اتهمت كوريا الشمالية، الجمعة، وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية “CIA” والاستخبارات الكورية الجنوبية بتدبير مخطط لاغتيال الزعيم كيم جونغ أون بأسلحة بيولوجية – كيميائية.
وفي بيان صادر عن وزارة أمن الدولة في كوريا الشمالية قالت بيونغ يانغ أنها أحبطت “مؤامرة دنيئة” من قبل “مجموعة إرهابية خسيسة لمهاجمة القيادة العليا للبلاد”.
وأضاف البيان الكوري الشمالي الذي نقلته وكالة الأنباء الرسمية، أن الـ”CIA” والاستخبارات الكورية الجنوبية قامتا برشوة مواطن من جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية يدعى كيم لتنفيذ الهجوم على جونغ أون.
وأشار البيان إلى أن الأماكن المحتملة لتنفيذ الهجوم تشمل ضريح والد وجد الزعيم الحالي أو خلال موكب عسكري.
تجدر الإشارة إلى أنه من الصعب جدا الإعداد لمثل هذا المخطط وتنفيذه بنجاح، إذ يحظى الزعيم الكوري الشمالي بحراسة أمنية مشددة في كل الأوقات، كما تفرض كوريا الشمالية رقابة شديدة على مواطنيها ولا تتقبل أي معارضة صريحة لنظامها.
ومضى البيان يقول “إن الجريمة النكراء التي تم الكشف عنها وإفشالها مؤخرا في جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية، هي نوع من الارهاب ليس فقط ضد دولتنا بل ضد العدالة وضمير الإنسانية”.
وتابع البيان قائلا إن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية قالت لعميلها “كيم” إنها قادرة على تأمين مواد مشعة وسامة صغيرة لا تظهر آثارها القاتلة إلا بعد مرور 6 أشهر إلى 12 شهرا.
وأفاد بأن “كيم العميل”، الذي وصفه البيان بالـ”حثالة بشرية”، تلقى دفعات مالية بلغ إجمالها ما لا يقل عن 740 ألف دولار، كما أنه حصل على أجهزة بث عبر الأقمار الاصطناعية، وغيرها من المعدات والتجهيزات.
وبين النص الصادر عن وزارة أمن الدولة في كوريا الشمالية أن العميل”كيم” أجرى اتصالات عدة مع عملاء استخبارات في كوريا الجنوبية، وله شريك يدعى شو غوانغهاي يعمل لدى مؤسسة كينغداو نازكا للتجارة، مما يوحي بأنه من أصل صيني.
هذا وكشفت مراجعة لنظام الشركات الوطنية في الصين وجود شركة بهذا الإسم تم تأسيسها في 7 مارس 2017 وأن شو غوانغهاي هو الممثل القانوني لها، وأن صفقاتها تشمل “موادا كيمياوية”.
جدير بالذكر أن البيان لم يتضمن أي معلومات حول كيفية إفشال المخطط أو مصير العميل المفترض.
ويأتي الاتهام في وقت تتبادل فيه الولايات المتحدة وكوريا الشمالية التهديدات حول البرنامج النووي للشمال وتدرس فيه واشنطن إعادة تصنيف بيونغ يانغ كـ “دولة راعية للإرهاب”، كما يأتي ذلك بعد اغتيال كيم جونغ نام، الأخ غير الشقيق للزعيم الكوري الشمالي، على أيدي امرأتين في مطار كوالالمبور الدولي من خلال استخدام غاز الأعصاب المحظور “في إكس” .
وقد حملت ماليزيا وكوريا الجنوبية الشمال المسؤولية عن عملية الاغتيال هذه، مما يحمل على الاعتقاد بأن اتهامات بيونغ يانغ الأخيرة حول محاولة اغتيال زعيمها محاولة لصرف الأنظار عن الموضوع، بحسب ما أفادت به وكالة “فرنس برس”.
تصعيد وتراشق بالتهم
قامت كوريا الشمالية، التي تقول إنها بحاجة إلى أسلحة نووية للدفاع عن نفسها إزاء واشنطن، بسلسلة عمليات إطلاق لصواريخ وهددت بإجراء تجربة نووية سادسة، بينما قالت إدارة ترامب إن عملا عسكريا من ضمن الخيارات المطروحة لردع بيونغ يانغ، مما يثير مخاوف من اندلاع نزاع بين الطرفين.
إلى ذلك، صوت مجلس النواب الأمريكي على توسيع نطاق العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية، ويعطي الإجراء الذي لا بد أن يصوت عليه مجلس الشيوخ ليصبح نافذا، إدارة ترامب مهلة 90 يوما لتحديد ما إذا كانت تريد إعادة تصنيف كوريا الشمالية كدولة راعية للإرهاب بعد أن أزالتها عن قائمة هذه الدول عام 2008.
وقد ردت بيونغ يانغ على تصويت مجلس النواب حيث قالت في بيان إن الولايات المتحدة هي الراعية للإرهاب وإنها إمبراطورية الشر.
المصدر: أ ف ب