انعقد يومي 28 و29 سبتمبر الجاري بضاحية قمرت بتونس اجتماع المكتب الاقليمي للاتحاد الدولي لتنظيم الاسرة (مقره لندن) في دورته 49 بمشاركة 14 جمعية عضو في الاتحاد تمثل منطقة شمال افريقيا والشرق الاوسط.
وتدارس المشاركون في هذا الاجتماع تقدم تنفيذ استراتيجية العمل التي وضعها الاتحاد للفترة 2016/2019 في مجالات الصحة الجنسية والانجابية والجهود التي تبذلها الجمعيات الوطنية المختصة لرفع التحديات المطروحة في هذا المجال.
وخلصت اعمال الاجتماع الى جملة من التوصيات بهدف الاسراع بتنفيذ استراتيجية عمل الاتحاد فى مجال النهوض بالصحة الجنسية وتعزيز اليات حماية حقوق المرأة والشباب، اضافة الى دعم برامج وجهود الاحاطة النفسية والمعنوية بالمرأة خلال الازمات والكوارث الطبيعية وضرورة تيسير نفاذها الى مختلف الخدمات الصحية والاجتماعية.
كما اكد المجتمعون أهمية افراد اللاجئين والمجموعات السكانية الهشة ببرامج خاصة من اجل توفير حاجياتهم الاساسية وتقلص مخاطر تعرضهم للانزلاقات المختلفة.
و بحث الاجتماع كذلك تفعيل الادلة المرجعية والبرامج الخاصة التي تم وضعها للغرض محليا واقليميا وتكثيف برامج تكوين وتدريب الشباب في مجال الصحة الجنسية واستغلال ما توفره شبكات التواصل الاجتماعي لهذا الغرض لتيسير تبادل المعلومات والآراء حول المواضيع ذات الصلة بين الجمعيات اعضاء اقليم شمال افريقيا والشرق الاوسط ومع الاقاليم الخمسة الاخرى المكونة للاتحاد الدولي لتنظيم الاسرة.
كما تمت الاشارة الى ضرورة تنفيذ برنامج التربية الجنسية الشاملة الموجه للشباب والكهول وتحسيس الحكومات والمجتمع المدني ورجال الدين في الدول اعضاء المكتب الاقليمي بأهمية ادراج التربية الجنسية ضمن المناهج التعليمية بما يساعد على غرس ثقافة جنسية سليمة لدى الناشئة.
وأكد المشاركون في الاجتماع ايضا أهمية تدعيم جهود التحسيس والدعاية وكسب التأييد لخدمة الاهداف المشتركة في مجال الصحة الجنسية وتنسيق التدخلات مع الحكومات والبرلمانيين والمنظمات الاهلية والمجتمع المدني ووسائل الاعلام في هذا المجال.
ومن المواضيع التي حظيت باهتمام المشاركين في هذا اللقاء، مسألة مراجعة القوانين ذات الصلة بمجالات الصحة الجنسية وتحيينها حتى تواكب المتغيرات التي تشهدها المجتمعات العربية وكذلك التشريعات الدولية في هذا المجال، وثمن الحضور الجهود التي بذلتها بعض الجمعيات في تونس والمغرب والسودان التي نججت في اقرار بعض التشريعات الرامية للنهوض بالصحة الجنسية وتعزيز مقوماتها وحماية حقوق المرأة ومقاومة كل اشكال العنف المسلط عليها.
وصرح طارق غديرة رئيس الجمعية التونسية للصحة الانجابية بالمناسبة ان اجتماع تونس للمكتب الاقليمي للاتحاد الدولي لتنظيم الاسرة يكتسي اهمية خاصة من منطلق انه يمثل مرحلة مفصلية في تشخيص واقع الصحة الجنسية في المنطقة العربية ورصد صعوبات تنفيذ مختلف البرامج وخطط العمل في الدول الاعضاء كما أشاد رئيس الجمعية التونسية للصحة الانجابية بالدور الهام لمؤسسات صندوق الخليج العربي للتنمية "اجفند" والبنك الاسلامي والمؤسسات التنموية في الامارات العربية المتحدة ومنتدى البرلمانيين العرب للسكان والتنمية في تقديم الدعم والمساعدات الانسانية والفنية لعدد من الجمعيات الناشطة في مجالات الصحة الجنسية والدفاع عن المرأة ودعم حقوقها الاقتصادية والاجتماعية، في لبنان والاردن وموريتانيا والسودان والصومال واليمن وقال "نحن راضون عن مستوى العمل العربي المشترك في مجال الصحة الجنسية بفعل المجهود التدريبي الدوري والمستمر الذي يقوم به المكتب الاقليمي للاتحاد الدولي لتنظيم الاسرة (مقره تونس) لفائدة مسدي الخدمات في مجالات تدخلهم بما يساعد على تحسين مختلف مؤشرات الصحة الجنسية" واضاف "لاحظنا على مستوى الصحة الجنسية في تونس خلال الفترة الاخيرة تراجع بعض المؤشرات نتيجة عدة عوامل اقتصادية واجتماعية ونحن نسعى لتفعيل بعض البرامج والتدخلات لتدارك هذا التراجع" مشيرا الى ان الجمعية التي تحتفل هذه السنة بخمسينيها بصدد تنفيذ مجموعة من البرامج الخصوصية الرامية لتعزيز تدخلات الجمعية بالتعاون مع صندوق الامم المتحدة لسكان بتونس ووزارة الشؤون الدينية ووزارة التربية وتهم خاصة تنظيم حلقات تكوينيةلفائدة مربين ووعاظ ورجال دين في مجال الصحة الانجابية".