يبدو ان رئيس الوزراء الاسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو، فضل حرق اسرائيل، او ادخالها في نفق طويل ومظلم، على أقل تقدير، بدلا من دخوله السجن وقضاء باقي حياته وراء القضبان، عبر العودة الى منصبه كرئيس للحكومة، ولكن هذه المرة بحكومة تعتبر اكثر تطرفا ويمينية وعنصرية بل وارهابا في تاريخ اسرائيل.
نتنياهو الذي لم يجد ما يعصمه من السجن إلا منصب رئيس الوزراء، يعكف الان على تشكيل حكومة من 6 أحزاب يمينية متطرفة هي حزبه “الليكود”، و”الصهيونية الدينية” و”القوة اليهودية” و”نوعام” و”شاس” و”يهودوت هتوراه”، بعد أن جمع 64 مقعدا في الكنيست من أصل 120 مقعدا.
اللافت ان نتنياهو لم يعين بتسلئيل سموتريتش رييس حزب “الصهيونية الدينية” وزيراً للمالية، و إيتمار بن غفير رييس حزب “القوة اليهودية” وزيرا للأمن القومي في حكومته فحسب، بل سينقل المسؤولية عن “وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية، في المناطق المحتلة والإدارة المدنية للاحتلال في الضفة الغربية”، و” قوات حرس الحدود في الضفة الغربية من قيادة الجيش إلى وزارة” الى زعماء احزاب الصهيونية الدينية.
حكومة نتنياهو، التي من المقرر ان تؤدي اليمين الدستورية يوم الخميس المقبل، اي انها لم تر النور حتى لان، الا انها كما يبدو، تحولت الى سبب لاندلاع خلاف حاد بين زعماء اسرائيل، وهو خلاف أخذ يبرز للعلن وبشكل واضح ، فهذا رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق يائير لبيد يعلن صراحة:”ان نتنياهو أضعف رئيس وزراء على الإطلاق وان الحكومة في حالة فوضى..هذه ليست حكومة يمينية بل جنون.. لن نهدأ وإسرائيل تتفكك من الداخل”.
كما نقل موقع “القناة السابعة” عن رئيس الأركان السابق، غادي آيزنكوت، قوله إن “تعيين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير مقامرة”. بينما وبخ رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيف كوخافي، في اتصال هاتفي ، نتنياهو، محذرا اياه من نقل صلاحيات من وزارة الأمن والجيش إلى تيار “الصهيونية الدينية”، المتمثل بزعيمي حزبي “الصهيونية الدينية” ، و”القوة اليهودية”.
وأشار معلّق الشؤون العسكرية في “القناة الـ 13” الإسرائيلية، أور هيلر، إلى أن المكالمة بين كوخافي ونتنياهو جرت يوم الخميس الماضي، لافتا إلى أن المحادثة كانت “متوترة”، وسُمع فيها “صراخ” كوخافي..
بدوره، قال الكاتب ومعلّق الشؤون العسكرية في صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، يوسي يهوشع، تعليقا على المكالمة، إن “الجيش الإسرائيلي في حالة من الهرج والمرج”.
هناك من المراقبين من يرون ان الائتلاف الذي شكله نتنياهو سيكون بمثابة التحدي الأكبر أمامه، حيث سيجد نفسه في سباق محموم مع احزاب الصهيونية الدينية، التي تميل وبشكل كامل للمستوطنين، الامر الذي سيفجر الداخل الفلسطيني، وفي سباق مع رعاة اسرائيل في الغرب وعلى راسهم امريكا، الذين يرون بضم حكومة نتنياهو اشخاص متهمين بالارهاب وقضايا فساد، سيشكل احراجا لهم في التعامل مع حكومته. وهو ما يؤكد على ان عمر حكومة نتنياهو لن يطول كثيرا في كل الاحوال.