في مشهد يعيد للأذهان أزمة الكساد الكبير، يصر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تبني سياسة حمائية جريئة، بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على كندا والمكسيك، مع الإبقاء على 10% على الواردات الصينية، بينما يظل الاتحاد الأوروبي الهدف التالي في مرمى سياسته التجارية.
مقالات ذات صلة:
بين الأزمات الاقتصادية والفرص الذهبية: كيف يحقق الأثرياء ثروات طائلة في أوقات الأزمة؟
هل يتجه العالم نحو "صدمة اقتصادية جديدة" بفعل سياسات ترامب التجارية؟
الشركات الأهلية فرصة نحو هندسة اقتصادية بديلة لإعادة تشكيل المنظومة التنموية
عبرة من الماضي: هل يتعلم ترامب؟
التاريخ يحذر من تداعيات السياسات الحمائية، فقد أدى قانون سموت-هاولي في ثلاثينات القرن الماضي إلى رفع الرسوم الجمركية على الواردات بنسبة 40%، ما تسبب في انهيار التجارة العالمية بنسبة 25%، وساهم في تفاقم الكساد الكبير. واليوم، يبدو أن ترامب يسير على الخطى ذاتها، رغم تحذيرات الخبراء الاقتصاديين.
تحذيرات من أزمة اقتصادية جديدة
يرى بول كروجمان، الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد، أن سياسات ترامب التجارية تمثل انقلابًا جذريًا على نهج الولايات المتحدة طوال 90 عامًا. فبينما يروج أنصار ترامب للرسوم الجمركية كحماية للصناعات الوطنية، تحذر مراكز الأبحاث الاقتصادية من تداعياتها الكارثية، حيث تشير تقديرات معهد بيترسون للاقتصاد الدولي إلى أن هذه الرسوم قد تكلف الأسر الأمريكية المتوسطة 1200 دولار سنويًا.
انقسام سياسي وصدام مع الحلفاء
على الصعيد السياسي، تواجه إدارة ترامب تحديًا بين دعم 74% من الجمهوريين لسياساته، مقابل رفض 66% من الديمقراطيين. في الوقت ذاته، حذر ستيف بانون، مستشار ترامب السابق، من أن أمريكا لن تسمح بعد الآن بـ"صفقات تجارية غير متوازنة"، مما يشير إلى تصعيد قد يؤدي إلى حرب تجارية عالمية.
هل يدفع الاقتصاد الأمريكي الثمن؟
في ظل هذا التصعيد، تتجه الأنظار إلى الناخب الأمريكي، الذي سيقرر ما إذا كان مستعدًا لتحمل تكلفة هذه السياسات. فهل يعيد التاريخ نفسه، ويقود الحمائية إلى أزمة اقتصادية جديدة؟ أم أن ترامب سيكسر القاعدة ويحقق مكاسب غير متوقعة؟ الأيام المقبلة كفيلة بالإجابة.