باحثون يدخلون تعديلات على فصيلة من ميكروب يعيش داخل معدة الإنسان ما أتاح لهذه البكتيريا تسجيل التفاعلات المختلفة التي تقوم بها.
سان فرانسيسكو- استطاع فريق من الباحثين في المركز الطبي التابع لجامعة كولومبيا الأميركية تحويل نظام مناعي بكتيري طبيعي داخل جسم الإنسان إلى أصغر جهاز ميكروسكوبي لتسجيل البيانات، مما يمهد الطريق أمام نوعية جديدة من التقنيات تسمح باستخدام الخلايا البكتيرية في تسجيل البيانات في شتى المجالات بدءا من تشخيص الأمراض وانتهاء بمراقبة الظواهر البيئية.
وأدخل الفريق تعديلات على فصيلة من ميكروب يعيش داخل معدة الإنسان يحمل اسم إيشيريشيا كولي، وهو ما أتاح لهذه البكتيريا تسجيل التفاعلات المختلفة التي تقوم بها بل ووضع إطار زمني لهذه التفاعلات.
وقال هاريس وانج أستاذ مساعد قسم الأمراض والأحياء الخلوية في المركز الطبي بجامعة كولومبيا والذي شارك في إجراء الدراسة إنه “سيكون في مقدور مثل هذه البكتيريا عندما يبتلعها الإنسان أن تقوم بتسجيل التغييرات التي تطرأ على النظام الهضمي بأكمله، وهو ما يسمح بإلقاء نظرة غير مسبوقة على ظواهر علمية لم يكن من الممكن الاطلاع عليها من قبل”.
ونقل الموقع الإلكتروني “فيز دوت أورج” المعني بالأبحاث العلمية والتكنولوجيا عن وانج قوله إن “هذه المنظومة هي جهاز تخزين بيانات طبيعي، وهو جيد من الناحية الهندسية لأنه نظام موجود بالفعل تم تطويره عبر تقنيات النشوء والارتقاء من أجل القيام بعمليات اختزان البيانات”.
وقام فريق البحث من أجل صنع جهاز تخزين البيانات الميكروسكوبي بتعديل قطعة من الحمض النووي للخلايا يطلق عليها اسم البلازميد أو الإخصابية، وهي عبارة عن بنية جينية التركيب خارج الصبغيات، بحيث يصبح بمقدورها نسخ نفسها عدة مرات داخل الخلية البكتيرية في استجابة للمؤثرات الخارجية المختلفة.