ضيفي في حوار الصراحة لهذا اليوم استاذ مدارس ابتدائية مولع بالسينما، أصيل ولاية نابل معتمدية تاكلسة الجميلة والرائعة يعمل بالمدرسة الإبتدائية بدوالة، وهو خرّيج المعهد العالي للدراسات التطبيقية في الإنسانيات بسبيطلة، شغوف بالفن: السينما والإخراج والرّسم وكان حريصا على نقل شغفه بالفنون الى مدرسته... ضيفني اليوم هو المربي الفاضل وسيم قبطني ادعوكم اعزائي القراء والقارئات الى متابعة أطوار هذا الحوار
☆ وسيم مساء النور والسرور
مساء النور استاذ سليم مرحبا بك وبكل قرائك الافاضل في كل مكان وشكرا على هذه الدعوة
☆ لو نتحدث عن حيثيات المسابقة لفنون الصورة الفوتوغرافية و السينما و الفنون التشكيلية ؟
فعلا يا سليم مسابقة مميزة وقع تنظيمها بالمدرسة الإبتدائية بدوالة تاكلسة وكان هذا الملتقى تحت إشراف رئيس مصلحة الأنشطة الثقافية والإجتماعية والرياضية بالمندوبية الجهوية للتربية بنابل السيد عبد القادر بن عثمان، وتم مشاركة عديد من مدراس الولاية بأفلام سينمائية وصور فوتوغرافية ولوحات تشكيلية.
كما تم حضور لجنة تحكيم متكونة من فريق مختص في عالم السينما وفنون الصورة والبيداغوجيا من بينهم المتفقد العام للمدارس الإبتدائية الدكتور مصباح الحجلاوي والمخرج والسيناريست السيد سفيان عاشوري...
في البداية حاولت قدر المستطاع أن أساهم في جعل التلميذ هو أيضا أن يكتشف في نفسه الموهبة .
ولتنفيذ هذه الخطة؛ قمت بإنشاء نادي سينما ومسرح في المدرسة هدفه الأساسي هو أن يتعرف الطفل على عالم السينما وأن يقوم هو بنفسه بإنجاز فيلم ولا يقتصر على المشاهدة على الأفلام في التلفاز أو في قاعات السينما فقط.
ومن هنا بدأت التجربة والحمدلله قمنا بإنجاز أول فيلم تحت عنوان "دون مقابل" بمشاركة العديد من التلاميذ المتحمسين لهذا المجال تمثيلا واخراجا وتصويرا وحتى مساعدة في التوظيب الركحي.
إلى أن جاءت فرصة المشاركة في هذا الملتقى اضافة الى أفلام أخرى راقية من مدراس ابتدائية مختلفة.
☆ لنتحدث الآن عن الفيلم الذي شاركت به ؟
كما هو المعتاد في بناء فيلم هو المرور على أول خطوة وهي وضع الفكرة وكتابة السيناريو، وقد إنطلقت مع تلامذتي الأعزاء في أولى الخطوات وهي بناء قصة الفيلم وقد تم طرح عديد الأفكار فيما بيننا واخترنا موضوع فيلمنا والذي كان موضوعه بالأساس إنساني أي عن مساعدة الغير وحماية البيئة وغيرها من التصرفات التي تكون لها نتائج إيجابية في هذه الحياة وذلك دون إنتظار مقابل.
إنطلاقا من هذا الموضوع قمنا بتخيل المَشاهد بعد أن تدربنا عديد المرات على كيفية كتابة السيناريو وقررنا أن يكون الفيلم صامت بدون حوار حتى نجعل المُشاهد يركز أكثر على التصرفات التي سيقوم بها بطل الفيلم فهناك بعض الأفلام لا تحتاج إلى حوار ...
بعد اختيار الفكرة وتوزيع المشاهد؛ انتقلنا إلى الخطوة الثالثة وهي اختيار الممثلين الذين سيقومون بالأدوار والتي كانت بالنسبة لي هي المهمة الأصعب، فالكل متحمّس والكل يريد ان يكون من ابطال الفيلم.
قمت بعديد التجارب مع تلامذتي الأعزاء او مايسمى بالكاستينغ و وقع الإختيار على البعض منهم وان شاءالله أكون قد وفّقت في هذا الإختيار.
وقع اختيار التلاميذ الآتي ذكرهم : المبدع حمزة القرناح ؛ المبدعة يمنى الحجري؛ المبدعة لجين همادي والمبدعة آمنة الكوايكي إضافة إلى جنود الخفاء الذين كانوا خلف الكاميرا والذين ساعدوني في وضع بعض الديكور أو حمل الإكسسوارات نذكر على سبيل المثال : يوسف بنرجب ووسيم القرناح وإياد المشرقي وغيرهم.
بعد ان تم تصوير الفيلم بكامل مشاهده أشرفت بنفسي على المونتاج نظرا لعدم خبرتهم بهذه الخطوة.
بعد ان اكتمل الفيلم و وضعت الموسيقى عليه ... كان أول من شاهد الفيلم هم تلامذتي الأعزاء؛ الذين انبهروا بما صنعوه.
☆ في نهاية العرض تحصلتم على التتويج اليس كذلك؟
الحمدلله بعد الجهود المبذولة من طرف تلامذتي الأعزاء قد توّجنا جميعا بالمرتبة الأولى رغم المنافسة مع بقية المدراس التي كانت عالية وكما ذكرت سابقا أن الأفلام الأخرى كانت في مستوى راقي جدا.
هذا التتويج لنا جميعا للمدرسة الابتدائية بدوالة بالخصوص ولمنطقة تاكلسة عامة ...
وهذا النجاح يعتبر دفعا إلى الأمام ونحو المزيد من الإنجازات الناجحة للمدرسة وللمنطقة...
☆ كيف كانت الاجواء بمدرستكم بعد هذا التتويج الرائع؟
هذا التتويج يعتبر الأول في مسيرتي وإن شاء الله يكون هو الباب الذي يفتح امامي لتحقيق الاحلام...
بعد الفوز وجدت الشكر والدعم والتشجيع لتقديم الأفضل من طرف الأصدقاء والزملاء والعائلة وهذا عامل مهم في جعلي اشعر بقيمة بما أنجزت والمثابرة في تقديم الأفضل في الفرص القادمة؛ وان شاءالله سيتم توسيع النادي من حيث الأفكار والمشاريع وتشكيل فروع منه في مدارس أخرى.
حتى يكون صنع الأفلام في المرات القادمة بشكل تشاركي معهم، وسأزور صحبة تلاميذي عديد النقاط التي لها علاقة بالنادي كحضور فيلم في إحدى قاعات السينما او زيارة مواقع تصوير وذلك في شكل رحلات مدرسية...
☆ لو تقدم الشكر لمن ساهموا في تتويج هذا العمل الفني ؟
لا يكون هناك أي نجاح إلا بوجود الدعم والمساندة والتشجيع... فأنا أولا أتوجه بالشكر للمدرسة الإبتدائية بدوالة تاكلسة وكل العاملين فيها وبالخصوص السيد المحترم الكيلاني المثلوثي مدير المدرسة الذي كان له دور مهم في إنتاج الفيلم والذي يسعى دائما في وضع المدرسة في أبهى صورة . كما اتوجه بالشكر للسيد المتفقد العام للمدارس الإبتدائية والدكتور السيد مصباح الحجلاوي على دعمه الدائم والمتواصل لكل الأنشطة والمسابقات التي تقام في مدارس الدائرة و أتقدّم بالشكر أيضا لتلاميذي الأعزاء الذين آمنوا بالمشروع و وضعوا ثقتهم الكاملة في شخصي.
☆ كلمة الختام وسيم
اشكرك سليم واشكر جريدتكم الاولى في تونس "توانسة"، و أدعو كل مدرس موهوب سواء في مدرسة ابتدائية أو إعدادية أو ثانوية أن يستغل موهبته في التدريس وينشرها بين تلاميذه عساه أن يجد تلميذ ا يبحث عن شخص يساعده على إيجاد الموهبة ولعلّك تكون انت ذلك الشخص الذي يبحث عنه و تدفعه إلى تحقيق احلامه... شكرا سليم
