فيلم "بيدق الحرب" من إخراج المهدي سويسي وراجي بن الغالي هو فيلم قصير (1 دقيقة)، لكن يمكن اعتباره مرجعا في التركيب و في الإخراج نظرا لعملية التصوير بهاتف نقال وبإمكانيات مادية لم تتجاوز 1 أورو.
رغم ذلك تم قبوله في عديد المهرجانات الدولية في القارة الأمريكية و قارة آسيا و قارة أوروبا فحصلت الموافقة يوم 14 سبتمبر في المهرجان الدولي الأوروبي للفيديو للتعليم في دورته الثالثة بإيطاليا.
توجه المهدي سويسي للوزارة للاستفسار عن إمكانية الدعم فعلم أن الوزارة لا يمكنها أن تدعم أشخاصا بل يجب توفر هيئة أو شركة إنتاج تتبنى العمل.
توجه لشركة الخطوط التونسية فرفضت قبول مطلب الدعم لأن العمل يطرح مشكل الإرهاب وهي شركة وطنية ''ما تنجمش تدعم القضايا السخونة" كما رفضت عديد الشركات الأخرى الدعم.
يوم 22 سبتمبر علم مدير المدرسة العليا بذلك فكتب مطلبا لدعم سفر الطالب المهدي لإيطاليا فأوصل هذا الأخير المطلب لوزارة الشؤون الثقافية في نفس اليوم بعد أن أوصل مطلب التأشيرة فحصل على التأشيرة يوم 28 لكن و إلى غاية الساعة 14 من يوم 29 لم يتم الحصول على إجابة عن دعم طائرة الساعة الـ 10 بل طلبوا منه الانتظار إلى الساعة 17 عسى أن يتم الحصول عن الموافقة؛ لم يعد الوقت الكافي و لم يكن له المال الكافي فأتخذ قرار الذهاب بـ 20 أورو مصاريف للعيش هناك، فنام على أرضية الباخرة ذهابا و إيابا.
لكن منذ وصوله حاز على احترام و تقدير لجان التحكيم لكفاءته و سلاسة فكره و وصل الفيلم للتصفيات النهائية و فاز بجائزة السيناريو و الإخراج.
يعتبر المهدي أن بدايته انطلقت من إيطاليا وسيواصل إنتاج العديد من الأفلام بما لديه من إمكانيات بسيطة فقيرة لكن بحرفية وجودة عالية دون الالتجاء إلى الدعم. و سينتظر جوائز و شهادات أخرى من الخارج على عنوان منزل والده ودائما مستعد للإجابة عن أسئلة الجمهور في الخارج عبر سكايب. لكي يتعرف عليه قرائنا كان لنا معه هذا اللقاء:
* المهدي السويسي.. لو تقدم نفسك للقارئ
- المهدي سويسي مجاز في الرياضيات و التطبيقات درست أستاذا معوضا لمدة ثلاث سنوات و طالب سنة تخرج شهادة وطنية بالمدرسة العليا للسمعي البصري والسينما بڨمرت ممثل مسرحي شاركت في مهرجان دولي بإيران و ممثل مهام صعبة في كليب أجنبي.
* حدثنا عن تجربتك السينمائية
- اشتغلت متربصا ديكور فيلم قصير تونسي و و فيلم أجنبي وأعتبر بيدق الحرب أول تجربة لي كمخرج.
* موضوع الفيلم الحاصل الجائزة وفكرة تنفيذه؟
إنهم أناس أغلبهم فقراء ينقصهم التعليم يتم استغلالهم و غسل أدمغتهم بشكل مزيف باسم الدين وجرهم إلى إقتراف المحرمات كقتل النفس و ارتكاب أعمال فضيعة باطلة باسم الدين.
* الظروف القاسية التي مررت بها قبل الوصول الى المسابقة؟
- تم قبولي بالمهرجان يوم 14 سبتمبر فتوجهت للإستفسار عن إمكانية دعم سفري لإيطاليا فعلمت أن الوزارة لايمكنها أن تدعم أشخاصا بل يجب توفر هيئة أو شركة إنتاج تتبنى العمل. فتوجهت بنفس الطلب لشركة الخطوط التونسية فرفضت قبول مطلب الدعم لأن العمل يطرح مشكل الإرهاب وهي شركة وطنية '' ما تنجمش تدعم القضايا السخونة " كما رفضت عديد الشركات الدعم. يوم 22 سبتمبر علم مدير المدرسة العليا بذلك فكتب مطلبا لدعم سفري لإطاليا فأوصلت المطلب لوزارة الشؤون الثقافية في نفس اليوم بعد أن أوصل مطلب التأشيرة فحصلت على التأشيرة يوم 28 لكن و إلى غاية الساعة 14 من يوم 29 لم يتم الحصول على إجابة عن دعم طائرة الساعة ال 10 بل طلبوا مني الإنتظار إلى الساعة 17 عسى أن يتم الحصول عن الموافقة؛ لم يعد الوقت الكافي و لم يكن لي المال الكافي فإتخذ قرار الذهاب ب 20 أورو مصاريف للعيش هناك فنمت على أرضية الباخرة ذهابا و إيابا. لكن منذ وصولي حزت على احترام و تقدير لجان التحكيم لكفاءتي في التواصل مع الجمهور. وصل الفيلم للتصفيات النهائية و فاز بجائزة السيناريو و الإخراج . إيطاليا كانت بدايتي وسأواصل انتاج عديد من الأفلام بما لدي من إمكانيات بسيطة فقيرة لكن بحرفية و جودة عالية. بدون الإلتجاء إلى الدعم. و سأنتظرالجوائز و الشهائد الخارج على عنوان منزل والدي و أنا دائما على استعداد على الإجابة عن أسئلة الجمهور في الخارج عبر سكايب.
* ماهي اشكاليات السينمائي التونسي الشاب
- الحصول على رخصة تصوير استغلال و استعباد الشباب التقنيين من طرف شركات الإنتاج بأجور أحيانا لا تصل إلى مستوى العامل اليومي و هي مرحلة لا يمكن أن يتجاوزها أي شاب للحصول على بطاقة احتراف. الدعم باب مسدود بلا حصول على شهادة الإحتراف... كل هذه الأسباب تشكل الكسل و التخوف من تكاليف الإنتاج وهو ما يقتل الأفكار لدى الشباب. في حين أن هذا الفيلم كانت تكلفته الجملية أقل من 1 دينار مسجل بجوال.
* هل تفكر في مواصلة التجربة؟
- كلما أنتهي من انتاج فيلم تبدأ أفكار جديدة لمعالجة إشكاليات أخرى
* محطاتك الفنية القادمة؟
هذا الفيلم تم عرضه بإيطاليا الأرجنتين و سيتم عرضه في الصين وعديد المهرجانات بالولايات المتحدة، أنا أعتبره تربصا لبداية المشوار في المستقبل إن شاء الله فإني بدأت إنتاج فيلمين وثائقيين و فيلم روائي كمخرج و منتج لفيلم قصير.
* كلمة حرة
- نحن نعيش في جنة على وجه الأرض لذا أشجع الشباب على التفكير و العمل للإنتاج ولو بأبسط الإمكانيات الفقيرة فيمكننا أن نصل إلى الإحترام و التقدير من كافة أصقاع العالم بالصبر و التضحية.و جزيل الشكر لوالدي شفاهما الله ولأساتذتي الذين علموني كيف أصنع من الفقر قوة.