ضيفي في حوار الصراحة لهذا اليوم فنان تونسي محبوب، له شعبية كبيرة في وقت ما... كانت بداياته مع المقدم التلفزي الكبير المرحوم نجيب الخطاب، حيث شغل الجماهير وترك افضل الانطباعات بفضل صوته الشجي وانتاجاته المتميزة.
تتالت نجاحاته الفنية لسنوات، اختار في مرحلة ما نمطا فنيا آخر، و ظن الجميع انه اعتزل الفن وغادر الساحة... و لكن عاد من جديد... ووضح ما يجب توضيحه... وهذا ما جاء في تصريحه ...
ضيفي في حوار اليوم هو الفنان المتألق حسين العفريت، ادعوكم أعزائي عزيزاتي القراء والقارئات الى متابعة أطوار هذا الحوار ...
* الفنان حسين العفريت مساء النور و السرور
- مساء النور سليم، مرحبا بك و بكل قرائك الأفاضل و شكرا على هذه الدعوة ...
* الفنان حسين العفريت، يقودنا الحنين إلى البدايات... حيث كان اول ظهور... لنتحدث عن بداية تجربتك الفنية؟
- مسيرتي الفنية انطلقت تقريبا في نهاية سنة 1994 مع المرحوم نجيب الخطاب وفيها محطات بارزة، فيها الكثير من النجاحات و ربما فيها أيضا بعض الأرتدادات أو الفشل الذي أحاول ان استوعب منه الدروس واقف على الأخطاء واحاول إصلاحها...
ولا بد ان اقوم دائما بوقفة تأمل يمكن أن اربطها بمدة زمنية مثلا كل عشرية لتقييم تجربتي الفنية.
انا شخصيا لا أخيّر اي عمل فني قمت به على حساب عمل آخر.. لانني أعتبر كل عمل جزء مني مثل "اولادي" تعبت و سهرت كثيرا لإعداده.
لكن يبقى العمل الأول يشبه المولود الأول... الذي يكون له شأن خاص و وقع خاص.
بداياتي كانت مع الناصر صمود والمنصف البلدي، اكيد كان عنده وقع خاص مع اغنية "قلبي يوجع في" و "آش جرالي" ...
حيث مثلت هذه الاغاني الانطلاقة الجماهيرية لحسين العفريت، ثم تتالت الأعمال و لله الحمد والتي لا يمكن الحديث عنها أو حصرها في حيز زمني قصير... لكن رغم هذه المسيرة الناجحة يبقى هناك دائما تقصير، لانني أقارن نفسي دائما بعديد الفنانين الذين تجاوزوني بأشواط كثيرة على مستوى الإنتاج و على مستوى الإشعاع ولكن عموما انا راض على ما قدمته واطمح دائما الى ماهو افضل في رسالتي الفنية.
ثم تتالت الاغاني الناجحة مثل "عندكشي الصبر" و "يزي من الحب" و "زعمة نخبي"
ثم جاءت مرحلة 2012 وهي مرحلة التوجه للغناء ذو الطابع الصوفي، هذه النوعية من الاغاني تخاطب الروح والوجدان ولها عدة تسميات.
وهو إختيار مني طبعا، ويمكن تسميته باللغة العامية "السلامية" أو "الحضرة " و هو تغني بالمولى سبحانه و تعالى ومدح للنبي المصطفى عليه الصلاة و السلام ومدح للأولياء الصالحين في حدود المعقول طبعا... وقد ظن الكثيرون انني اعتزلت الفن !... ولكن في الحقيقة انا لم اعتزل و لن اعتزل الفن ان مد الله في أنفاسي... وان شاء الله ساحدد الوقت الذي اعتزل فيه الساحة وانهي مسيرتي الفنية كما يقول المثل الفرنسي "En beauté "، لان هناك عدة تجارب فنية على المستوى العربي لم تنته نهاية جميلة ولم تترك صورة ناصعة... وربي يقدرنا و يعطينا الصحة و العافية
* الفنان حسين العفريت لو نغوص في هذا النمط الغنائي الروحاني ماذا تقول عنه ؟
- هذا النمط الغنائي الذي اخترته هو نمط راقي جدا فليس أفضل من أن تتغنى بالمولى عز و جل أو تمدح النبي المصطفى وتتغنى بالاولياء الصالحين ويجب أن تختار الكلمات المناسبة لذلك.
هو نمط فني شاسع جدا، انا تغنيت فيه بالأم من كلمات الفنان القدير لطفي بوشناق في اغنية مطلعها؛ "امك رضاها جنة وشوف الوصية الواردة في السنة"، والدكتور مازن الشريف وتوزيع محمد القريني.. كما تغنيت بالوطن في اغنية يقول مطلعها : "بحق رب الكون، وحق ياسين و نون، والأرض والسماء لن نغمض الجفون، بدمائنا نصون و نحمي عرضنا".
كذلك تغنيت باليتيم في اغنية مطلعها يقول:
لا تقل إني اليتيم... رسولنا كان يتيما...
ومن يبكيك يبكي عمر و يندم ندما عظيما ..."
تغنيت بالسماح بين الأديان... عديد المواضيع التي لها علاقة بالدين... لان الدين ليس صلاة وصيام وزكاة و حج فقط... الدين هو حياة... الدين هو أخلاق و رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم قال: جئت لأتمم مكارم الأخلاق...
وانخرطت فيه حتى على مستوى الصورة؛ فأنا أسعى دائما الى تقديم صورة راقية، واعمل على تحسين مضمون العمل الفني و كذلك على صورة بلادنا... لاني في أعمالي قمت بالتصوير في عدة أماكن جميلة جدا في تونس اكرمنا المولى بها، والحمد لله التجربة متواصلة ....
* الفنان حسين العفريت لو نقارن بين التجربتبن، أيهما الأفضل بالنسبة لك ؟
- ليس هناك أفضلية بين التجربتين يا سليم، كل فترة زمنية فنية لها خصوصياتها، فليست البدايات عندما كان حسين العفريت شابا مثل حسين العفريت المتزوج.. أو الأب... أو المربي... يعني لكل فترة جزئياتها ومميزاتها... هناك مسؤولية وربي يقدرنا لنفيد جيل كامل ...
لان التجربة الأولى هي التي بنت تجربة حسين العفريت وجعلت له شعبية سواء في تونس أو خارجها من أهمها مسرح بابل في العراق وقلعة صلاح الدين في مصر، في تونس من أهمها مسرح قرطاج في 2012
* لو نتحدث عن جديدك الفني حسين؟
- الجديد بالنسبة لي عملين فنيين ان شاء الله سيقع تصويرهما في قادم الأيام، الأول يتغنى باليتيم و الثاني يتغنى بالام و الأب في نفس الوقت ولكن من منظور "عقوق الوالدين" اللهم لا تجعلنا منهم... مطلعها يقول:
إثنان عاشا لتحيى انت عمرا سعيدا كما حلمت
فأين أنت في الكبر؟
حين قسى حكم القدر؟
وهو المصير لنا جميعا مادام نصيبا في العمر
للشاعر الطاهر ساسي ألحان سليم عبد الله توزيع محمد قريتلي
* كلمة حرة
- سعدت بها اللقاء يا سليم، وان شاء الله يكون همزة وصل بيني وبين القراء الأفاضل في تونس وخارجها وان شاءالله ربي يقدرني لاترك دائما البصمة الطيبة، والذكرى الجميلة.
* كلمة الختام يا فنان
- شكرا لك سليم على هذه المصافحة، وشكرا لجريدتكم توانسة التي تهتم بالفنان التونسي وان شاء الله تكون إجاباتي شافية و كافية، ومن خلال جريدتكم نتوجه بالدعاء الخالص من أعماق قلوبنا، للفنانة فايزة المحرصي ربي يشفيها و يعافيها، وتعود لنا في صحة جيدة وعافية يا رب، الفنانة فايزة المحرصي لها محبة خالصة سواء مني او من بقية الفنانين... فايزة محبوبة لدى الجميع لطيبتها و إنسانيتها... ربي يشفيها.