اختر لغتك

 

عبدالقادر بن عثمان لمجلة توانسة : تونس تمر بمرحلة فاصلة ...!

عبدالقادر بن عثمان لمجلة توانسة : تونس تمر بمرحلة فاصلة ...!

عبدالقادر بن عثمان لمجلة توانسة : تونس تمر بمرحلة فاصلة ...!

ضيفي في حوار الصراحة لهذا  اليوم، كاتب وباحث وإعلامي حرّ في تونس خاض مع صحافيي جريدة الرأي العام اليومية ثلاثة أشهر اعتصاما إثر غلقها بقرار بسياسي مازال غامضا إلى اليوم ولم يكشف عن ملابساته ويعتبر من القلة القليلة الذين يمكن إعتبارهم قادة الثورة إبداعيا منذ 93...

ضيفي  اليوم هو السيد عبد القادر بن عثمان رئيس  مصلحة الانشطة الثقافية والإجتماعية والرياضية بالمندوبية الجهوية للترببة بنابل .... أدعوكم أعزائي القراء والقارئات الى متابعة أطوار هذا الحوار ...

☆ استاذ عبد القادر بن عثمان مساء النور و السرور 

مساء الخير سليم لك ولكل قرائك الأفاضل في كل مكان وشكرا على هذه الدعوة ....

☆ الاستاذ عبد القادر أنت  مزيج من العمل الادبي، النقابي، الثقافي، الإعلامي والاداري .... ماذا اضافت لك هذه التجارب؟ وماذا بقي في البال؟

في الحقيقة أنا  خلاصة كل هذه التجارب التي أخوضها بشكل يومي متفاعلة ومتماهية مع الذات والتصورات وهي لم  تضيف لي لأن الإضافة تقتضي أن يكون هناك ذات مكتملة وملاحق لها ولكن الحقيقة أن ذاتي هي مشروع مفتوح على أفق... لا نهائي من المستجدات والتفاعلات والماهيات الكونية.... فأنا بشكل ما أعيش على أساس أنني الكون فانا امتداد له... تجسيم صغير لنظامه... لذلك فجوهر وجودي اليوم لا أفصله عن السابق واللاحق.... بل كل الأجيال السابقة وانا كل الأجيال اللاحقة وهذا الأمر قد يفهم على كونه تضخم مرضي للذات ولكنه في الحقيقة وبشكل بسيط أمر في غاية الوضوح لأن أصلي كذرة يمكن فهمها في مختبرات الحقل العلمي ...وأصلي ككون... يمكن فهمه بالرؤية المجردة للعين عندما تنظر في الفضاء الممتد للكون كحجة عظيمة على الخلق البديع لجلالة الله وقدرته وابداعه ...

☆ هذا تصور فلسفي لذات باحثة وشغوفة... و تصور ذهني منطقي لكنه يضع صاحبه في زاوية.. لأن الموجود لا يتطابق مع المنشود... فما رايك استاذنا الفاضل ؟

المنشود هو أصل الحكاية ومصدر اللعبة الوجودية للانسان.... لولاه لما كان للحياة معنى ولا متعة ...فالمنشود يعني أن نحيا المستقبل كحلم ورغبة ووقود وحافزية تصنع حركتنا باتجاه تحقيق أفكارنا وأحلامنا ومطالبنا وتصوراتنا التي تتشكل في الأذهان ويأتي الحاضر كي يجسمها في الأعيان منقوصة ومبعثرة ومتكاثرة لأنها تنشط في حضرة الممكن الذي تحكمه قوانين الوجود الصارمة وحركة النماء الدقيقة التي هي حالة صناعة الانسان وبناء ابعاده الكثيرة عبر تراكم المعارف والعلوم والثورات والمستجدات ...وعلى هذا الأساس اشتغلت الفلسفة والأديان والعلوم كجزء من حركة العقل التاريخي في اكتشاف عظمة المنشود الذي غالبا ما يكون مستحيلا في وعي لحظته المعاصرة ولكنه يصبح تدريجيا بتعاون الارادات والعقول على انجازه هو الموجود ...فالموجود حالة عبقرية لانهائية وعظمة مذهلة وابداع مثير للدهشة ونظام عميق ودقيق وأعلى من وعي عقل لحظته... لذلك كان الموجود .والمنشود حالة متصلة في الطبيعة والكون لايعرف إطلاقا الإنفصال  إلا على مستوى العقل البشري  كإمكانية منطقية نامية ومفتوحة على البحث المستمر عن الحقيقة والقوانين و الادارك المستمر لها في معادلات تجعلنا نفهم بالمنشود هذا الموجود العظيم و الساحر ...

☆ أستاذنا، لنعود الآن الى عالم الكلمات وما تقتضيه من تسريع في نسق الحكايات والروايات و لندغدغ فيك الجانب الأدبي والفكري.. ماهي اهم اصداراتك الأدبية؟

أصدرنا مؤخرا الطبعة الثانية للمجموعة القصصية: "محرقة السوس": أغاني الحياة 2 ..وهي طبعة منقحة أضفنا إليها ملحقا هاما جدّا وهو ملحق التفاعلات الفايسبوكية التي تمت مع بعض قصصها التي نشرتها كلها قبل الثورة ..وهذه التفاعلات تشهد بالدقيقة والثانية على أن الثورة الشعبية التي ركب عليها الجميع لها أصل ثقافي وابداعي أصيل لم يشأ الانخراط في حمى المزايدات الثورية  والضجيج السياسي المثير للقيء... والذي كان يشتغل بالتعاون مع الإعلام والمخابرات والسفارات على احتواء الحركة الثورية الاجتماعية التونسية ...

كنا رأينا ذلك مع الباجي قايد السبسي ان الثورة ليس قيادة بمعنى أنها ثورة بلا اباء وثورة لقيطة وبلا أصل وجذور لأن هؤلاء فهموا الثورة على أنها امتياز تاريخي وهذا جبن وعار ولم يفهموها على أنها وجع شعبي قاعدي مزمن... وصرخة قاعدية شعبية عامة وانفجار هيكلي لمنظومات فكرية وحضارية  بالاساس عجزت عن استيعاب الصراعات التي تعيشها منظومة الأفكار التونسية والعربية بعد الاستقلال  مع المطلوب العالمي في ظلّ الانفراد الرأسمالي بحكم رقاب  الشعوب واستبداده في تقرير مصيرها عبر أجهزة وآليات جددت وجهها القبيح  والشرير والوحشي بمساحيق  تجميلية استغلت الثورة المعلوماتية والاتصالية كي تستعمر عقلنا بعد ان استعمرت ارضنا وتنتهك عرضنا بعد ان تنتهك سيادة دولنا وتتحكم في نفوسنا وأطفالنا وأبنائنا بعد ان تحكمت في زعاماتنا ونخبنا ومثقفينا ..

فجموعتي القصصية محرقة السوس كانت  الوحيدة في تونس والعالم العربي التي استشرف الثورات وتغنت بصباحاتها ومحارقها التي مازالت تحدث...

☆ استاذ عبد القادر لو نتحدث عن تجربتك الإعلامية؟ ماذا تحمل في جرابك عن السلطة الرابعة ؟ و كيف تعلق على الاعلام المرئي والمسموع في تونس ؟

في الحقيقة مازلت انتظر رد الاعتبار لي كاعلامي غادر الساحة الاعلامية مبكرا قبل عدة اسماء تدّعي أنها كبيرة وهي لا تملك سوى رصيد هائل من الوقاحة والتطاول على هذا الشعب الكريم. ومواهب بلا حصر في الخيانة والغدر لمقومات سيادة الدولة وشعبها ،ومن الاستثمار في المعارضة الوهمية و السقوط الاخلاقي والتهريج والانحطاط والتطبيع مع الفساد والاجرام في حق الشعب وقيمه وأخلاقه وثوابته ..

نعرف الكثير عن كواليس الساحة الثقافية والاعلامية في التسعينات والعشرية التي سبقت الثورة ..وعن معايير اسناد بطاقة صحفي واسناد رخصة جريدة ومعايير النجومية الاعلامية ورفضنا أن ننخرط في  قيم هذه السوق السوداء الاعلامية ..وغيرنا الطريق نحو التربية وكلنا أمل أن نجد فيها مايطمئن القلب ولكن للأسف وجدنا أزمات أشدّ الما  ..غير ان عالم التربية عالم محافظ وله تقاليد عمل منظومي صارمة.وله ميزة هامة انه لا يمكن ان تسمح بأن يدخلها من هب ودبّ. وتبقى التربية هي الضمانة الأساسية لكل تقدم وتطور حقيقي وكل قوة ومناعة شعبية ويبقى العلم هو مصدر الثروة الأساسي للشعوب مهما تبدلت القيم وتغيرت معايير الوجود والرقي والنهضة ...

والأكيد أنه يجب فتح ملف الاعلام بشكل دقيق ومهني وعلمي وقانوني ..لأنه من الأكيد أن معطياته الدقيقة توجد لدى الأجهزة الأمنية المعروفة في عهد بنعلي بأنه لا يغيب عنها شاردة ولا واردة ..فلماذا لم تفتح؟ .يبقى السؤال هنا حارقا ..!!!

وعلينا فتحه بطريقة بعيدة عن التشفي وبمهنية كبرى كي نتقدم ..لأن الاصلاح يقتضي ان نبدأ ببناء هذا القطاع على أسس الوطنية والمهنية والتخصص التي دعوت في كثير من المتاسبات بضرورة أن ننطلق فيها ولكن للأسف كانت مجرد صرخات في واد مهجور بلا قرار...!

☆ استاذ عبد القادر، لنعود الى بيت القصيد : الأنشطة الثقافية التي تدير مصلحتها  ..نتحدث هنا عن الثراء والتنوع .. كيف تقيم هذه الأنشطة على الصعيد الجهوي والوطني  والعربي ؟

كما هو معلوم أن الادارة لها منطق التسلسل والاستمرارية بالدرجة الأولى وكل بصمة خاصة لابد أن تنطلق مما بناه السابقون... يبدأ القرار فيه هيكليا من الوطني عل  مستوى الوزارة ثم يقع تنفيذه جهويا على مستوى المندوبيات التربوية ومحليا على مستوى المؤسسات التربوية وفق ماتضبطه الأوامر  والمذكرات والقوانين وماتحدده المهام والصلاحيات لكل الأدوار ...

والحقيقة أنه رغم الصعوبات التي تواجه العمل التربوي وانتظار الاصلاح التربوي الذي يعد مطلبا شعبيا وخيارا سياسيا لرئيس الدولة ...فإن هناك عمل جبار تقوم به  المؤسسة التربوية وخاصة خلال العشرية الفارطة لأنه بقيت وحيدة تقاوم وحدها كل حالات الانفلات التي شهدها المجتمع وبعض المؤسسات واعتبر نفسي محظوظا في هذا الاطار بانتسابي إلى قطاع التربية حيث عملت في مراحله الثلاثة من الثانوي إلى الاعدادي كمدير مؤسسة تربوية إلى المرحلة الابتدائية  اليوم كرئيس مصلحة تنشيط ثقافي ورياضي واجتماعي ولم اكن أتصور يوما هذا الكم الهائل من العمل الذي يتطلبه العمل في هذه المصلحة وطبعا قمنا بضبط خطة عمل في إطار خيارات وزارة التربية والادارة العامة للمرحلة الابتدائية تحت اشراف  المندوب الجهوي للتربية وبتشجيع منه ودعم من مدير المرحلة الابتدائية وضعنا فيها عدة أهداف نجحتا في تحقيقها منها ان تشمل الأنشطة الثقافية كل جهات الولاية من شمالها إلى جنوبها وقد انجزنا تظاهرات عديدة   ويشهد بصحة هذا الأمر كل من تابعنا لأن وجودنا منذ المنطلق منذ ايام الجامعة كان وجودا نجمع فيها المقولات الفكرية المجردة بالواقع العملي والميداني كما تشهد  على هذا عديد الجوائز  الاولى وطنيا وعربيا وعالميا التي حصدتها مدارسنا في نابل  والتتويجات التي   حققتها في عديد المناسبات ..

وطبعا طموحنا كبير في هذا الأمر وعلى استعداد تام لمزيد بذل الجهد كي نحقق ثورة تربوية بالتعاون مع  المتفقدين البيداغوجيين ومع كل المربين والأولياء والمديرين  والعملة والشركاء الاجتماعيين والجمعيات والمنظمات وهذا أمر نتعبره سهل وخاصة في ظل ماتسعى  إليه الوزيرة الجديدة

السيدة سلوى العباسي التي تتميّز بجمعها بين الوعي الابداعي والثراء العلمي الأكاديمي والتجربة البيداغوجية المتنوعة والثورية و حلمها الكبير بالاصلاح والتغيير التربوي ...

☆ كلمة الختام 

شكرا لك سليم على هذه الدعوة و شكرا لمجلتكم توانسة ...

تونس تمرّ بمرحلة فاصلة ولم تعد تحتمل إضاعة دقيقة واحدة لذلك على  كل للمواهب والطاقات الشبابية والفعالة  أن تنخرط في مسار الفعل والبناء وصناعة الحياة ..الشعارات انتهت مرحلتها فنحن في مرحلة نحتاج فيها إلى العمل على ثلاث واجهات :الاولى  مراجعة كل شيء ضمن اطار المؤسسات العلمية والقانونية المحددة للدولة وبعيدا عن المزايدات السياسية والاعلامية...

الثانية :  العمل على واجهة الميدان بالانخراط العام في تحقيق الانجازات وتوفير خدمات ادارية راقية للشعب وتوفير الشغل والكرامة والسيادة الوطنية كأمر عاجل جدا ..

ثالثا : قطع دابر الفساد والمفسدين في إطار القانون ومايسمع به العقل الابداعي من حلول تخدم سلامة المجتمع وبنائه  وفق التغيير العميق والهيكلي و مفاهيم المصالحة التي لاتفرط في حقوق الشعب ومزيد ترسيخ ثقافة الابداع الأصيل والنوعي التي انطلقنا بالتأسيس والتأصيل له منذ أوائل  التسعينات في نادي أسئلة الابداع بمنوبة وهو رغم خطواته البطيئة مستمر في العطاء بهدوء وذكاء وتواصل وتناغم مع حركة التاريخ وحاجات مراحله النوعية .. شكرا سليم...

آخر الأخبار

عرض صوفي خيري في قصيبة المديوني لدعم العائلات المعوزة: "الڨلة" ينير المسرح البلدي

عرض صوفي خيري في قصيبة المديوني لدعم العائلات المعوزة: "الڨلة" ينير المسرح البلدي

الملعب التونسي يحقق لقب كأس تونس للمرة السابعة في تاريخه

الملعب التونسي يحقق لقب كأس تونس للمرة السابعة في تاريخه

عين دراهم: ورشة تشاركية للنساء العاملات والمشغلين في القطاع الفلاحي حول العمل اللائق

عين دراهم: ورشة تشاركية للنساء العاملات والمشغلين في القطاع الفلاحي حول العمل اللائق

كاظم الساهر يجمع شعراء العالم العربي في ليلة ساحرة بالقاهرة

كاظم الساهر يجمع شعراء العالم العربي في ليلة ساحرة بالقاهرة

مرصد شاهد ينظم ندوة وطنية لحوار مثمر تحت عنوان “القانون الانتخابي بين الموجود والمنشود"

مرصد شاهد ينظم ندوة وطنية لحوار مثمر تحت عنوان “القانون الانتخابي بين الموجود والمنشود"

Please publish modules in offcanvas position.