أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) جزءًا أساسيًا في القطاع الطبي، حيث بدأ يساهم بشكل كبير في تسهيل العمل اليومي للأطباء. أداة الذكاء الاصطناعي التي تستمع إلى المحادثة بين الطبيب والمريض وتلخص المعاينة الطبية في ثوانٍ قليلة باتت محط اهتمام متزايد. وتقوم هذه الأدوات بتحويل المحادثات إلى ملخصات مكتوبة ومنظمة، مما يوفر الوقت والطاقة للطبيب للتأكد من صحتها بدلاً من تدوين الملاحظات.
مقالات ذات صلة:
الذكاء الاصطناعي: ترند أم فقاعة؟
أسواق الأسهم الأمريكية تزدهر وسط تصريحات ترامب واستثمارات ضخمة في الذكاء الاصطناعي
دراسة جديدة تكشف تأثير الاكتئاب على أداء الرؤساء التنفيذيين باستخدام الذكاء الاصطناعي
السوق الفرنسية تشهد تطورًا ملحوظًا في هذا المجال بعد أن كانت مقتصرة على الولايات المتحدة، حيث أطلقت شركات مثل "نابلا" و"دوكتوليب" أدوات حديثة تساعد في جمع وتلخيص السجلات الطبية بشكل سريع وفعّال. الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يعتمد على نماذج لغوية كبيرة مثل "تشات جي بي تي"، بات يستخدم لتحسين خدمة الرعاية الصحية.
بالإضافة إلى التلخيص التلقائي للمعاينات، تواصل هذه الأدوات تقدمها لتوفير مستندات أخرى مثل رسائل المتابعة للأطباء المتخصصين. هذا التقدم يعزز القدرة على تخصيص وقت أكبر للجانب الإنساني في الرعاية الصحية. أحد الأطباء، الدكتور فنسان ميسراي، يوضح أن هذه الأدوات تساعده على البقاء مركزًا على مريضه دون الانشغال بكتابة الملاحظات، مما يسمح له بمراقبة الحالة بشكل أفضل.
ومع ذلك، لا يقتصر الأمر على التلخيص فقط، إذ بدأت بعض الشركات مثل "براكسيسانتيه" و"دوكابوست" بتطوير أدوات تجمع السجلات الطبية من مصادر متعددة لتوفير خلاصة شاملة للطبيب، مما يسهل عليه اتخاذ القرارات الطبية. ورغم هذه التطورات، يبقى الأطباء حذرين في التعامل مع هذه الأدوات، حيث لا تزال التدقيق في البيانات أمرًا أساسيًا.
ويتوقع الخبراء أن يكون التعاون بين الأطباء وأدوات الذكاء الاصطناعي في تطور مستمر، حيث قد تشمل الأدوات تقديم نصائح طبية عامة بناءً على جمع البيانات الطبية، بالإضافة إلى مساعدة الأطباء في إعداد خطط الرعاية وتوجيه المرضى عبر التاريخ المرضي الخاص بهم.
إن مستقبل الذكاء الاصطناعي في العيادات الطبية واعد جدًا، ومن المتوقع أن يلعب دورًا أكبر في تعزيز الدقة وكفاءة الرعاية الصحية، مع ضمان اتباع الضوابط التنظيمية الضرورية للحفاظ على الجودة والسلامة.