أختتمت محكمة العدل الدولية في لاهاي جلساتها حول القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا، تتهم فيها إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة. في محاولة لفرض إجراءات مؤقتة، تسعى جنوب أفريقيا لتحقيق نتائج سريعة قبل الفصل النهائي في القضية، وهو ما قد يستغرق سنواتٍ.
إسرائيل، التي طلبت المثول أمام المحكمة للرد على الاتهامات، أكدت أن الهجمات في غزة تأتي في إطار الدفاع عن النفس، وأن الاتهامات بالإبادة الجماعية لا أساس لها. وعلى الرغم من مخاوف إسرائيليين من أي إجراء قد تتخذه المحكمة، يظل السائلون يتسائلون عن الخطوات اللاحقة وسبب تقديم القضية أمام محكمة العدل بدلاً من المحكمة الجنائية الدولية التي تتمتع بصلاحيات واسعة.
المحكمة الجنائية الدولية، التي تمتلك صلاحيات توقيف ومحاكمة المتهمين بالجرائم الدولية، تظل خيارًا أقوى. ويرى بعض المحللين أن جنوب أفريقيا حققت نجاحًا كبيرًا بمنح صوتٍ للفلسطينيين أمام أعلى محكمة في العالم.
في ردها على الاتهامات، قالت إسرائيل إن المطالب بوقف الهجمات لا أساس لها، معتبرة العمليات العسكرية في غزة "دفاعًا عن النفس". يعتبر البعض أن فشل إسرائيل في الرد على البراهين التقدم بها جنوب أفريقيا يُعد هزيمةً كبيرة، وقد أعطت جنوب أفريقيا بالفعل أهمية كبيرة للفلسطينيين وللإنسانية عبر إتاحة الفرصة لتحقيق عدالة.
من جهة أخرى، أثيرت تساؤلات حول سبب اختيار جنوب أفريقيا لمحكمة العدل الدولية بدلاً من المحكمة الجنائية الدولية، التي تحمل صلاحيات واسعة. يؤكد المحللون أن محكمة العدل تُصدر قرارات تدين فقط ولا تأمر بالقبض على المتهمين، بينما المحكمة الجنائية الدولية تمتلك صلاحيات أقوى في هذا الصدد.
في الوقت نفسه، أكدت جنوب أفريقيا أن إسرائيل لم تكن متوازنة في ردها ولم تقدم أي أدلة تتناقض مع الوقائع التي قدمتها. تعتبر جنوب أفريقيا أن الإفلات من العقوبة لإسرائيل على مر العقود شجعها على تكرار جرائمها الدولية في فلسطين.