ثورة طلابية أمريكية تنتصر لفلسطين،وتخترق سجوف الصمت الأخرس في هذال العالم المحكوم بالفوضى والعنف وإيديولوجيا القوة والسديم،أطلقت رصاصتها الأولى من جامعة كولومبيا في نيويورك لتشعل نيرانها باقي الجامعات المرموقة في الولايات المتحدة لتصل إلى فرنسا وأستراليا في مشهد لم يتعود العالم على رؤيته..
الصحوة الطلابية شيء متوقع من جيل الشباب الباحث عن الحقيقة والرافض لكل أشكال القمع ضد الشعوب الساعية للتحرر وإلانعتاق..
هذه المظاهرات الطلابية في الولايات المتحدة قد تشكل نقطة تحول عالمية في الصراع في الشرق الأوسط كما كان الأمر سابقا في حرب الفيتنام والنّظام الفاشِي العُنصري في جنوب إفريقيا..
فالثّورات الطُّلابيّة الأمريكيّة عندما تبدأ لا تتوقّف إلّا بتحقيقِ أهدافها كاملة،بوقف الحُروب (فيتنام)،وإسقاط الأنظمة العُنصريّة (جنوب إفريقيا)،وقوانين التّمييز العُنصريّ ضدّ السُّود في أمريكا.
المتعجرف نتنياهو نراه اليوم مكفهر الوجه وهو الذي شهر سيف “اللّاساميّة” في وجْهِ كُل من ينتقد المجازر الإسرائيليّة في فِلسطين المُحتلّة..نتنياهو يرى أنّ هذا الإنجاز في قمْع حُريّة التّعبير يتفكّك بشَكلٍ مُتسارع في الجامعات الأمريكيّة الثّائرة،وإنجازه الأكبر يَلفُظُ أنفاسه الأخيرة،والفضْلُ في كُلّ هذا لصُمودِ قطاع غزة ودِماءِ شُهدائه.
هذه الثّورة الطُّلّابيّة الهادرة و المخلخلة -لجدار الوعي الصهيوني-جعلت من قضيّة فِلسطين العادلة مسألة داخليّة أمريكيّة،ومحور صِراع سياسي بين الأجيال،ونضال مشروع لاستعادة قيم العدالة والحُريّات ووقف حُروب الإبادة، والعُنصريّة بأشكالها كافّة.
الملفت للانتباه وجود أعداد كبيرة من الطُّلّاب اليهود الأمريكيين في أوساط الثوّار الطّلبة ورفعهم الإعلام الفِلسطينيّة، وارتدائهم للكُوفيّة وهذه صفعة قويّة لنتنياهو،وأمثاله،وتكذيبًا لكُلّ اتّهاماته بمُعاداة الطُّلّاب للسّاميّة،والعداء لليهود.
لقد اتّسعت دائرة القناعة،والصّحوة، والاعتقاد الرّاسخ في أوساط مُعظم الامريكيين ومن بينهم يهود،بأنّ الدّعم الرسمي لبلدهم للمجازر الإسرائيليّة في القِطاع بالمال والسّلاح يُعرّض أمريكا ومصالحها في العالم للخطر من حيث جرّها إلى الحُروب بضَغطٍ من اللّوبيّات الإسرائيليّة وأنصارها،ونهب مال دافع الضّرائب الأمريكي.
ما أريد أن أقول؟
أقول إنّني على ثقةٍ كُبرى بأنّ النازيّة الصّهيونيّة انفضحت،وأُزيل القناع عن وجهها الإرهابي البَشِع على أيدي الطُّلّاب الأمريكيين،وإنّ العدّ التنازليّ لانهِيارها قد بدأ بشَكلٍ مُتسارع تمامًا مثلما حدث للنازيّة الأُم في ألمانيا،ووليدتها في جنوب إفريقيا،وقبل هذا وذاك نظيرتها في فيتنام الجنوبيّة والحرب الأمريكيّة لإدامتها.
هذه الثّورة الطُّلابيّة الشريفة قد تُغيّر أمريكا والعالم،وتُؤَسِّس لأمريكا جديدة تُشارك في حفظ الأمن والسّلام ووقف الحُروب والانتِصار للمظلومين في العالمِ بأسْرِه،وستُفَرِّخ ثورات مُماثلة في أوروبا، والشّرق الأوسط،بل والعالم الثّالث، انتصارًا للعدالة والمُساواة وخاصَّةً في فِلسطين المُحتلّة..
لست أحلم،لكنه الإيمان الأكثر دقة في لحظات التاريخ السوداء..من حسابات- بايدن-والمتعجرف نتنياهو..
محمد المحسن