ضيفي في حوار الصراحة لهذا اليوم رجل تعليم و نقابي ، هو كاتب عام النقابة الاساسية للتعليم الاساسي بسليمان و كذلك عضو الفرع الجامعي للتعليم الاساسي بنابل ، اخترت أن يكون ضيفي هذا المساء للحديث عن أهم ملفات القطاع التربوي في ظل تفشي ظاهرة العنف المادي و المعنوي على المربين ...ضيفي اليوم هو الصديق سامي قيبة.. ادعوكم أعزائي القراء والقارئات إلى متابعة أطوار هذا الحوار...
* الأستاذ سامي قيبة... مساء النور و السرور...
- مساء النور سليم، كيف حالك صديقي؟ الحمد لله بخير صديقي...
* أستاذ سامي ونحن نتحدث عن الإضراب العام الناجح بنسب عالية جدا في كل الولايات رغم تشتت رأي المنظمة النقابية... كيف تعلق على ذلك ؟
- أمر بديهي أن يكون ناجحا، لأن أسبابه ومطالبه تجمع كل المربين باعتبارهم مهددين بالاعتداء وهم يدينون العنف ويطالبون بقطع دابره من مؤسساتنا التربوية وذلك بتجريم الاعتداء على العاملين بها وكذلك بتحسين ظروف العمل بها بما يضمن التصدي لهذه الظواهر. أما عن تشتت رأي المنظمة، فلا وجود لتشتت...! الاتحاد خيمة جامعة... فلسنا اتحاد نقابات بل وحدة صماء وما يبدو على أنه تشتت هو في الحقيقة تباين في وجهات النظر لم يعالج في أطره.
والاطر كفيلة بتجاوز ما حدث في اطار المنظمة وعبر الياتها...
* ماذا بعد الإضراب الناجح؟ هل سينقطع العنف من الفضاء التربوي؟ وهل ستعود الهيبة للمؤسسة العمومية؟ وهل ستحفظ كرامة المربي وسلامته؟!
- مسألة العنف، ليست بالهينة لن تتبخر من مدارسنا ومعاهدنا بين عشية وضحاها... وذلك لتعدد أسبابها منها ما يتعلق بمكانة المدرسة التي تقهقرت بفعل فاعل! فالسلطة منذ عقود عملت على ضرب المدرسة العمومية وتفقيرها... فمدارسنا اليوم تفتقر الى ابسط متطلبات التمدرس الجيد. (نقص في الاطار العامل بها من عملة تنظيف وحراسة الى القيمين والمدرسين... نقص في وسائل العمل... تردي البنية التحتية للمؤسسات التربوية...) ومن اسباب استفحال العنف أيضا غياب فلسفة واضحة للتربية. فمدرستنا لم تعد تطرح على نفسها سؤال "أي مواطن نريد؟" أيضا تدني الوضعية الاجتماعية للمربين ساهم في استهداف فئة المدرسين فتقهقر مكانتهم الاجتماعية الراجع لتدني مقدرتهم الشرائية جعل التجرؤ عليهم أمرا هينا...
لذلك لحفظ كرامة المربي واسترجاع هيبة المؤسسة التربوية وجب معالجة مختلف الجوانب المتسببة في هذه الوضعية ولا يكون ذلك الا بتحسين مدارسنا ومعاهدنا على مستوى البنية التحتية...
يجب التفكير في إصلاح تربوي حقيقي، كما أن القضاء على هذه الظاهرة يستوجب تحسين المقدرة الشرائية للمربين...
* أستاذ سامي قيبة هناك ملفات مهمة وعاجلة ترهق المربين منذ سنوات وتشتت مجهوداتهم في كل مدارس الجمهورية وهي انتدابهم صفة "العون الوقتي" وعدم ترسيمهم وهم المنتدبين دفعة 18 و19 و20 و21، متى سيقع سحب هذه الصفة المسقطة على القطاع و اللادستورية والسالبة للحقوق المهنية؟
- كل هذه المطالب التي طرحتها يمكن تلخيصها في نقطة مضمنة في اللائحة المهنية القطاعية وهي "الغاء صفة العون الوقتي" وعدم الحسم فيها يعود إلى عدم وجود تفاوض حول اللائحة لسببين اولهما: تملص سلطة الاشراف من التفاوض وتنكرها للاتفاقات السابقة وثانيهما عدم وجود طرف حكومي في الفترة السابقة... اما الان وقد شكلت الحكومة فوجب فرض التفاوض وحسم كل الملفات العالقة... رفع هذه المظلمة واجب ولا ندخر جهدا في الدفاع عن هذه الفئة المظلومة...
* أستاذ سامي قيبة، لقد وقع تصنيف المعلمين والمعلمات المنتدبين أ3 وهم يدرسون 25 ساعة أسبوعيا ويتقاضون أجرا أقل من نظرائهم... ألم يحن الوقت لرفع هذا الحيف والظلم المسلط عليهم؟
- كذلك هذا مطلب من مطالب القطاع وورد في اللائحة المهنية المنبثقة عن الهيئة الادارية المنعقدة يومي 2 و 3 مارس 2021، اذ تضمنت اللائحة مطلب تنظيم انتقال حاملي الاجازة خارج نظام امد الى المسار العلمي وهم الفئة المصنفة في الصنف الفرعي أ3. وبفرض التفاوض عبر مسار نضالي ندعو اليه سيكون رفع المظلمة عنهم و تنظيرهم بزملائهم في الاجر و في عدد ساعات العمل ...
* يتسائل المعلمون والمعلمات خارج اتفاقية 8 ماي وهم الذين قدموا مجهودات جبارة لإنجاح السنوات الدراسية المتتالية ولكنهم وجدوا انفسهم خارج حسابات الوزارة التي ترفض تسوية وضعياتهم وانتدابهم ، ما هو مصيرهم؟
- اللائحة المهنية انفة الذكر، لم تهمل أي فئة، إذ ورد فيها مطلب انتداب جميع النواب بما في ذلك النواب خارج الاتفاقية. لذلك وجب النضال و فرض التفاوض حول اللائحة المهنية و حول جميع مطالب القطاع...
* يتسائل المتعاقدون عن مآل كل الأموال المقتطعة شهريا من منحهم على مدى ثلاث سنوات باسم التغطية الاجتماعية والصحية دون ان يتمتعوا بها ولو ليوم واحد؟ ويدعون النقابات الى الضغط على حكومة بودن لفتح تحقيق عاجل...كيف تعلق على ذلك؟
- الإقتطاع من الأجر بعنوان التغطية الاجتماعية والصحية شأن تنظمه القوانين الشغلية، وعلى كل من يشك أن ما اقتطع منه لم يصرف للصناديق الاجتماعية أن يتثبت من ذلك عبر كشوفات حساب وان ثبت ذلك يمكن التقاضي في هذا...
* كلمة الختام
- أشكرك سليم على هذه الدعوة وأشكر مجلتكم توانسة على هذه الاستضافة أقول مشاغل القطاع عديدة ومطالب المعلمين كذلك ولعل من أهمها هو مطلب تحسين الوضعية المادية للمعلم وتحسين مقدرته الشرائية والقطع نهائيا مع آليات التشغيل الهش لما يمثله من استعباد مقنع وهضم لحقوق العاملين وفق هذه الصيغ...