حظر أغاني ملك الراي في الإذاعات والفضائيات والهجوم عليه في مواقع التواصل.
تعليمات شفهية من السلطات الجزائرية تمنع بث أغاني الشاب خالد في الإذاعات والفضائيات الجزائرية على خلفية تصريحاته الداعمة لموقف المغرب والتي أثارت جدلا واسعا.
الجزائر- أشارت تقارير إعلامية جزائرية إلى أن السلطات الجزائرية أصدرت تعليمات شفهية لقنوات وإذاعات داخل البلاد بمنع بث أغاني مغني الراي الجزائري الشاب خالد بسبب الزيارة الأخيرة التي قام بها إلى مدينة أصيلة المغربية.
والزيارة لم تكن رسمية، لكنها اكتست طابعا خاصا، خاصة أنها تزامنت مع موسم أصيلة الثقافي الذي شاركت فيه شخصيات سياسية وفكرية مغربية وعالمية والتقى الشاب خالد مسؤولين مغاربة منهم وزير العدل المغربي عبداللطيف وهبي ووزير الخارجية الأسبق محمد بنعيسى.
وأثار انتشار الخبر الاستياء لدى بعض المعلّقين الذين أكّدوا أنّ الفنّ لا يرتبط بالسياسة أو الجنسية، منتقدين تعامل النظام الجزائري.
وقال معلقون إن الشاب خالد يدفع ثمن مواقفه التي اعتبروها سوية تندرج ضمن شعار خاوة خاوة (إخوة إخوة) الذي يرفعه جزائريون ومغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي للتأكيد على عمق العلاقات بينهم بغض النظر عن خلافات السياسة.
ولم تصدر أي وثيقة رسمية تقضي بمنع بث أغاني الشاب خالد لكن تقارير تقول إن التعليمات شفهية. وأكد موقع “الجزائر 24”، نقلا عن مصادر متطابقة لم يسمها، على صدور تعليمات شفهية.
وهذه المرة ليست الأولى التي يُتداول فيها خبر منع أغاني الشاب خالد، إذ سبق ذلك مرات كثيرة. ويستخدم الإعلام الجزائري، المتحكم فيه من طرف السلطة، سياسة الانتقام من الشاب خالد، بسبب حبه للمغرب، حيث تعمدت بعض القنوات والإذاعة إقصاءه من برامجها، فيما اتهمته بعض الصحف الجزائرية بخيانة الوطن.
وساهمت السلطة في الجزائر من خلال استمرارها في سياسة التحكم في قطاع الإعلام في أن تكون شبكات التواصل الاجتماعي البديل الإعلامي المتاح لنقد اختياراتها السياسية. وفي بلد يبلغ عدد سكانه 42 مليون نسمة، ينشط 26 مليون مستخدم على وسائل التواصل الاجتماعي.
ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة الجزائر شريف دريس “سمحت شبكات التواصل الاجتماعي للجزائريين بالتعبير وأصبحت بديلا فعليا للفراغ الذي خلفته العديد من وسائل الإعلام”.
وقال معلقون عن صور الشاب خالد إنها تشكل عنصر أمل يذكر بأواصر الأخوة بين الشعبين في خضم التصعيد الجزائري المتواصل ضد المغرب، والذي يرفع منسوب التوتر بين البلدين الجارين إلى مستويات مقلقة، معتبرين أن زيارة الشاب خالد تعد اختراقا مهما للجدار السياسي العازل الذي يعلو منذ فترة بين البلدين.
ويعرف عن الشاب خالد، إلى جانب عدد آخر من الفنانين الجزائريين على غرار الشاب فضيل الذي يحوز أيضا الجنسية المغربية إلى جانب الجزائرية، عشقه للمغرب، ولذلك تكرر نشر صوره على منصات التواصل الاجتماعي وهو يرفع العلمين المغربي والجزائري، تأكيدا على أواصر الأخوة التي تجمع شعبي البلدين.
ويرى المغاربة في فن الراي والرياضة والأدب عناصر صد لكل النزعات التي تسعى إلى تكريس القطيعة والكراهية بين الشعبين.
ويقول معلقون إنه ليس هناك أقوى من الفن للتأثير في وجدان الشعوب خاصة إذا تعلق الأمر بالشاب خالد، الذي يحظى بشعبية واسعة في المغرب والجزائر على حد السواء، مؤكدين أن تواجده في المغرب سيكون له صداه المُلطف الذي يُهدئ من سرعة قطار الخلافات بين الجارتين.
ويعد الشاب خالد أحد نجوم الموسيقى العالميين، وأحد النجوم العرب الأكثر مبيعا في التاريخ بمبيعات زادت عن 80 مليون نسخة.
وهذه أول مرة يزور فيها الشاب خالد مدينة أصيلة رغم تردده الكثير على المملكة المغربية. وقال ملك الراي، الذي سبق للعاهل المغربي الملك محمد السادس أن منحه الجنسية المغربية، إنه أعجب بمدينة أصيلة بعد أن زار بعض معالمها السياحية والثقافية، وقال إنه سيعود إليها لاحقا. وتوجه الشاب خالد بعد ذلك إلى طنجة لقضاء عطلة عائلية خاصة.
وانتشرت عدة مقاطع فيديو يظهر فيه الشاب خالد يغني “الصحراء مغربية”.
وعرفت الفترة الأخيرة انتشارا كبيرا لحملات إلكترونية تهاجم المملكة المغربية وشعبها، تقف وراءها صفحات جزائرية، في محاولة منها لنشر الحقد بين الشعبين وزرع الفتنة. وينتقد مغردون البروباغندا الإعلامية في الجزائر التي تروج لوجود إجماع شعبي حول استحسان قطع العلاقات الدبلوماسية مع الجارة الشقيقة المغرب! متسائلين “كيف عرفتم ذلك”؟ ويظهر مغاربة وجزائريون متمسكون بشعار ‘خاوة خاوة’.
ونشر مستخدمو موقع التواصل الاجتماعي الأناشيد الحماسية التي يتم تداولها في الملاعب الرياضية، لاسيما أنشودة “خاوة خاوة.. ماشي عداوة” (إخوة إخوة ولسنا أعداء) الذائعة الصيت التي أطلقتها جماهير الرجاء البيضاوي المغربي لكرة القدم قبل سنوات. وتهدف الأغنية إلى تأكيد “روح الأخوة والتضامن بين الشعبين الجزائري والمغربي، ومدّ جسور التواصل بين الشعوب مهما بلغت مستويات التوتر السياسي”.
ويذكر أن المغاربة كانوا سباقين إلى إطلاق شعار “خاوة خاوة” منذ سنوات.