آفة التهريب
وأكد اتحاد المزارعين أن مشكلة تهريب الأبقار إلى الجزائر تعد ثاني أكبر مشكلة بعد ارتفاع تكلفة الإنتاج، مشيرًا إلى أن أكثر من 30 ألف رأس بقر تم تهريبها إلى الجزائر خلال التسعة أشهر الأخيرة.
وقال عضو اتحاد الزراعة والصيد البحري يحيى مسعود، إن الوضع الهش الذي يعانيه الفلاح يدفعه تدريجيًا إلى التخلص من قطيعه سواء إلى المهربين أو الوسطاء الذين يدفعون أسعارًا مضاعفة.
وانتقد مسعود غياب رقابة وزارة التجارة وفرقها الاقتصادية، مستغربًا من “تجاهل السلطات الأمنية التي غضت الطرف عن خروج عشرات الآلاف من الأبقار في وقت قياسي وبطريقة مفضوحة عبر الحدود”.
ويتهم مزارعون ومراقبون الأجهزة الأمنية بـ”تسهيل حركة مهربي الأبقار، معللين ذلك بارتفاع حجم الظاهرة رغم صعوبة نقل الحيوانات التي يعسر إخفاؤها ونقلها بصفة سرية دون أن يستشعر الأمن ذلك في مسار طويل من الطرقات المدعمة بلجان أمنية”.
ويطالب اتحاد المزارعين الحكومة بزيادة أسعار الحليب لحماية صغار الفلاحين من التفقير والتهميش والحفاظ على حيوية قطاع الألبان، في الوقت الذي تصر فيه الحكومة على رفض هذا المقترح تعللًا بتضرر المقدرة الشرائية لدى المواطن التونسي.
ويؤكد المزارعون أن قرار رفع أسعار الحليب قرار حمائي لا بد منه، وأن تجاهله سيدفع الحكومة إلى خيار التوريد، الذي سيعمق من عجز الميزان التجاري وزيادة حجم ضرر الانزلاق المتواصل في قيمة الدينار التونسي.