أظهرت نتائج دراسة حديثة أن الشمس قادرة على القضاء على 90% من فيروس كورونا خلال نصف ساعة، في ظلّ موجة الحر الشديدة خلال الأسبوع الجاري. وأبرز الخبراء الذين أعدوا الدراسة أنّ موجة الشّمس الحارقة التي تسجَّل في الأسبوع الجاري ستساعد في خفض معدّلات تفشّي فيروس كورونا المستجدّ، مؤكدين أن حرارة الشّمس الشديدة قد تقضي على الفيروس في نصف ساعة.
ورغم أن معدلات انتقال عدوى الفيروس التاجي اقترنت بالتجمّعات، فإن هذه الدّراسة، التي أنجزها علماء فيروسات متقاعدون من الجيش الأمريكي وإدارة الغذاء والدواء الأمريكية، وأورد نتائجها موقع "ذي صن"، خلصت إلى أن أشعّة الشمس تقضي عليه بسرعة في الهواء الطلق، مرجّحين بالتالي أن يكون الناس أكثرَ أمانا في الخارج، تحت أشعّة الشمس.
وأبرزت دراسة الخبراء الأمريكيين، ويتقدمهم الدكتوران ديفيد ليتل وخوسي لويس ساغريبانتي، أن قضاء نصف ساعة تحت أشعة الشمس مباشرة كفيل بأن يقتل الفيروس بنسبة 90%. وتابعت أنه إذا أطلق أحد المصابين بكورونا قطرات تحمل الفيروس عندما يسعل على سطح خارجي فسيتحلل (الفيروس) بسرعة نسبيا ولن يكون ضارا كثيرا في مدة 30 دقيقة. كما أظهرت الدراسة أنّ ضوء الشمس يكون تأثيره على الفيروس أقوى خلال هذه الفترة من السنة، حين تكون أشعة الشمس في ذروتها على خطوط العرض، وهي الظاهرة التي تحدث خلال ما يسمو بـ"الانقلاب الصّيفي".
وتابع الخبراء في دراستهم أنه بحلول فترة "الاعتدال الخريفي" (منتصف شتنبر) سيتطلب العملية ساعة و17 دقيقة حتى يصير الفيروس غير ضار على السطوح في الهواء الطلق. وفي فترة "الاعتدال الربيعي" (20 مارس) ستستغرق العملية ثلاث ساعات تقريبا من أجل خفض شدة الفيروس. أما في فصل الشتاء فيمكن للفيروس أن يظل حيا أزيد من خمس ساعات في ضوء الشّمس الضعيف، رغم أنه يُحتمل أن يبقى عدة أيام في الدّاخل.
ويتوقف الأمر، بحسب الدراسة ذاتها، على مدى برودة المدينة أو المنطقة التي يعيش فيها كل شخص مهدد بالإصابة بالعدوى. وهكذا فكلما انتقلنا نحو الشّمال، مثلا، طالت المدة التي تتطلبها وفاة الفيروس، إذ تكون الشّمس هناك أضعف.
وشدّد معدّو الدراسة، على أن تدابير الإغلاق قد تضرّ الناس فعلا وتزيد احتمال تفشّي فيروس كورونا بصورة أكبر. ومما جاء في الدراسة أنه “ربما كان إجبار الناس على البقاء في منازلهم ما زاد عدوى "كوفيد -19" بين سكان المنازل ذاتها وبين المرضى والأشخاص في المستشفى نفسه أو في دور المسنّين أو أكدها"، وأن الأشخاص الأصحّاء في الهواء الطلق الذين يعرّضون أنفسهم لأشعة الشمس قد يكونون عرضة لجرعة أقلّ من الفيروس، ىلهم فرص أكثر لتكوين استجابة مناعية ناجعة”.
وتندرج ضمن ضوء الشّمس الأشعةُ فوق البنفسجية، التي تقتل حمض الفيروسات النووي. وتميل الأخيرة إلى البقاء حية بصورة أفضلَ في الأجواء الباردة، بحكم توفرها على الطبقة الواقية الدهنية، التي تتحلّل حين تتعرض لأشعة الشمس. وإذا كان ذوبانُ هذه الطبقة الدهنية يتيح للفيروس أن يغزو دفء الجسم، فهو يموت حين يتفكّك الغلاف في الخارج.
يشار إلى أن دراسات كثيرة أبرزت الصّلة التي تربط ضوء الشمس بدرجات الحرارة المرتفعة في الهواء الطلق والفيروس؛ ومنها دراسة حديثة أعدّها المركز الوطني الأمريكي لتحليل الدفاع البيولوجي والإجراءات المضادة، والتي أكّدت أن فيروس كوفيد -19 العائم في الهواء يتحلّل بما يمثل 90% خلال ستّ دقائق فقط من التعرض لأشعة الشمس الصيفية بينما يتطلب الأمر 19 دقيقة تحت أشعّة الشمس الشّتوية.