يحذر خبراء جويلوجيون في إسرائيل من زلزال قوي قد يضرب البلاد في المستقبل، وذلك بسبب وقوعها على الصدع السوري الإفريقي النشط، وزادت المخاوف في تل أبيب، عقب الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا أمس وأسفر عن آلاف القتلى والجرحى.
ونشرت وزارة البناء والإسكان في إسرائيل العام الماضي سيناريو، يحذر من زلزال محتمل في إسرائيل، سيدمر مناطق كثيرة، ومن بين المدن الأكثر عرضة للخطر، صفد، طبريا، العفولة، بيت شين، وإيلات، وفقاً لتقرير صادر عن القناة 12 للتلفزيون الإسرائيلي.
وفي سيناريو الوزارة التحذيري، فإن أكثر من 80 ألف مبنى في تلك المناطق، معرضة للخطر، بينها 26 ألف مبنى معرض للهدم بشكل كامل، ويسكنها قرابة نصف مليون عائلة. ويتوقع أن يصبح 170 ألف إسرائيلي من دون مأوى بسبب انهيار منازلهم،
وقالت القناة، إن هناك 77 سيناريو مختلفاً للزلازل لدى سلطة الطوارئ الإسرائيلية تتدرب عليها وهي من الخفيف حتى المدمر.
يقول رئيس بلدية بين شان جاكي ليفي، "التحذيرات من زلزال مستقبل هي حقيقية، وعلينا توخي الحذر، إنه سيحدث دماراً وخراباً في بيت شان وكل المناطق المحيطة بها".
ولتجنب كارثة كبيرة، دعا جاكي ليفي، الحكومة الإسرائيلية لتفعيل ميزانية الكوارث، لتقوية المباني في المناطق والمدن المهددة بشدة. وقال ليفي أيضاً، إن سيناريو الزلزال المستقبلي، يدعو الجميع في هذه الحكومة للتأهب، إنه أمر لا يختلف عن كورونا وغيرها من الأحداث الخطيرة، وفي حال وقوع زلزال بالمستقبل، فإن النتائج ستكون أسوأ بكثير مما نتوقع، قائلاً إنه سيتسبب بمقتل الآلاف، في بيت شان لوحدها.
في عام 1927 تعرضت تلك المنطقة لزلزال قوي، تسبب في سقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى، وتعرضت مدينتي صفد وطبريا إلى دمار شديد. وعام 1033 كذلك كان شاهداً على زلزال مدمر في المنطقة.
تأهب
وتضع قيادة الجبهة الداخلية في إسرائيل كل الاحتمالات مع تفاقم المخاطر، وتحسباً لأي طارئ شددت السلطات قوانين البناء، لرفع قدرتها على تحمل الاهتزازات الأرضية.
وأصدر رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، تعليماته إلى رئيس مجلس الأمن القومي، تساحي هنغبي، لإجراء تقييم للأوضاع وفحص مدى الجاهزية لمواجهة زلزال بالشكل المناسب.
ويقول خبير إسرائيلي، "بمجرد وقوع زلزال في إسرائيل، لن تأتي فرق الإنقاذ إلى المنازل الخاصة، بل إلى التجمعات السكانية مثل المستشفيات والمدارس. ولن يتمكن المنقذون من مساعدة الجميع بسبب كثرتهم، لذا على جميع العائلات التأهب لأي حادث كهذا، والتدرب على كيفية التعامل مع الزلازل".
ويؤكد أور إلياسون من معهد "ديفيدسون" العلمي، إسرائيل تقع على طول ما يعرف بـ"الصدع السوري الأفريقي"، ونحن في منطقة تنزلق فيها الصفائح بشكل مستمر، ونقطة الاصطدام بين تلك الصفائح توجد في المنطقة الحدودية بين سوريا وشرق تركيا، وإسرائيل ستتأثر بتلك الهزة إن حدثت.
وقال إلياسون أيضاً، في المتوسط ، تحدث زلازل قوية مرة كل مائة عام.