السياسي المتردّي ليظلّ في النهاية غياب الهدف القومي الجامع لدى أكثر فئات الناس سببا رئيسيا في احداث فراغً هائل ،فالحاضر غير مُطَمئِن والمستقبل غامض.
انطلاقا من هذه القراءة الواقعية كان اللقاء مع الأستاذ الدكتور عبد اللطيف البوعزيزي رئيس جامعة الزيتونة منذ انتخابة في نوفمبر 2020 وهي أعرق جامعة في العالم العربي وهو المدير السابق للمعهد العالي للحضارة الإسلامية بتونس وفي رصيده عشرات الكتب والبحوث خاصة في علوم الحديث والسيرة وهو كذلك من أعلام الجامعة التونسية ومفكر تونسي.
في اول سؤال عن دور للجامعي اليوم في تشكيل رؤى ثقافية جديدة مثوّرة للسائد أفادنا ضيفنا أنه "اليوم تقتضي المواءمة بين البيئة الجامعية والحياة المجتمعية من الأستاذ الجامعي إعادة قراءة لمسؤولياته ومراجعة لمدركاته ووعيه الفردي وأيضا لحسه الجماعي بهدف بناء توجهات وأفكار ومعارف تفيد الطالب الحر الذي سينهل منها بحيث تؤسس له وعيا نقديا ورأيا حرّا وخيارا مستقلا ذلك ان تشكيل رؤى ثقافية جديدة يتمّ أساسا عن طريق التخلّص من التناقضات الفكرية الخطيرة وإزالة كل العوائق التي تحول دون الاستفادة من التطورات التكنولوجية ومن مستجدات العصر اذ أنّ البنى الثقافية التقليدية تمثل أحيانا حدودا آسرة وجاذبة نحو كل ما هو قديم ودورنا الجامعي الذي يرتبط باختصاصنا يتمثل في تشكيل ثقافة مشرقة ومؤسسة للفهم الجديد لأصولنا الدينية وقيمنا الكبرى لفهم ديني حضاري يكون منقى من القشريات والتعصّب ومن التعسير والتشدّد ومن مختلف السلبيات".
وفي قراءته للواقع الأكاديمي الراهن من حيث البحث العلمي والآفاق يرى محدثنا "إن البحث العلمي مزدهر في تونس وهذا أمر يمكن الاستدلال عليه سريعا من خلال الكم الهائل والملموس من البحوث النظرية والتطبيقية لكن المشكل الكبير القائم يتمثل في عدم استفادة المؤسسات الاقتصادية وهياكل الدولة من نتائج وحدات البحث والمخابر العلمية أي أنّ الحلقة الضعيفة في واقعنا الأكاديمي تتمثل في الربط بين منظومة البحث من جهة وبين منظومة الإنتاج من جهة أخرى وهذا ما ينبغي على أصحاب القرار السياسي العمل على تجسيره".
وعن الدور الذي تلعبه جامعة الزيتونة في صراع الهويات الذي يشهده عصرنا المعولم قال "بقدر ما نعمل على ترسيخ خصوصيات الشخصية التونسية المعتدلة والمتسامحة والمتفتحة لدى الأجيال الصاعدة في إطار مواجهة العولمة الشرسة التي تسعى إلى التنميط الثقافي للشعوب نسعى إلى تعزيز التفاعلية لديهم مع تحولات عالمنا الراهن وتطوراته عن طريق محاولة إزالة رواسب التخلف وأسباب الانحطاط بما يُسْهم في إعداد الإنسان التونسي المبدع والقادر على التقدم بوطنه".
وعن طبيعة العلاقة بين الهوية والتقدم قال الدكتور عبد اللطيف بوعزيزي"الهوية هي بطاقة تَجْمِيعِيَة لخاصيات كلّ أمّة تتميّز بها عمّن سواها ولا شأن لها بإعاقة سيرورة التَّقدم كما يزعم البعض، فالهوية تنحت الشَّخصية على المستوى الدَّاخلي ولعلّ الدّين واللّغة من مقوّماتها الأساسية ومن ثم لم تعرف البشرية دينا يحضُّ على النُّهوض والرُّقي والسَّعي للمعالي والدَّعوة للتقدُّم مثل الإسلام، أمّا اللّغة فلا يوجد مثال قديم ولا بعيد على دول تقدمت ولا على أمم تميّزت بتخليها عن لغتها وإنّما عقدة احتقار الذّات هي التي أفرزت المفاضلة بين الهوية والتقدّم كخيارين متباينين يقتضي التمسّك بأحدهما إهدار الآخر،فأي شكل من أشكال التّنكر للهوية الثّقافية يعني السّير بخطى حثيثة نحو طمس الذّات،فالشعب الذي لا يكون مترسّخا في هويته الوطنية ينتهي إلى التلاشي والذوبان في الأمم القوية التي يتأثر بها ذلك ان الهوية الوطنية ليس لها من معنى مطابق على صعيد الواقع إلا الحرية والاستقلالية ...ومن أهم أدوار جامعة الزيتونة في هذا الاطار نشر وغرس القيم الوطنية وحفظ خصائص هويتنا الحضارية ومبادئ ديننا الحنيف في سبيل مواجهة مخاطر العولمة والقيم الأجنبية السلبية مع رفضنا للانغلاق وترك الاستفادة من فوائد التقدم والمشاركة في صنعه".
واجابة عن موقف ضيفنا من الطرح الذي أثاره بعض الجامعيين حول خطر تزايد أعداد المساجد في تونس معتبرين ذلك مدخلا للعنف داعين إلى مواجهته ببناء المسارح والمدارس افادنا بالقول"ان المساجد هي مؤثّر نفسي وسلوكي لا يمكن تجاهله في بناء شخصية المسلم فإذا تبوأت المساجد مقامها وأدّت دورها بإجادة وريادة صلحت ممارسات النّاس وانتظمت أحوالهم وعمَّ الخير وشاعت الرّحمة مما يُعلي شأن الدّين ويحقّق عزّة الوطن...ولا ينكر عاقل أنّ المساجد والجوامع كانت دائما مراكز للثقافة العربية والإسلامية الحية، والحمد لله أنّه منذ أيام الإمام سحنون تمّت حماية مساجدنا من أن يجلس فيها للتربية والوعظ والتدريس من يحمل فكرا غاليا أو متطرفا، وذلك نهج يرعى سنده الزيتونيون منذ زمن بعيد ولا علاقة لديننا الإسلامي الحنيف بالإرهاب بل هو دين سلام وتقدم وتعايش سلمي مشترك وما من داع لأن أستدل على مثل هذا القول باستدعاء الكم الهائل من الآيات القرآنية ومن الأحاديث الداعمة له ولا يوجد في الواقع أي رابط بين بناء المساجد وبناء المسارح والمدارس في عصرنا الراهن... المساجد يبنيها أهل المبرات تحت إشراف الدولة وبترخيص منها استجابة لطلبات المتعبّدين في كل منطقة، أمّا بناء المسارح والمدارس فهو أمر موكول للدولة وللمستثمرين الخواص في جانب آخر...وجامعة الزيتونة تساهم في إحياء المساجد واستعادة مكانتها والمحافظة عليها من خلال المعهد العالي للعلوم الإسلامية بالقيروان حيث لا نبخل عليه بما يستلزم لأنّ نظاما تكوينيا راقيا لطلبته سيُعدُّ أئمة خطباء على درجة عالية من الإجادة والإتقان والإلمام والمقدرة على حسن توجيه رواد بيوت الله نحو الفهم الصحيح لأمور دينهم وتقويم دنياهم وسينعكس ذلك آليا على المجتمع صلاحا وفلاحا في كلّ مناحي الحياة إذ مهما جُرّد المسجد من وظائفه فإنه يظلّ محتفظا على الدوام بسلطة الخطاب الدّيني لذلك علينا أن نقدّم خطابا جذّابا يرتقي بروّاد المساجد وقادر على الاحتكاك بمشاغل النّاس والارتباط بواقعهم بحيث تكون المساجد دائما متواكبة مع الجديد وقادرة على الوفاء بما ينتظره المجتمع منها وتبقى للمسارح دورها التثقيفي البارز والمُؤثر في المجتمع تربية وتوجيها وإصلاحا طالما كانت مضامينها هادفة راقية حاملة لرسالة نبيلة هي السمو بالذوق وتهذيبه والارتفاع بالوعي وتوجيهه ...ولعل الموقف من المساجد المشار إليه في السؤال مردّه جهل أصحابه بالدور الحقيقي للمسجد ووظيفته التربوية ودوره الحضاري علاوة على كونه مكان للعبادة والتاريخ خير شاهد على ذلك".
وفي اجابته عن مدى حاجة الجامعة التونسية إلى النخب الملتزمة قال محدثنا"الالتزام اليوم لم يعد إيديولوجيا وإنّما صار نوعا من توظيف الخبرة والتجربة في رفع تحديات العصر وإيجاد الحلول الناجعة لقضايا المجتمع ذلك ان الالتزام المنشود هو أداة الجامعي سواء كان أستاذا أو طالبا في فتح مغاليق الفكر وتحقيق النهوض الحضاري وصياغة الإجابات الذكية للمشكلات التفصيلية للواقعين المحلي والدولي،والنخب مطالبة اليوم وأكثر من أي وقت مضى بكسر الإطار النظري البالي الذي يبرّر الجمود ويحمي ركام الفكر العقيم والسيئ والمنتج لعطالتنا الحضارية والتأسيس لبيئة معرفية وقيمية جديدة تقطع مع الأزمات من خلال بلورة خططها الجديدة للنهوض والانبعاث واستيعاب المحركات الحقيقية للتطور وهذا قدرنا الذي لا مفر منه... قدر بناء مناهج جديدة لمواجهة عجزنا القديم ومشاكلنا المزمنة".
واجابة عن سؤالنا عمّا يراه البعض من ان جامعة الزيتونة وكادرها التعليمي ظلّ حبيس الإطار المدرسي الضيق وأن الثورة لم تغيّر كثيرا في ما رسم للزيتونة منذ سنة 1958 اجابنا محدثنا بالقول"قبل الثورة وبعدها يظل الفكر الزيتوني حرا ومبدعا ومُجدّدا ومتفاعلا مع عصره ومتأصّلا في هويته الدينية العربية الإسلامية وكل ما تغيّر بعد الثورة هو أنّه انكسر الطوق الذي كان يمنع الالتحاق بالزيتونة فارتفع عدد الأساتذة وعدد الطلبة بالشكل الذي يليق بعراقة جامعة الزيتونة وإشعاعها وأتبع ذلك تنوع في الشُعب والاختصاصات العلمية ومواد التدريس وأقبل على الزيتونة طلبة من مختلف القارات وبأعداد معتبرة".
واذ عرف ضيف حوارنا بمناصرته الثابتة للحق الفلسطيني سألناه عن التَّطبيع من زاوية نظره الفكرية؟فقال"إذا كان التطبيع اصطلاحا سياسيا يُفيد معنى إعادة بناء العلاقات بين دولتين وأكثر على أساس أن تصبح علاقات طبيعية تمّ فيها تجاوز الخلافات والنزاعات وحالة القطيعة السابقة فإنه في واقع القضية الفلسطينية يعني تزييف الحقيقة ومجانبة الحقّ فهو محاولة للإيهام أنّ ما ليس طبيعيا أصبح طبيعيا وهذا منطق لا يستقيم ولن تخترق روح التطبيع من امتلأت نفوسهم بالإيمان بالحقّ الذين لا يرضون بالعار وثقافة الانهزامية، فلا يعقل أن ندّعي أن ما جُبل على التَّضاد صار محلّا للتَّماهي والانسجام و أنّى لأصحاب الضمائر الحية في العالم قبول مشاهدة كيان غاشم يُبيد شعبا مسالما فيهدم منازلهم ويجرف أراضيهم ويجليهم من أحيائهم؟ ألا يخالف ذلك كل اتفاقيات ومواثيق حقوق الإنسان على مرأى ومسمع من العالم المتقدم الذي يتبنى تلك القيم وينتصر لها ويعاقب أنظمة بل ويُسقط أخرى انتصارا لها أي لحقوق الإنسان في شموليتها وكونيتها؟...إن التطبيع بالمفهوم المسوّق له اليوم هو مساهمة في إبادة الشعب الفلسطيني وتكريس للتمييز العنصري ونشر للكراهية الدينية، فهو نصرة وشدّ ودعم لمن تلطخت أياديهم بالدم الفلسطيني لذلك نحن نؤمن أن رفض التطبيع هو أداة للتشهير بالجرائم والاعتداءات الصهيونية على إخواننا في فلسطين وهو طريق لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة لتكون فيها فلسطين مستقلة وشعبها حر وعاصمته القدس الشريف".
وعن دور جامعة الزيتونة في مواجهة دعوات التطبيع وما مدى إسهامها في ثقافة الممانعة الحضارية في برامجها وندواتها؟ أفادنا محاورنا بالقول"لا يخفى عليكم أنّ الزّيتونة مؤسّسة أكاديمية لكن لها أيضا رسالة حضارية تتوارثها وهي الحفاظ على الهوية العربية الإسلامية والدفاع عن مقدساتنا الشريفة وحرماتها وفي مقدمتها مسرى رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم أرض القدس والمسجد الأقصى فهي تعيش قضايا عصرها ولا تنفصل عن محيطها وتتفاعل مع قضاياه المحلية والإقليمية والدولية من خلال موقعها العلمي ورمزيتها الاعتبارية في العالم الإسلامي برمّته ومن ثمّ كانت ندواتها العلمية وأنشطتها الفكرية مغذّية لروح الممانعة الحضارية ورافضة للاستهانة بالثوابت الإسلامية ومحذّرة من مغبّة تدنيس المقدّسات والتفريط في مقومات الكرامة والرّضا بالمهانة التي من أبشع أشكالها التَّطبيع علنا أو الهرولة إليه خلف الكواليس ولعلّ سرعة تعاطي المؤسّسة بنخبها الأكاديمية وكتلتها الطلابية مع الأحداث الأخيرة كشفت للمتابعين أنّ الزّيتونة كيان ينبض إسلاما وعروبة ونصرة لقضايا العدل".
واضاف بالقول"خلال الاعتداءات الصهيونية الأخيرة التي طالت المسجد الأقصى ومتساكني حي الشيخ جرّاح بالبلدة القديمة بمدينة القدس وما أعقبها من عدوان همجي على مدينة غزّة لم تتأخّر جامعة الزيتونة واطارها التدريسي عن التعبير عن تضامنها التام مع الفلسطينيين وإدانتها للعدوان على المقدّسات، فقد نظّمت جامعة الزيتونة التونسية يوما تضامنّيا حضره السفير الفلسطيني بتونس كما ان كل التظاهرات والتعبيرات والمواقف المناصرة للحق الفلسطيني تُعد تحرّكات مهمّة على درب المقاومة والتصدي للظلم الإسرائيلي ولمن يتواطأ معه ويغطي عليه من القوى العظمى في العالم وينضاف إلى ذلك تعميق الوعي بالقضية الفلسطينية عن طريق البحث العلمي من خلال إنجاز رسائل ماجستير واطروحات دكتوراه في الغرض برحاب معاهد جامعة الزيتونة،فنحن جامعة للتعليم العالي ولا شك في أن خريجيها ممن تبوؤوا المناصب الرفيعة في الدولة وفي المنظمات الوطنية والدولية وحتى في الحياة السياسية والحزبية قد كانت لهم مواقف تعبر عن مبدئية الزيتونة في نصرة الحق الفلسطيني المسلوب".
وعن مدى قدرة المقاومة على آداء دورها في إعادة بناء الوعي قال محدثنا"المقاومة هي استعصاء على الاستسلام.. هي مُمانعة واعية.. هي التي تحفظ للوعي الجمعي ثوابته ومقدّساته وتضخّ الدّماء المتدفّقة في قضيّته وتجعله يأبى النّسيان فهي تبني الفكرة الهادفة لتحرير الوعي من مكبّلات الخنوع والمهانة وتحرير الأرض من براثن الصّهاينة، فالمقاومة فكرة وآلية وقدر في آن واحد.. إنها في تقديري درجة وعي متقدّمة.. ".
في خاتمة هذا الحوار تطرقنا الى جهود جامعة الزيتونة في تعرية الظاهرة الإرهابية التي تلبّست بالظاهرة الدينية وطقوسها وكان سؤالنا حول سبل رفع الالتباس المسوق في عمليّة الرّبط بين الطقوس الدينية والظاهرة الدينية بصفة عامة وبين الإرهاب المعولم ليفيدنا محدثنا قائلا"أريد في البدء التأكيد أنّ العنف الفردي والمجتمعي هو ظاهرة عالمية مرتبطة بالبشرية منذ القديم وقد يمتد العنف إلى مجال التدين فيُرتكب باسم الدين وإن كان الدين مبرأ منه،من هنا برز الحديث عن العنف المقدس أو المقدس العنيف ولا ريب في أنّ الفصل بين الدين والتدين كان طرحا وجيها باعتبار أنّ تطبيق الدين يختلف باختلاف الأفراد والمجتمعات والفئات على صعيد الإيمان والفهم والممارسات ذلك ان السلوكيات الدينية للأفراد تبقى رهينة فهمهم لنصوصهم الدينية وتوظيفها في واقعهم اليومي و من هنا كان لا بد من تثمين الوظائف الاجتماعية التي يؤديها الدين للمجتمع والأفراد ولو في عصر الثورات التكنولوجية غير أنّه في ظل نظام العولمة تتحرّك أحيانا بعض الدوائر السياسية واللوبيات النافذة في العالم من أجل تشويه بعض الديانات ذات القدرة على التمدد الجغرافي الواسع والسريع من قبيل الإسلام وبهذا يتمّ ربط الإسلام مثلا بالإرهاب من خلال عمليات غسل الأدمغة وتكوين تنظيمات لا تمت أطروحاتها للإسلام الحقيقي بأي صلة وتعمل الزيتونة منذ القديم وإلى اليوم والغد على مقاومة الفكر المتطرف والفهم المتعصب للدين عبر فهمها المقاصدي للإسلام وعن طريق تفسيرها الوسطي للقرآن والسنّة في ضوء ارتباطها بعالم المدينة المنورة وفهمه القويم الموروث عن كبار الصحابة رضوان الله عليهم وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم".