أضيف إلى ذخيرة الأطباء في تونس اليوم خياران جديدان يتيحان لمرضى الآفات بولية السيطرة على أعراضها. ويعد الدواء أكثر فائدة للمريض، إن تمتع بأعلى فعّالية في علاج مرضه، وتسبب له بأقل آثار جانبية، وكلما توفرت تشكيلة واسعة من خيارات الأدوية أمام الأطباء يصبح بإمكانهم تكييف العلاجات وفق احتياجات المرضى بصورة أدق.
يصيب مرض «فرط نشاط المثانة» أكثر من 500 مليون رجل وامرأة حول العالم ، وتزداد معدلات الإصابة به لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 40 عامًا . وتشمل أعراضه: تكرار الحاجة للتبول، والحاجة المفاجئة للتبول، وصعوبة السيطرة على تلك الحاجة، وارتفاع معدل تكرار التبول ليلًا ونهارًا؛ وقد ينتهي به المطاف إلى إصابة المريض بسلس البول . يحجم كثير من المصابين بهذا المرض عن التوجه لاستشارة الطبيب وطلب المساعدة الطبية اللازمة، إما بسبب شعورهم بالحرج، وإما لعدم معرفتهم كيف يتحدثون إلى الأطباء ومقدمي الرعاية الصحية عن هذا الموضوع، وإما لأنهم لا يعرفون شيئا عن العلاجات المتوفرة له حاليًا . وقد تتسبب معاناة المريض الصامتة من أعراض هذه الحالة بتأثيرات سلبية بالغة على أسرته وحياته الاجتماعية وعمله، بالإضافة إلى صحته العقلية والجسمية ، وأظهرت الأبحاث أن ما يقرب من 30% من المصابين بهذه الحالة يعانون أيضًا من الاكتئاب.
طرحت شركة أستيلاس دواء «فرط نشاط المثانة» للمرضى في تونس، وتسمى المادة الفعالة فيه «سكسينات السوليفيناسين» (Solifenacin succinate)، وهي مضاد مسكاريني تساعد في منع تقلصات المثانة اللاإرادية عن طريق حجب مستقبلات معينة على عضلات المثانة، ما يتيح للمثانة التمدد إلى حجمها الكامل قبل إرسال إشارة إلى الدماغ بامتلائها وأنه من الضروري التبول.
وقال الدكتور علي طاهر مصباح، أستاذ ورئيس قسم المسالك البولية في المستشفى الجامعي بسهلول: «يؤدي فرط نشاط المثانة إلى تخريب حياة المريض اليومية، ما ينتج مشكلات أخرى مثل انخفاض التفاعل الاجتماعي والاكتئاب والقلق. لكن لا ينبغي لهذا المرض أن يمنع أي شخص من متابعة حياته والقيام بالنشاطات التي يريدها، لأن السيطرة عليه بنجاح ممكنة باستخدام الدواء المناسب. وربما لا يشعر المرضى به بالرضا نحو خيارات العلاج المتوفرة حاليًا بسبب آثارها الجانبية المزعجة ومستوى فعاليتها المنخفضة. أما اليوم وبعد توفر الدواء الجديد في تونس، أصبح أمام المرضى بديلًا أفضل لطرائق العلاج الحالية. وأظهرت التجارب السريرية أن استخدام هذا الدواء على المدى الطويل آمن وأنه ذو تحمل جيد، فضلًا عن تسجيل استجابة إيجابية له لدى 80% من المرضى في تلك التجارب .»
قد يعزى الشعور بالحاجة المفاجئة للتبول أيضًا إلى الإصابة بمرض تضخم البروستاتا الحميد، وهو شائع لدى كبار السن من الرجال عادة. وتضغط البروستاتا المتضخمة على الإحليل ما يؤدي إلى ضعف تيار البول ويزيد من وتيرة التبول . وأظهرت الأبحاث أن انسداد مجرى البول الناجم عن تضخم البروستاتا الحميد نوع من الأمراض التي تتفاقم تدريجيًا، ويتسبب بمرور الوقت بزيادة عائق التبول وربما يسهم في حد ذاته في الإصابة بفرط نشاط المثانة .
تدعى المادة الفعالة في الدواء الثاني الذي أصبح متوفرًا في تونس اليوم: تامسولوسين (Tamsulosin) وهي تنتمي إلى فئة من الأدوية تسمى «حاصرات ألفا الأدرينالية» وتعمل بإرخاء عضلات عنق المثانة والبروستاتا، ما يساعد في تحسين تدفق البول . وأظهرت الدراسات السريرية أن هذا الدواء جيد التحمل في المرضى الذين يعانون من أعراض تباطؤ عمل المجاري البولية المقترنة بمرض فرط نشاط المثانة وهو متوفر الآن للمرضى في تونس.
يعاني أكثر من 50% الرجال الذين تجاوزوا سن الـ 60 عامًا من مرض فرط نشاط المثانة، ويرتفع هذا العدد إلى 90% عندما يصل الرجال إلى سن 85 عامًا . فالبروستاتا المتضخمة تعوق تدفق البول بسهولة، ما يتسبب في إجهاد المثانة عندما تتقلص لتفريغ ذاتها. ومع مرور الوقت، تصبح المثانة شديدة الحساسية فتتقلص بمجرد أن تمتلئ بمقدار صغير من البول. ومحصلة ذلك معاناة المرضى من أعراض مزعجة متعددة، منها ضعف تيار البول، والاستيقاظ كثيرًا في الليل للتبول. ويعمل هذا الدواء الجديد سريعًا على التخفيف من أعراض المسالك البولية السفلى ويتحمله المرضى9 جيدًا ويساعدهم على العودة إلى حياتهم الطبيعية.
يتمحور عمل شركة أستيلاس على تحسين صحة الناس حول العالم من خلال توفير أدوية مبتكرة وموثوق بها مع التركيز على أمراض المسالك البولية والأورام.
وعلق د. خالد جوامعي، مدير شركة أستيلاس في المغرب، قائلًا «يسر أستيلاس إطلاق أول دوائين من إنتاجها في تونس. وهمنا الأول هو تحسين حياة المرضى ولهذا نفخر بتقديم خيارات علاج إضافية لمرضى فرط نشاط المثانة، وأعراض المسالك البولية السفلى، وبصفتنا الشركة الرائدة في تطور أدوية أمراض المسالك البولية، سنواصل تحويل الابتكارات العلمية إلى منتجات مفيدة للمرضى.»