كشفت دراسة حديثة عن اكتشاف كميات ضخمة من الهيدروجين الطبيعي تحت سطح الأرض، ما يمكن أن يسهم بشكل كبير في تلبية احتياجات العالم من الطاقة لمدة قد تصل إلى 200 عام، ويشكل خطوة مهمة نحو تقليص الاعتماد على الوقود الأحفوري.
مقالات ذات صلة:
الخلايا الشمسية الشفافة: شحن هاتفك بالطاقة الشمسية يقترب من الواقع!
إصدار بطاقة إيداع بالسجن في حق النائب السابق الصحبي سمارة بتهم تتعلق بتدبير اعتداء على هيئة الدولة
انفجارات تهز كييف وعدة مناطق أوكرانية في هجمات روسية جديدة: تحذيرات واسعة وانقطاعات في الطاقة
الدراسة التي نُشرت في مجلة Science Advances تحت عنوان "توقعات نموذجية لموارد الهيدروجين الجيولوجية العالمية" تشير إلى أن ما يصل إلى 6.2 تريليونات طن من غاز الهيدروجين محاصرة في الصخور والخزانات الجوفية. هذا الرقم يعادل 26 ضعف احتياطيات النفط الحالية، مما يفتح آفاقًا واسعة لاستغلال هذه الموارد الهائلة في المستقبل. ورغم هذه الإمكانيات، فإن التحدي الأكبر يتمثل في تحديد المواقع الدقيقة لهذه الخزانات الطبيعية، وفقًا للموقع الإلكتروني NDTV.
الهيدروجين كمصدر طاقة نظيف ومستدام
يحظى الهيدروجين بسمعة واعدة كبديل نظيف وفعال للنفط والغاز، بفضل خصائصه الفريدة ووفرة موارده. وتشير الدراسة إلى أن الهيدروجين الطبيعي قد يساهم في توفير ما يصل إلى 30% من إمدادات الطاقة في المستقبل، مع توقعات بارتفاع الطلب العالمي على هذا الوقود ليصل إلى 500 مليون طن سنويًا بحلول عام 2050.
وأضافت الدراسة أنه "بمجرد استغلال 2% فقط من الموارد المقدرة من الهيدروجين الجوفي، يمكن أن يلبي الطلب العالمي المتوقع لمدة تصل إلى قرنين من الزمن".
اكتشافات جديدة ودور الهيدروجين الطبيعي
كانت النظرة السائدة في الماضي تفترض أن الهيدروجين لا يمكنه البقاء بكميات كبيرة تحت الأرض بسبب ميله إلى التسرب عبر الصخور. لكن نتائج الدراسات من مواقع مثل منجم كروم في ألبانيا وغرب إفريقيا أثبتت إمكانية وجود خزانات ضخمة لهذا الغاز في باطن الأرض.
وقال جيفري إليس، المؤلف الرئيسي للدراسة وعالم كيمياء البترول في هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، إن الهيدروجين الطبيعي يوفر حلولًا عملية واقتصادية. وأضاف: "لا حاجة لتكاليف التخزين المرتبطة بإنتاج الهيدروجين الأزرق أو الأخضر، إذ يمكن استخراج الغاز مباشرة من الخزانات الطبيعية عند الحاجة".
التحديات التقنية والاقتصادية
رغم التفاؤل الكبير بهذا الاكتشاف، فإن عملية استخراج الهيدروجين الطبيعي تواجه تحديات تقنية واقتصادية كبيرة، حيث تتطلب تقنيات متطورة وابتكارات جديدة لجعل استخراج الغاز فعّالاً من الناحية الاقتصادية.
خطوة نحو طاقة مستدامة
تعد هذه الدراسة خطوة كبيرة نحو تقليل انبعاثات الكربون وتحقيق أمن الطاقة العالمي. وفي ظل التقدم العلمي والتقني، قد يصبح الهيدروجين الطبيعي عاملًا رئيسيًا في التحول إلى طاقة مستدامة خالية من الوقود الأحفوري، مما يعزز الجهود العالمية لمكافحة التغيرات المناخية وضمان استدامة مصادر الطاقة في المستقبل.