ثمانية من كل 10 شبان ينظرون إلى أنفسهم نظرة دونية ويعتقدون أنهم ليسوا جيدين بما فيه الكفاية.
لندن – كشفت دراسة جديدة شملت 2000 شخص تتراوح أعمارهم بين 22 و38 سنة عن إحصاءات مثيرة للقلق حول كيف يرى الشباب أنفسهم في ما يتعلق بأقرانهم والأجيال الأكبر سنا، منبهة إلى أن ثمانية من كل 10 شبان، ينظرون إلى أنفسهم نظرة دونية ويعتقدون أنهم ليسوا جيدين بما فيه الكفاية في جميع مجالات حياتهم تقريبا.
وبالإضافة إلى ذلك، اعترف ثلاثة أرباع المشاركين في الاستطلاع بأنهم يشعرون باستمرار بالارتباك بسبب الضغط المسلّط عليهم للنجاح في حياتهم المهنية، وإيجاد علاقة عاطفية ذات مغزى وتلبية توقّعات الآخرين.
وقال سبعة من كل عشرة من جيل الألفية إن المهام اليومية التي يقومون بها، مثل الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية بانتظام، والحفاظ على توفر وسائل التواصل الاجتماعي وكسب ما يكفي من المال، من الأسباب الرئيسية لشعورهم بالإرهاق من وقت لآخر.
وأكد 80 بالمئة من المستجوبين أن هذه المخاوف كان لها تأثير سلبي على نومهم، واعترف 79 بالمئة منهم بأن صحتهم النفسية والعقلية قد عانت بشكل عام. وكشفت نتائج الدراسة الاستقصائية التي أنجزت بتكليف من طرف منتج الأغذية الطبيعية “ألبرو” أن هذا الجيل يشعر بأنه منعدم الأهمية حوالي 130 مرة في السنة.
ولعل ثقافة وسائل التواصل الاجتماعي الحالية التي تضع المكانة والمظهر أولاً وقبل كل شيء هي المسؤولة عن هذا الاتجاه المقلق عند هذا الجيل.
وعلى سبيل المثال، يقول العديد من الأشخاص الذين تمت مقابلتهم إنهم يشعرون بالكثير من الضغط حيال المشي 10 آلاف خطوة يوميا على الأقل، وحيال شراء عقار في أسرع وقت ممكن، وامتلاك سيارة جميلة، ومواكبة أحدث اتجاهات الموضة. وهذا لا يعني الالتزام بأي مسؤوليات أخرى تعتبر ساذجة مثل الإشراف على الالتزامات اليومية، والحفاظ على حياة اجتماعية نشطة، وتكوين صداقات جديدة، وتناول ما يكفي من الفواكه والخضروات.
وقال المشرفون على الدراسة “من المثير للاهتمام أن نلاحظ أن 75 بالمئة من المستطلعين يقولون إن جهودهم لتحقيق النجاح في الحياة كان لها تأثير سلبي على علاقاتهم الشخصية. كما قال 6 من أصل 10 ممن شملهم الاستطلاع إن الضغط الذي يشعرون به للنجاح في المهنة كان له تأثير سلبي على حياتهم المهنية”.
وتساءل الباحثون من أين يأتي كل هذا الضغط؟ ويقول أكثر من ربع المشاركين في الاستطلاع إن أولياء أمورهم هم المصدر الرئيسي للضغوط، ويقول خمس المستطلعين إن وسائل التواصل الاجتماعي مصدر شعورهم بالضغوطات. ويقول 17 بالمئة إن أقرانهم وأصدقائهم هم السبب الرئيسي في الضغوط التي يعيشونها، ومع ذلك، يأتي الكثير من الضغط أيضا من داخل الإنسان، حيث يشير حوالي نصف المشاركين في الاستطلاع إلى أنهم يمارسون ضغوطا بانتظام على أنفسهم لتحقيق النجاح. ويعتقد 58 بالمئة من المستطلعة آراؤهم أن العديد من توقّعات المجتمع هي ببساطة غير واقعية.
أما بالنسبة للاختلافات بين الجنسين، فقد ذكرت الدراسة أن أكثر من 82 بالمئة من النساء جيل الألفية وجود مشاكل مستمرة مع احترام الذات، مقابل 73 بالمئة من الرجال ينتابهم هذا الشعور. وأشارت النساء إلى أن توفير أموال كافية يعتبر مصدرا رئيسيا للضغط في حياتهن، بينما أشار الرجال إلى أن النظام الغذائي يعتبر مصدر التوتر المتواصل والمتكرر في حياتهم.
