قرر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون توسيع نطاق القيود المفروضة على التنقل لتشمل فرنسا بأكملها، وقال إنه سيتم إغلاق المدارس لمدة ثلاثة أسابيع وذلك في الوقت الذي تسعى فيه البلاد لمكافحة موجة ثالثة من حالات الإصابة بفيروس كورونا قد تجعل المستشفيات غير قادرة على استيعاب المرضى.
وقال ماكرون إنه قرر تمديد إجراءات العزل العام المفروضة بالفعل في العاصمة باريس وقطاعات واسعة من الشمال وأجزاء من الجنوب الشرقي، لتشمل البلاد بأكملها اعتبارا من يوم السبت ولمدة شهر على الأقل، وأضاف ماكرون في خطاب للأمة بثه التلفزيون "إذا لم نتحرك الآن سنفقد السيطرة على الوضع".
وأودى الوباء بحياة 95337 شخصا في فرنسا وتسبب في وصول وحدات العناية المركزة في المناطق الأشد تضررا إلى نقطة الانهيار.
وستغلق المدارس لمدة ثلاثة أسابيع بعد عيد القيامة الذي يوافق مطلع الأسبوع، وقال ماكرون "إنه أفضل حل لإبطاء انتشار الفيروس" مضيفا أن فرنسا نجحت في إبقاء مدارسها مفتوحة لفترة أطول مقارنة بالكثير من الدول المجاورة خلال الجائحة.
وقال الرئيس الفرنسي إنه اعتبارا من 16 أفريل سيكون بمقدور الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما الحصول على التطعيم ضد كوفيد-19، وسيتم اعتبارا من 15 ماي تخفيض الحد الأدنى للسن ليتاح التطعيم لمن تزيد أعمارهم على 50 عاما.
وقفز عدد الإصابات اليومية بالفيروس في فرنسا إلى مثليه منذ فيفري ليبلغ حوالي 40 ألفا، وقد تتسبب القيود الجديدة في إبطاء وتيرة تعافي ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو من ركود العام الماضي.
يذكرأن، بدأ مجلس الدفاع الفرنسي، لقاءً جديدا برئاسة إيمانويل ماكرون، لدراسة إمكانية فرض قيود أكثر صرامة فيما تواجه البلاد موجة وباء ثالثة من فيروس كورونا، ويأتي هذا الاجتماع الـ55 منذ بدء الأزمة الصحية، وسط ارتفاع المخاوف لدى فئة من الفرنسيين من توجه الحكومة نحو فرض حجر صحي تام مماثل للذي فرض العام الماضي خلال الموجة الأولى بين مارس وماي 2020 وفي ظل الضغوطات المتواصلة على وحدات العناية المركزة بالمستشفيات التي باتت غير قادرة على استيعاب عدد المصابين المتواصل في الارتفاع يوميا.
ووفقاً لقناة فرانس 24 الفرنسية، دعا باتريك بوويه، رئيس مجلس الأطباء الفرنسيين الرئيس الفرنسي إلى "فرض حجر صحي صارم".
وكتب رئيس مجلس الأطباء الفرنسيين: "سيدي الرئيس في انتظار تقديم اللقاح لأكبر قدر من الفرنسيين، يجب فرض حجر صحي صارم في كل المناطق التي تعرف انتشارا كبيرا للوباء".
وأضاف: "الكثير من الذين يواجهون يوميا هذا الوباء في المستشفيات يعتقدون بأننا فقدنا السيطرة عليه. وإذا استمرينا على هذه الوتيرة، فستزداد الضغوطات أكثر على وحدات العناية المركزة لا سيما في منطقة "إيل دو فرانس" وسيكون من الصعب جدا أن نقدم علاجات ذات جودة للمرضى".