رغم تحذيرات اسرائيلية من هجمات، معبد الغريبة بجزيرة جربة يستقبل ثلاثة اضعاف الزوار مقارنة بالعام الماضي في رسالة تؤشر الى عودة الامن.
جربة (تونس) - اختتم مساء الأحد موسم زيارة اليهود إلى معبد الغريبة في جزيرة جربة جنوب شرقي تونس بإقامة طقوس "الخرجة الكبيرة".
وتتمثل "الخرجة الكبيرة" في دفع "المنارة" وهي مصباح تقليدي كبير مزين بالأقمشة والهدايا إلى المساحة الأمامية لمعبد الغريبة.
ويتخلل ذلك ترديد الأهازيج والأناشيد وإقامة احتفالات بالموسيقى التونسية التقليدية يتخللها جمع التبرّعات لفائدة المعبد.
ووفق مصدر أمني فإن أعداد زوار المعبد لهذا العام شهد ارتفاعاً كبيراً، مقارنة بالعام الماضي، حيث وصلوا إلى 3 آلاف زائر.
وأوضح المصدرمفضلاَ عدم ذكر اسمه ان عدد الزوار خلال يومي الجمعة والأحد بلغ أكثر من 3 آلاف شخص (800 زائر منهم خلال اليوم الأول و2500 زائر خلال اليوم الثاني).
وأشار إلى أن الأرقام الرسمية لزوار العام الماضي لم تتجاوز 800 زائر فقط.
وقال روني الطرابلسي، عضو لجنة تنظيم زيارة المعبد "هذا العام شهد ارتفاعاً في أعداد الزوار إلى 3 أضعاف بالمقارنة بالسنة الماضية".
وشارك عدد كبيرا من السياسيين والوزراء التونسيين وسفراء دول أجنبية في اختتام زيارة الغريبة.
وقال أحمد عظوم وزير الشؤون الدينية في تونس "تونس هي أرض كل الديانات.. صحيح أن أغلب سكان البلاد من المسلمين ولكن هناك تعايش كبير بين كل الديانات في تونس".
من جانبه قال رئيس حركة "مشروع تونس" (غير حكومية) محسن مرزوق "رسالتنا رسالة سلام ومثلما تجمع الغريبة السياسيين، فالمسجد أيضا يجمعهم".
وزار رئيس الحكومة يوسف الشاهد صباح الأحد معبد الغريبة لتوجيه رسالة مفادها أن "تونس بلد متسامح مع هويته تتعايش فيه كل الأديان".
وأضاف" الرسالة الثانية هي التأكيد ان الامن عاد الى تونس" في اشارة الى اعتداءات جهادية اوقعت عشرات القتلى بينهم 59 سائحا اجنبيا شهدتها البلاد في 2015 وبداية 2016.
وحسب روني الطرابلسي في تصريحات سابقة فإن تونس يعيش فيها نحو 1600 يهودي.
ويعتبر اليهود التونسيون أن معبد "الغريبة" الأقدم في إفريقيا، وجرى بناءه قبل 2600 عام حينما قدم اليهود لأول مرة إلى جزيرة جربة.
والمعبد هو واحد من عشرين كنيسا يهوديا في الجزيرة.
وتعول تونس كثيراً على نجاح موسم زيارة الغريبة الذي سينعكس إيجاباً، على القطاع السياحي بالبلاد.
وتأتي هذه الاحتفالات على الرغم من دعوات إسرائيلية حذِّرت اليهود من زيارة جزيرة جربة خشية وقوع هجمات.
يذكر ان تونس بدأت حديثا مساع لالحاق جزيرة جربة (جنوب شرق) السياحية بلائحة التراث العالمي لليونسكو اعتمادا على خصوصيتها الثقافية والدينية.
وفي تونس ثمانية مواقع مدرجة ضمن التراث العالمي للانسانية بينها المدينة العربية في العاصمة تونس وسوسة (وسط شرق) ومسرح الجم الروماني (ولاية المهدية- وسط شرق) والموقعان الاثريان بقرطاج (شمال شرق) ودقة (شمال غرب). وكان الاخير آخر المواقع المدرجة قبل عشرين عاما.