مرحبا بكم في حديث صحفي نادر، حاولنا الغوص في شخصية الاعلامية و المنشطة التلفزية البارزة مريم بن حسين و في جوانب مخفية من شخصيتها في حوار يسافر معها لعالمها و ابينا النبش في هويتها باتم معنى كلمة الهوية و ابعادها الواسعة ثقافيا و مهنيا و فكريا و غصنا بين اعماق السين و اصداء الجيم في كل تفاصيل حكايتها مع عالم صاحبة الجلالة و مع الفن و الحب و المراة و التلفزة و القصيدة و الكلمة وصولا الى الموت و المتعة و الكوابيس و نظرتها للحياة و مازال الحديث ذو شجون و كاننا لم نتكلم قط رغم اننا تحدثنا كثيرا فاذا كان الحوار شيقا فان طريقة ضيفتنا مريم متفردة و مختلفة و مغايرة و صريحة و ذات طابع مميز لا يشابه الا نفسه الى درجة العذرية و الطرافة و الابداع و ذلك منتهى رقيه و نضجه. و كانت مريم بن حسين مجتهدة في فن الاجابة و كانها تجتهد في تقديم حصة تلفزية انيقة من حصصها و هي التي تجمع بين التمرس و الخبرة و الاطلالة الصبوحة كنهر من انهار التشيك او جدول يفيض ...
مع مريم بن حسين هذا عالمها هذه نظرتها هذه فلسفتها تلك المراة التي اختارت رسم طريق حقيقي غير مزيف فصمد كل شيئ في مسيرتها حتى اثار خطواتها في عالم الابداع لم تاتي محض صدفة بل مخاض اختيارات دقيقة و تصور ياتي بعمق.
لا يمكن ان اختصر تونس في قصيدة او في كلمة او في اغنية لان حبها اكبر.
استفيق على درويش و قباني كل يوم و اعشق الشعر حد النخاع.
ليس كل من يظهر في التلفزة هو منشط و لا اصنف هؤلاء في خانة المنشطات.
ارفض الظهور كضيفة في برامج لا تضيف لي.
المراة و الرجل كلاهما غامض بالنسبة للاخر.
لم اكن يوما متكبرة لاتواضع و الملان لا يتكبر.
هذه نظرتي للحب و الجمال و هذا اخطر كابوس تعرضت له.
1/ حققت سهرة رأس السنة التي نشطتيها نجاحا ساحقا وأعادتك للأضواء في مجال المنوعات الفنية لماذا لم تتواصل السهرات الفنية من هذا النوع في قناة نسمة الجديدة؟
- فعلا كانت سهرة لمست فيها مدى شوق الجمهور لرؤيتي في المنوعات الكبرى.. فمنذ "عندي ما نغنيلك" بقي الجمهور المتابع ينتظر عودتي في منوعة غنائية ضخمة وحضيت هذه السهرة بمتابعة محترمة جدا وتعليقات إيجابية.
أما عن السهرات الكبرى فهي تحتاج لميزانية خاصة ترصد لها ..
قدمت سهرة رأس السنة في وقت قياسي فقناة نسمة لم يكن لها وقت طويل منذ عودتها للبث ..
في المقابل أنا ملتزمة بإعداد وتقديم برنامجي ريحة البلاد في موسمه الثالث وعلي مواصلة الاعداد لريحة البلاد الذي يأخذ حيزا كبيرا من الوقت في إعداده والتنسيق لزيارة الأماكن وبقية التفاصيل الأخرى ..
لدي فكرة أخرى قدمتها لنسمة وندرس جديا إمكانية إعدادها للموسم القادم ..
2/ بعد نجاح هذه السهرة الا تفكرين في العودة لتولك شو فني و انت التي نشطت برنامج تاراتاتا؟
- لا أدري .. الفكرة تخامرني من حين لآخر .. لكن بما أني لم أكمل بعد محتوى ريحة البلاد الذي أسعى فيه لتوثيق التراث المادي واللامادي.. فمازالت عديد الأماكن والجهات علي إكمالها لأكون بذلك قد أكملت جل الخريطة التونسية.. وهذا ما يجعلني أتروى في القيام ببرنامج آخر إلى حد الآن.. محتوى ريحة البلاد مشروع ثقافي تاريخي أقوم به بجدية وبعناية وأريده أن يكون كتابا ووثيقة نعود إليها كلما آحتجنا لمعلومات عن تونس.
3/ برنامجك يعرف بتونس، لو كانت تونس كلمة او اغنية او قصيدة ماذا تختارين ؟
- تونس لا يمكن أن أختصرها بكلمة ولا بأغنية أو قصيدة ..
تونس حضارات متعاقبة وإرث كبير وآنفتاح ديني في قديم الزمان، وجمال السهول والهضاب والكثبان الرملية والنسيم العليل الخ ..
يحضرني هذا الكلام :
"أعيش صبابة وأموت شوقا
وليس إلى التي أهوى سبيل .. "
4/ انت آمرأة جميلة جدا وهذه قيمة ثابتة... هل الجمال كاف للمنشطة ام ان سر اشعاعك هو حسن اختيارك للماكياج واللباس والملابس في ظل سوء ذوق اخريات؟
- جمال الملامح إذا لا يدعم بالفكر والثقافة والكاريزما لن يؤثر أبدًا .. فالذكاء واللباقة والإكتساب اليومي للثقافة والمعرفة يجعلنا ذو قيمة عند أنفسنا و عند الناس وخصوصا عندما يكون الواحد منا منشطا أو منشطة.. فهذا يجب أن يكون مضاعفا، شخصيا حرصت ولازلت على كل ذلك.. وعلى أن أكون على طبيعتي بمسحة من الرقي ..
5/ الا تفكرين في العودة لعالمك عالم القصائد والشعر وبما أنك رومنسية هل مطلوب من شريك حياتك ان يكون شاعرا؟
- هههه... مطلوب جدا، رجلا شاعر بمعنى أنه يعرف آنتقاء الكلمات والتعبير مما يجعله قريبا من القلب وقادر على لمس الحواس.. تسألني أيضا عن العودة لعالم الشعر، لم أغب أبدًا عنه.. أستفيق في غالب الأوقات على قصائد بصوت محمود درويش على يوتيوب وأنغمس في قراءة نزار قباني والكثير من الشعر، الشعر منفذ جميل في يومياتي لا أتنازل عليه.
6/ هناك منشطات من "زميلاتك" يعتمدن على اسلوب فيه تفاهة وانحطاط ومستوى هابط.. هل يعد ذلك اساءة لك كاعلامية ام انها مدرسة تحترمينها؟
- مدرسة!!! لا أصنف هؤلاء أبدًا في خانة المنشطات .. لا أعرف عن من تتحدث .. لكن ليس كل من ظهر في التلفزيون يقال عنه منشط ..أن تكون منشطا يجب أن تكون لديك إما تكوينا أكاديميا أوخبرة وفكرة ومعرفة ودراية بأساليب الحوار وآحترام للنفس وبما يقال فتعرف كيف تدخل البيوت الخ ..
7/ لم نراك كضيفة الا مع فرح بن رجب في تحت السور هل هو اختيار ذكي منك قلة الظهور ؟
- نعم مقلة في ظهوري .. وهذا إختيار مني.. لا يعنيني أن أكون ضيفة ولا يضيف لي شيئا .. إما أن أكون في حوار مميز يخرج مني الكثير من الأشياء وأستمتع فيه وإما فلا ..
8/ و انت في العشرين تستطيع ان تحب و انت في الثمانين تستطيع ان تحب هناك فرصة دائمة لاشتعال البرق - مقولة لمفكر فرنسي هل تؤمنين بها ؟
- أؤمن بشدة أن الحب هو المحرك لكل شىء، ومن المهد إلى اللحد .. قطعا أؤمن بها وأثمنها..
9/ هل تنوين العودة لعالم التمثيل خاصة ان مؤهلاتك مميزة و لماذا هذا الاختفاء ؟
- ليس اختفاء.. أولا ليس هناك أعمال كثيرة مع الأسف، ثانيا المخرج هو الذي يختار لعمله طاقمه والممثلين .. ثالثا: الأعمال التي مرت لم أكن أرى نفسي في أي دور فيها .. وبالتالي حين تأتي الفرصة السانحة والتي ستضيف لي سأكون حتما متواجدة ..
10 / ما هي افضل هدية يمكن ان تتلقاها مريومة و تفرح بها ؟
- لازلت رومانسية... أفرح بأشياء قد تبدو صغيرة في نظر البعض إنما تعنيني بشدة... طريقة التفكير في الهدية وطريقة تقديمها هو أكثر ما يسعدني.. والهدية أيضا هي من قيمة من يقدمها؛ في المقابل أحب كثيرا تقديم الهدايا..
11/ هل يعجبك ان يقال لك أنت آمرأة جذابة جدا و هل لا تشبعين من الغزل والكلام الجميل لتثبتي انوثتك؟
- الإطراء أمر محمود، يضفي على كل إنسان شيئا من السعادة .. لا أحد يشبع من الكلام الجميل طبعا رجلا كان أو إمرأة ، شخصيا لا أحب الكلام المكرر دون معنى أو الكلام جزافا، إنما تسعدني la reconnaissance على أشياء جيدة وأعمال أقوم بها أكثر من الغزل الذي يهم الشكل.. وعن الأنوثة والرجولة كلنا نملكها بدرجات متفاوتة ولا تحتاج إلى إثبات.."عندك ولا ما عندكش.."، تنبع من الذات وتتجسد في كل المعاملات..
الخالق قسم الأنوثة والذكورة في كل الذوات.. والظرف والذكاء العاطفي هو الذي يخرجها -في وقتها - عند كل شخص ..
12/ هل يمكن ان نفهم شخصية المرأة و تقلباتها، هل هي حقا كائن غامض؟
- الغموض أيضا شىء جيد .. أحبذه في كلى الطرفين.. منذ خلقت الإنسانية والرجل غامض لدى المرأة والمرأة غامضة كذلك في نظر الرجل .. الغموض يضفي هالة على كل إنسان.. لا أحب الشخص الذي يقول كل شىء ويكون ثرثارا، بعض الرصانة والحدود جزء من الذكاء وحسن التصرف ومن طريقة العيش "La façon d’être"
13/ ماهو الحب بالنسبة لك وما أخطر ما يهدده ؟
- كلمة "حب" هي كلمة عامة تستعمل في الأغاني والقصائد والكتب، أؤمن بالشغف وبالعشق وبالشوق وبالإشتياق ويتمازج الأرواح la fusion وبالإحترام والمودة وحسن المعاملة وما يهدد كل ذلك هو الروتين و الخيانة والكذب، كذلك عندما تكون طاقة الطرفين غير متوازية..
14/ هل تخشين الموت؟ و كيف تتغلبين على الخوف منه ؟
- فعلا أخشى كثيرا الموت، يمكن هو أكثر ما أخشاه في الحياة الدنيا، خصوصا فقدان الاحبة وذي القربى.. فترة الكوفيد أثرت فيا كثيرا .. غيرتني كليا وصرت شخصا آخر، هذا الخوف هو شعور رهيب .. خانق .. يقتل فينا كل شىء جميل أعاني منه ولم أصل إلى حد الآن لفكرة ولإحساس التغلب عليه ..
وأعترف أني أحاول التداوي من الوسواس القهري في هذا الموضوع بالذات ..
و لازلت لم أنجح إلى حد الآن في ذلك.
15/ هل حين ستكبر مريومة ستكون اكثر تواضعا ام هي وردة لن ينتهي رحيقها ونرجسيتها؟
- التواضع كلمة فضفاضة.. لم أكن يوما متكبرة لأتواضع .. الملآن لا يتكبر وأنا ملآنة بكثير من المشاعر والثقافات والمبادئ و الطاقات الجميلة والقيم الإنسانية العميقة .. وأحب الناس وأحب التواصل وأقدر قيمة الأشياء و أحترم المعاملات..هناك فرق كبير بين فرض الإحترام والشموخ أو الإكبار وبين التكبر، أعتقد أن أحد أسباب نجاح برنامجي "ريحة البلاد" هو حسن التواصل مع الناس و تقديرهم.
أحب الإنسان والحيوان وأثمن الطبيعة والبيئة.. لست لديها رحيق .. لأن الوردة تذبل ولها عمر معين ..
أحاول دائما تطوير نفسي أصلح منها بمجرد ملاحظة أخطاء الناس التي لا تعجبني فأحاول أن لا أقوم بها ..
أهتم كثيرا بالمطالعات وبالكتابة وبخلوات روحية غيرت من نمط حياتي.. تسعدني أشياء جديدة ويجب أن نستمر وأن يتصاعد نسق تطورنا وإنجازاتنا هذه قناعتي وأتمنى أن تعمم على الجميع .. وهذا لا يتوفر إلا بالوعي ..
16/ لو طلب منك يوما تغيير حدث في حياتك ما الحدث الذي تغيرين؟
- لا يمكنني الإجابة عن هذا السؤال ؛
لو يعود الزمان أغير أشياء كثيرة حتما .. ولكن لن يعود الزمان .. لذا فإني عملت على تجاوز هذا الموضوع بالذات..
17/ هل الرجل الذي يملأ عينك موجود في الخيال اكثر من الواقع؟
- ربما مثلما قلت موجود في الخيال أكثر من الواقع... يقول سي لطفي بوشناق نخترعك في خيالي وبيك نعيش .. وإلا لكنت مرتبطة حاليا ..
18/ ما هو أخطر كابوس تعرضت له؟
- كوابيس كثيرة ..
مابقي في ذاكرتي :
* هجمة نمور
* سقوط من جبل عال
* نسر كبير أراد إختطافي ..
وكوابيس أخرى
19/ هل تزعجك كلمة لا تعجبني مريم يعجبني فقط جسدها الفاتن ؟
- تفطنت مبكرا أن هذه الكلمة لا تروق لي... فطورت من نفسي ومن فكري ومن طريقة حياتي ومن مطالعاتي ومن الناس التي أسمح لها بمخالطتي وبالتالي لا يمكن أن أتعرض لهذا الكلام ..
ثم من يعرفني عن قرب لا يمكن أن يفكر حتى مجرد التفكير في هذا ..
مريم بن حسين مجموعة إنسان ..
20/ ماهو أخطر تصريح حب ندمتي عليه ؟
- هههه.. ندمت ندمت .. حين تقول لشخص أنه الحياة مثلا .. لا أحد كذلك ..
21/ و مالذي يقتل الحب؟
- الإهمال والكذب ونقص التواصل Le manque de communication.. شىء يقتل الحب، ثم هو إختيار، نحن نختار أن يموت الحب أو يبقى بين طرفين، نحن من نقتل الحب فينا ومع الآخر ..
وموت الحب هو قدر أيضا .. حين لايستمر تبادل الطاقة يقف كل شىء.. وتكون النهاية
أمر طبيعي أيضا أن ينتهي الحب ..ويأتي حب آخر ..
22/ ماذا لو أهدى لك رجل صندوق ظننتيه مصوغ من الذهب ثم تفتحينه فتجدينه ورود و قصائد شعر هل هي صدمة ام فرحة ؟
- أملك الكثير من الرومانسية كما قلت تجعلني أفرح بالورد وبالقصائد لكن الحقيقة أفرح بالطريقة أكثر وأفرح بالأسلوب أحب الرجل الذي يجيد التصرف ويقيس الأمور ..